تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الأمم المتحدة: العنف في غوما الكونغولية يفاقم إحدى أكثر الأزمات خطورة على وجه الأرض

قال منسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في جمهورية الكونغو الديمقراطية برونو لوماركي إن ما يحدث في مدينة غوما "يأتي ليفاقم واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية طولا وتعقيدا وخطورة على وجه الأرض".

وفي حديثه إلى الصحفيين في نيويورك من العاصمة الكونغولية كينشاسا، أعرب السيد لوماركي عن قلقه الشديد بشأن الوضع الإنساني في مدينة غوما في الجزء الشرقي من البلاد - والتي اجتاحتها حركة 23 مارس المتمردة - مضيفا أن جميع أحيائها أصبحت "مناطق نشطة للقتال" وتم توجيه نيران المدفعية الثقيلة إلى وسط المدينة، حتى وصلت إلى مستشفى للولادة.

وأضاف: "المشاهد التي أبلغ عنها زملاؤنا على الأرض فوضوية، حيث يحاول مئات الآلاف من الناس الفرار من العنف" من المدينة - التي يبلغ عدد سكانها حوالي مليون شخص - والمناطق المحيطة بها التي كانت تستضيف 700 ألف نازح داخلي يعيشون في ظروف مزرية بالفعل.

وقال منسق الشؤون الإنسانية إن مواقع النزوح حول المدينة "أُفرغت تماما" منذ يوم الجمعة، حيث اتجه الناس إلى داخل المدينة بعد أن نفدت منهم خيارات الفرار من العنف. وقال إن المستشفيات في المدينة تكافح لإدارة تدفق الجرحى، على الرغم من الدعم الذي تتلقاه من منظمة أطباء بلا حدود واللجنة الدولية للصليب الأحمر. وأشار إلى أن الخدمات الأساسية أصبحت في وضع حرج، مع تقيد إمدادات المياه والكهرباء وانقطاع خدمة الإنترنت.

وبينما تم نقل الموظفين الأمميين غير الأساسيين إلى خارج غوما، لا يزال الموظفون الإنسانيون الأساسيون في المدينة ويعملون "في ظل ظروف صعبة للغاية لتقديم المساعدة المنقذة للحياة"، حيث أشار لوماركي إلى أن المرافق الإنسانية تعرضت للنهب ونيران المدفعية الثقيلة.

وقال: "بينما هدفنا المشترك هو إنهاء الأعمال العدائية، نيابة عن المجتمع الإنساني، أدعو جميع الأطراف إلى الاتفاق على فترات توقف إنسانية مؤقتة في المناطق الأكثر تضررا وإنشاء ممرات إنسانية لضمان استئناف الأنشطة الإنسانية على نطاق واسع. والأهم من ذلك، تسهيل الإجلاء الآمن للأفراد الجرحى والمدنيين المحاصرين في مناطق القتال".

ودعا منسق الشؤون الإنسانية الأطراف إلى استعادة الظروف اللازمة لإعادة فتح مطار غوما بشكل آمن وإبقاء الحدود مفتوحة بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية في غوما لتمكين الفارين من العنف من البحث عن ملجأ بعيد عن مناطق القتال.

وحث المجتمع الدولي على تكثيف مشاركته "لمنع إراقة الدماء ودعم الاستجابة الإنسانية"، وأضاف: "يجب أن نتحرك الآن لمنع مزيد من الخسائر في الأرواح وتخفيف معاناة سكان غوما".

قوات حفظ السلام

من جانبه، أشار وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيير لاكروا إلى أن تقدم متمردي حركة 23 مارس يشير إلى "تحول في ميزان القوى"، إلا أنه شدد على أن الوضع لا يزال متقلبا وخطيرا مع استمرار القتال وما له من "آثار مدمرة على السكان المدنيين".

وقال إن قوات حفظ السلام الأممية من بعثة مونوسكو لا تزال في مواقعها في الميدان، مضيفا أن ثلاثة من جنودها قتلوا في المعارك وأصيب 12 آخرون.

وأكد أن بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونوسكو) تواصل الوفاء بالتزاماتها بحماية المدنيين "بأفضل ما في وسعها، وهذا يشمل المقاتلين غير المسلحين بما يتفق مع القانون الدولي الإنساني"، مؤكدا أن هناك عددا كبيرا من المدنيين والمقاتلين غير المسلحين حاليا في مختلف مباني البعثة.

وقال لاكروا إن الأمم المتحدة ملتزمة تماما بدعم مبادرات السلام الإقليمية الجارية، وتواصل العمل مع جميع أصحاب المصلحة المعنيين "لإعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات". وفي هذا الصدد، رحب بإعلان الجماعة الاقتصادية لدول شرق أفريقيا عن نيتها لعقد قمة لمناقشة الوضع في غوما، وجلسة مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي المقرر عقدها يوم غد الثلاثاء.