Breadcrumb
من بيروت، المفوض السامي لحقوق الإنسان يرى بوادر بدايات جديدة وأملا يلوح في الأفق
ومن العاصمة بيروت التي يزورها لأول مرة بصفته مفوض سامٍ، قال السيد تورك إنه يرى في البلاد بوادرَ بدايات جديد، وعلى الرغم من التحديات الهائلة، أكد شعوره "بأن بالأمل يلوح في الأفق".
وقال: "مع انتخاب هذه القيادة الجديدة، هناك زخم يدفع نحو تحقيق الاستقرار السياسي والانتعاش الاقتصادي وتنفيذ الإصلاحات الحاسمة التي طال انتظارها، بغية معالجة الأزمات الاجتماعية والاقتصادية المتعددة وأوجه عدم المساواة التي تهدّد لبنان. وتوفر حقوقُ الإنسان أداة للحوكمة السديدة. كانت هذه رسالة قوية قمتُ بنقلها".
وقال إن المجتمع المدني "النشط والمتنوع" في البلاد سلّط الضوءَ على أهمية الاحترام الكامل لحرية التعبير وتكوين الجمعيات، من أجل مكافحة التمييز على جميع الأسس، وتحسين مشاركة النساء وتمثيلهن، وضمان المساواة الكاملة بين الجنسين، والاعتراف بالأشخاص ذوي الإعاقة وإدماجهم، وضمان حماية حقوق الإنسان للأشخاص الأكثر تهميشا والأكثر عرضة للخطر.
تجديد العقد الاجتماعي
وشدد على أن احترام حقوق الإنسان يتطلب استثمارا محددا ومستمرا في سيادة القانون، مؤكدا أنه عرض خلال مناقشاته مع الرئيس الجديد ورئيس الوزراء المكلف مساعدة المفوضية في دعم التزاماتهما في مجال "الإصلاحات الرئيسية اللازمة لتعزيز سيادة القانون واستقلال القضاء وشفافية عمله". كما ذكـّر بضرورة إصلاح نظام العدالة والسجون لمعالجة الاكتظاظ والأوضاع المزرية في السجون.
وقال إنه انتهز الفرصة خلال الزيارة ليدعو إلى استئناف التحقيق المستقل في انفجار مرفأ بيروت، والذي أودى بحياة أكثر من 218 شخصا وجرح 7000 آخرين وتسبب في تشريد مئات الآلاف. وقال: "أعيدُ التأكيد على أنه تجب محاسبة المسؤولين عن هذه المأساة، وأكرر دعم مفوضيتنا في هذا الصدد".
وقال المفوض السامي إن لبنان يواجه واحدة من أسوأ حالات التدهور الاقتصادي في التاريخ الحديث حيث توقفت العديد من خدمات القطاع العام عن العمل، وتدهورت إمكانية الحصول على الرعاية الصحية والتعليم والكهرباء، مما قوض ثقة المواطنين في قدرة الدولة على الوفاء بالتزاماتها.
وأضاف: "هناك حاجة لتجديد العقد الاجتماعي الذي يعيد بناء النسيج الاجتماعي ويعيد الثقة بمؤسسات الدولة ويوفر مسارات لمستقبل كريم قادر على تسخير إمكانات اللبنانيين وقدراتهم وتحقيق تطلعاتهم. وقد لمست بنفسي دوما ثراء وإبداع الشعب اللبناني، ولا سيما الشابات والشبان الذين أدّوا دورا حاسما في الضغط من أجل تنفيذ الإصلاحات المطلوبة، وسيستمرون في لعب دور حيوي في المستقبل".
سلام دائم
وعلى الرغم من استمرار القوات الإسرائيلية بالتدمير في بلدات وقرى جنوبية، أكد المفوض السامي أن وقف إطلاق النار لا يزال صامدا إلى حدّ كبير، وقد بدأ سكان البلاد "الصامدون والشجعان في إعادة بناء حياتهم، خطوة تلو الأخرى".
أعرب عن تعاطفه العميق مع سكان لبنان لمعاناتهم المروّعة نتيجة النزاع الأخير، حيث "تسببت العمليات العسكرية الإسرائيلية بخسائر فادحة في أرواح المدنيين – بما في ذلك قتل عائلات بأسرها، وتشريد واسع النطاق وتدمير البنية التحتية المدنية، ما يثير مخاوف جدية بشأن احترام مبادئ التناسب والتمييز والاحتياطات".
إلا أن السيد تورك قال إن "وقف إطللاق النار في لبنان يجب أن يتحول إلى سلام دائم"، وشدد على ضرورة أن يتمكن المدنيون من العودة إلى ديارهم بأمان، فيما لا يزال أكثر من 160 ألف شخص في البلاد يعيشون في حالة نزوح.