تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الأمم المتحدة تؤكد التزامها بالشراكة مع جامعة الدول العربية لتحسين حياة الناس في المنطقة وخارجها

قال المسؤول الأممي خالد خياري، إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة "يقدم شعاعا من الأمل، ولحظة طال انتظارها توفر الإغاثة التي تشتد الحاجة إليها للفلسطينيين في غزة وللرهائن الذين أعيد لم شملهم مع أحبائهم".

خالد خياري مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط وآسيا والمحيط  الهادئ كان يتحدث اليوم الخميس أمام اجتماع لمجلس الأمن لمناقشة التعاون بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية. 

وأكد خياري التزام الأمم المتحدة بشراكتها مع الجامعة لتعزيز الجهود المشتركة لتحسين حياة الناس في مختلف أنحاء المنطقة العربية وخارجها.

وقال إن جامعة الدول العربية دعمت على الدوام الشعب الفلسطيني، بما في ذلك من خلال جهودها لحشد الدعم الدولي لوقف إطلاق النار في غزة. وشدد على ضرورة تمكين وكالة الأونـروا من تنفيذ ولايتها في جميع مناطق عملها، مشيدا بجامعة الدول العربية على دعمها الصريح لهذه الوكالة الحيوية للأمم المتحدة.

وعن الوضع في سوريا، قال خياري إنه بينما تسعى سوريا إلى رسم مسار جديد بعد سقوط حكومة الأسد، يواصل مبعوث الأمم المتحدة الخاص غير بيدرسن مشاركته الوثيقة مع الجامعة العربية ودولها الأعضاء لتنسيق الدعم لعملية سياسية شاملة بقيادة وملكية سورية، استنادا إلى المبادئ الأساسية لقرار مجلس الأمن رقم 2254 لعام 2015.

مشاركة دؤوبة

وأشاد المسؤول الأممي بالدور الذي تلعبه جامعة الدول العربية في المساهمة في وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل "من خلال الدعوة والمشاركة الدؤوبة".

وعن الوضع في اليمن، قال خياري: "سيكون دعم الشركاء الإقليميين - بما في ذلك جامعة الدول العربية - أمرا بالغ الأهمية لتعزيز خفض التصعيد وإعادة بناء الثقة والتحرك نحو خارطة طريق الأمم المتحدة للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة وجامعة للصراع في اليمن".

وفي ليبيا، أكد المسؤول الأممي أن الجامعة تعد شريكا مهما للأمم المتحدة، وهي في وضع جيد لحشد وإظهار الدعم العربي الجماعي للحلول - التي تقودها وتملكها ليبيا - للجمود السياسي من خلال العملية التي تيسرها الأمم المتحدة.

وأعرب عن القلق البالغ إزاء الوضع في السودان، "الذي يستمر في التدهور". وأشاد بجهود الجامعة العربية في تعزيز التنسيق متعدد الأطراف من خلال عقد أول اجتماع للمجموعة الاستشارية بشأن السودان في حزيران/يونيو من العام الماضي.

ميثاق المستقبل

وأفاد مساعد الأمين العام بأن التعاون مع جامعة الدول العربية "يشكل في حد ذاته جانبا مهما من جوانب تنفيذ مـيثاق المستقبل". وقال خياري: "نتطلع إلى استضافة الجامعة لاجتماعنا القطاعي السادس عشر، حول موضوع التعاون في مجال حقوق المرأة وحماية الطفل في النزاعات المسلحة في وقت لاحق من هذا العام".

وأشار إلى التعاون على صعيد أجندة الشباب والسلام والأمن، قائلا: "في منطقة يشكل فيها الشباب من الجنسين ما يصل إلى 60 في المائة من السكان، فإن الاستماع إلى أصواتهم وتقديم الفرص لهم، خطوات حيوية يمكن أن تساعد في تعزيز السلام والاستقرار".

شواغل واحدة

أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، يتحدث أمام مجلس الأمن الدولي
UN Photo/Manuel Elías
أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، يتحدث أمام مجلس الأمن الدولي

الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط قال أمام المجلس إن جدول أعمال مجلس الأمن يذخر بالموضوعات العربية، "فمن قضية فلسطين إلى الأوضاع في السودان وسوريا ولبنان وليبيا واليمن والصومال، نجد أن الشواغل واحدة بين الجامعة ومجلس الأمن".

وأكد أن هذا يحتم تكثيف التعاون من أجل محاولة إغلاق ملفات الأزمات المفتوحة تعزيزا للأمن الإقليمي والدولي وتحقيقا للعدالة.

وقال أبو الغيط إن الجامعة تتطلع إلى انخراط أكبر في تسوية القضايا العربية المطروحة على أجندة مجلس الأمن وذلك من خلال تعميق التعاون مع المبعوثين الخاصين للأمين العام للأمم المتحدة في مناطق النزاع العربية.

وأضاف: "نرحب بالتعاون في اختيار فعال للعناصر الأممية لقيادة العمل الدولي في المنطقة العربية من خلال الاستعانة بالكفاءات العربية التي تستطيع الجامعة اقتراحها للإسهام الفعال في تعزيز فرص التوصل لاتفاقات لصالح الدول والشعوب العربية في مرحلة نواجه فيها تحديات غير مسبوقة".

ورحب بوقف إطلاق النار في غزة، منبها إلى أن وقف إطلاق النار ليس حلا دائما وأن السلام لن يتحقق إلا بحصول الشعب الفلسطيني على حقه في تجسيد دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967.

ولفت الانتباه إلى "خطورة الخطط والقرارات الإسرائيلية الرامية إلى تقويض الأونروا والقضاء على دورها المهم"، داعيا مجلس الأمن إلى القيام بدور حاسم في الدفاع عن هذه الوكالة.

وعن سوريا، قال أبو الغيط إن الجامعة العربية تؤيد إرادة الشعب السوري وتطلعاته إلى حياة أفضل بعد معاناة طويلة طالت مختلف السوريين.

وأكد كذلك دعم الجامعة لوحدة السودان ومؤسساته الوطنية، داعيا الأطراف السودانية إلى وقف الصدام العسكري والعودة إلى مسارات التهدئة والحوار الأخوي البناء.