Breadcrumb
أمام منتدى دافوس، الأمين العام يحذر من تهديدين عميقين قد يقلبان الحياة التي نعرفها رأسا على عقب
وفي كلمته أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس اليوم الأربعاء، أشار الأمين العام إلى تركيز المنتدى هذا العام على التعاون من أجل العصر الذكي، واصفا ذلك بأنه "رؤية نبيلة". لكنه قال: "دعونا نواجه الأمر. عندما ينظر كثير من الناس حول العالم، فإنهم لا يرون الكثير من التعاون. وربما لا يرون في أذهانهم ما يكفي من الذكاء".
وأضاف أنه رغم التقدم المحرز على العديد من الجبهات، بما فيها الاستثمارات في مصادر الطاقة المتجددة، والقفزات التكنولوجية، والتقدم الصحي، فإن العديد من مشاكل عالمنا تزداد سوءا.
وقال غوتيريش إن العالم يشهد تكاثر الصراعات، وبعضها يؤدي إلى إعادة تشكيل مناطق مختلفة من العالم، وليس أقلها الشرق الأوسط.
وأضاف: "لقد أصبح هناك أخيرا قدر من الأمل مع التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة، ونحن نعمل على زيادة المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها".
وقال غوتيريش: "من الشرق الأوسط إلى أوكرانيا إلى السودان وما وراء ذلك، ما زلنا نواجه معركة شاقة. ولكننا لن نستسلم أبدا في الدعوة إلى السلام، ولكن السلام القائم على قيم ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ــ بما في ذلك القانون الإنساني الدولي ــ ومبادئ السيادة والاستقلال السياسي وسلامة أراضي الدول".
"وحش فرانكشتاين"
وتحدث أمين عام الأمم المتحدة عن التهديدين الجديدين اللذين يواجهان العالم، أولهما الفوضى المناخية.
وقال: "لقد رأيت مؤخرا تحليلا كشف عن مفارقة قاتمة. سيغمر ارتفاع مستويات سطح البحر 13 من أكبر موانئ العالم لناقلات النفط العملاقة".
وأضاف: "إن إدماننا للوقود الأحفوري هو بمثابة وحش فرانكشتاين، لا يدخر شيئا ولا أحدا".
وأشار إلى أنه من المرجح أن يكون عام 2024 أول عام تقويمي يتجاوز 1.5 درجة فوق مستويات ما قبل عصر الصناعة.
وقال إن خرق هذا الحد يعني أننا بحاجة إلى النضال بجدية أكبر للعودة إلى المسار الصحيح.
وأوضح أنه في الوقت نفسه، "تتكشف قصة أخرى أكثر أملا"، مشيرا إلى أن الطاقة الرخيصة والوفيرة التي توفرها مصادر الطاقة المتجددة تشكل فرصة اقتصادية غير عادية.
وتطرق إلى تراجع عدد من المؤسسات المالية والصناعات عن التزاماتها المناخية، قائلا: "إن هذا قصير النظر. ومن المفارقات أنه أناني ومدمر للذات أيضا. إنكم على الجانب الخطأ من التاريخ. إنكم تقفون على الجانب الخطأ من العلم. وتقفون على الجانب الخطأ من المستهلكين الذين يبحثون عن المزيد من الاستدامة، وليس أقل منها".
وشدد على أنه يتعين على الحكومات أن تفي بوعدها بإعداد خطط عمل مناخية وطنية جديدة على مستوى الاقتصاد هذا العام، قبل وقت طويل من انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في البرازيل.
وقال غوتيريش: "الآن هو الوقت المناسب لتحويل جهودنا الجماعية إلى أقصى حد، وجعل عام 2025 أكبر عام حتى الآن للعمل المناخي".
وعد ومخاطر
أما عن المجال الثاني للقلق الوجودي وهو الذكاء الاصطناعي غير الخاضع للحكم، أشار أمين عام الأمم المتحدة إلى أن الذكاء الاصطناعي يحمل وعدا لا يوصف للإنسانية، ولكن "مع هذا الوعد تأتي مخاطر عميقة، وخاصة إذا تُرِك الذكاء الاصطناعي دون حكم".
وحذر من أنه يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة للخداع، ويمكن أن يعطل الاقتصادات وأسواق العمل، ويقوض الثقة في المؤسسات ويخلف آثارا مخيفة على ساحة المعركة، ويمكن أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تعميق التفاوتات من خلال استبعاد أولئك الذين لا يملكون الموارد أو الأدوات للاستفادة من وعده.
وقال إن الـميثاق الرقمي العالمي، الذي تم اعتماده في أيلول/سبتمبر في الأمم المتحدة، يقدم خارطة طريق لتسخير الإمكانات الهائلة للتكنولوجيا الرقمية وسد الفجوات الرقمية. كما يجمع العالم حول رؤية مشتركة للذكاء الاصطناعي - رؤية حيث تخدم هذه التكنولوجيا البشرية، وليس العكس.
وأضاف: "يجب علينا التعاون حتى تستفيد جميع البلدان والشعوب من وعد الذكاء الاصطناعي وإمكاناته لدعم التنمية والتقدم الاجتماعي والاقتصادي للجميع. من خلال الاستثمار في الإنترنت بأسعار معقولة، ومحو الأمية الرقمية، والبنية الأساسية التي تسمح لكل دولة بتسخير إمكانات الذكاء الاصطناعي".
وقال الأمين العام: "الآن هو الوقت المناسب للاستيقاظ على هذه التحديات الوجودية - ومواجهتها وجها لوجه. بصفتنا مجتمعا عالميا، يجب أن نتحمل هذه المسؤولية العظيمة".