400 مليون دولار مكاسب اقتصادية للبنان عند تطبيق توصيات مكافحة التبغ
أشارت الدراسة إلى أن التكلفة السنوية لاستهلاك التبغ في لبنان تبلغ نحو 140 مليون دولار، ما يمثل 1.9% من الناتج المحلي الإجمالي. وتتضمن هذه التكلفة نفقات الرعاية الصحية، وانخفاض الإنتاجية، وخسائر التنمية البشرية.
وأبرزت أن الفوائد الاقتصادية لتطبيق سياسات مكافحة التبغ تفوق بكثير تكاليف التنفيذ، حيث تقدّر الفوائد بنحو 15.2 تريليون ليرة لبنانية مقابل 177 مليار ليرة فقط من التكاليف.
الدراسة أطلقت خلال حفل أُقيم في بيروت برعاية وحضور وزير الصحة العامة في لبنان الدكتور راكان ناصر الدين، ومشاركة خبراء وجهات معنية في مجال الصحة العامة والتنمية الاقتصادية.
الوزير ناصر الدين أكد أن "مكافحة تعاطي التبغ ليست أولوية صحية فحسب، بل استثمار اقتصادي فعّال"، مشددا على أن التدخين لا يضر فقط بالصحة العامة، بل يكبّد النظام الصحي أعباء مالية ضخمة ويقلل الإنتاجية.
ويحتل لبنان المرتبة الأولى في المنطقة من حيث ارتفاع معدل انتشار التدخين، حيث شدد الدكتور عبد الناصر أبو بكر ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان على ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة لحماية الصحة العامة والاقتصاد الوطني.
وأضاف أن "إدماج مكافحة التبغ في خطط الانتعاش الاقتصادي سيكون أمرا بالغ الأهمية لمساعدة لبنان على تحقيق أهدافه الاقتصادية".
أصدرت الدراسة وزارة الصحة العامة اللبنانية ومنظمة الصحة العالمية واتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وأبرزت الدكتورة أدريانا بلانكو ماركيزو رئيسة أمانة اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية، أن "تعزيز مكافحة التبغ في لبنان ليس ضرورة صحية فحسب، بل هو فرصة اقتصادية ينبغي اقتناصها"، ودعت إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لتحسين حياة المواطنين اللبنانيين وتوجيه الموارد نحو الأولويات التنموية.
من جانبه، شدد ثائر الشريدة نائب الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، على ضرورة "إصلاح السياسات والتقدم التشريعي لحماية الصحة العامة ودفع عجلة التنمية المستدامة"، مؤكدا التزام البرنامج بدعم لبنان.
وقال: ”لقد أحرز لبنان تقدما في مجال مكافحة التبغ، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لحماية الصحة العامة، ودفع عجلة التنمية المستدامة“.
وتوصي الدراسة باتخاذ عدة تدابير أساسية، من بينها:
تعزيز الضرائب على منتجات التبغ،
إنشاء أماكن عامة خالية من التدخين،
وضع تحذيرات صحية مصورة على عبوات التبغ،
تشجيع الإقلاع عن التدخين عبر تدريب المهنيين الصحيين،
تعزيز التنسيق متعدد القطاعات لمكافحة التبغ.
يذكر أن أكثر من 9000 شخص يموتون سنويا في لبنان بسبب الأمراض المرتبطة بالتبغ، ما يمثل أكثر من ربع مجموع الوفيات في البلاد.
ورغم انضمام لبنان إلى اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ منذ عام 2005، إلا أن الدراسة تشدد على ضرورة اتخاذ خطوات إضافية لضمان الاستفادة الكاملة من مزايا الاتفاقية.