Breadcrumb
الأمين العام أمام مجلس الأمن: الشرق الأوسط يمر بمرحلة تحول عميقة ويحب ضمان خروج شعوبه بسلام وكرامة
في كلمته أمام اجتماع موسع بمجلس الأمن الدولي، قال السيد غوتيريش: "لدينا مسؤولية للمساعدة في التأكد من خروج شعوب الشرق الأوسط من هذه الفترة المضطربة بالسلام والكرامة وأفق أمل قائم على العمل".
يُعقد اجتماع مجلس الأمن الدولي برئاسة أحمد عطاف وزير خارجية الجزائر، الذي ترأس بلاده مجلس الأمن خلال الشهر الحالي. ومن المقرر أن يتحدث خلال الاجتماع 69 مسؤولا ومندوبا.
فجر لبنان الجديد
أكد غوتيريش أن "فجرا جديدا يشرق" في لبنان"، آملا أن تشكل حكومة قريبا يشعر جميع اللبنانيين بالتمثيل فيها، "ودولة قادرة على ضمان الأمن لجميع مواطنيها".
كان الأمين العام قد عاد للتو من لبنان حيث رأى بنفسه "التأثير البشري المأساوي والدمار" في الجنوب الناجم عن الصراع. وأضاف أن الإسرائيليين كانوا أيضا ضحايا وعانوا من الخسائر والتشريد، وأعرب عن أمله في أن يتمكن الجميع من الجانبين قريبا من العودة إلى مناطق سكناهم، مؤكدا أن الأمم المتحدة ستبذل كل ما في وسعها لتخفيف المعاناة ودعم التعافي.
وقال السيد غوتيريش إن وقف الأعمال العدائية في البلاد هش، لكنه لا يزال صامدا. وشدد على ضرورة أن ينتهي الوجود الإسرائيلي في الجنوب، كما هو محدد في الاتفاق، "وأن تكون القوات المسلحة اللبنانية موجودة في كل أنحاء لبنان" - وهي عملية بدأت بالفعل في الجنوب بدعم من قوات اليونيفيل.
وشدد الأمين العام على أن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في البلاد "تحتاج إلى تعزيز القدرات - بما في ذلك إزالة الألغام والتخلص من الذخائر غير المنفجرة - إلى جانب تكييف سلوك العمليات ضمن ولايتها".
وقال إن قرار المجلس رقم 1701 واضح في أن المنطقة الواقعة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني يجب أن تكون خالية من جميع الأفراد المسلحين والأصول العسكرية والأسلحة - باستثناء تلك التابعة لحكومة لبنان واليونيفيل، داعيا الأطراف إلى تنفيذ القرار بالكامل.
التهديد الوجودي لفلسطين
وقال السيد غوتيريش إن اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في غزة يقدم "شعاع أمل"، على الرغم من التحديات العديدة. وقال إن الأمم المتحدة تقوم بدورها لضمان التوسع السريع في العمليات الإنسانية - مشيرا إلى أن أكثر من 630 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية دخلت القطاع يوم أمس، بما في ذلك ما لا يقل عن 300 منها توجهت إلى الشمال.
وحث الأمين العام الأطراف على ضمان أن يؤدي هذا الاتفاق إلى إطلاق سراح جميع الرهائن، ووقف إطلاق النار الدائم في غزة، مضيفا أنه يجب أن يُترجم على الأرض إلى أربعة إجراءات متزامنة على الأقل:
- يجب أن تكون كيانات الأمم المتحدة - "بما في ذلك العمود الفقري لاستجابتنا الإنسانية، الأونروا" - قادرة على أداء وظائفها دون عوائق.
- توسيع نطاق تقديم المساعدات والخدمات الأساسية يتطلب ظروفا آمنة وبيئة عمل مواتية، بما في ذلك السماح بمعدات الحماية والاتصالات واستعادة النظام العام.
- يجب أن يتمكن الناس من الوصول إلى المساعدات المنقذة للحياة ويجب أيضا السماح للإمدادات التجارية الكافية بالدخول إلى غزة
- يجب حماية المدنيين، ويجب أن يكون لدى الساعين إلى العودة إلى مجتمعاتهم ممر آمن.
كما تطرق الأمين العام إلى قضية أعمال الحكم والأمن في القطاع، مؤكدا أن السلطة الفلسطينية أبدت استعدادها لتولي دورها ومسؤولياتها في غزة. وحث على تقديم "الدعم الجماعي" لإنشاء ترتيبات تمكن من إعادة توحيد غزة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وإداريا مع الضفة الغربية.
إلا أنه أشار إلى أن الوضع في الضفة الغربية يستمر في التدهور بسبب الاشتباكات والغارات الجوية والتوسع الاستيطاني غير القانوني المستمر وهدم المنازل. وأضاف: "أنا قلق للغاية بشأن التهديد الوجودي لسلامة وتواصل الأرض الفلسطينية المحتلة في غزة والضفة الغربية".
وقال إن الموافقات على المستوطنات تسارعت وأن كبار المسؤولين الإسرائيليين يتحدثون علنا عن ضم كل أو جزء من الضفة الغربية رسميا في الأشهر المقبلة، وقال: "أي ضم من هذا القبيل سيشكل انتهاكا خطيرا للغاية للقانون الدولي. ومن الواضح أن زيادة الاستقرار في الشرق الأوسط يتطلب اتخاذ إجراءات لا رجعة فيها نحو حل الدولتين".
سوريا عند مفترق طرق
كانت سوريا لقرون طويلة "مفترق طرق للحضارات"، وهي الآن تقف "عند مفترق طرق التاريخ" مع سقوط "النظام السابق الوحشي"، بحسب الأمين العام الذي قال: "لا يمكننا أن ندع شعلة الأمل تتحول إلى جحيم من الفوضى".
ورحب غوتيريش بالخطوات التي اتخذتها الدول لإظهار التضامن مع الشعب السوري، وقال إن المزيد من العمل المهم في معالجة العقوبات "سيكون ضروريا حتما"، خاصة في ضوء الاحتياجات الاقتصادية العاجلة للبلاد. وأضاف أن تعزيز الانتقال السياسي الشامل هو الوسيلة الأكثر فعالية لضمان حصول سوريا على مزيد من الدعم.