تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مسؤول أممي في غزة: دعم إسرائيل للإغاثة شبه معدوم والمجاعة قد تكون حدثت بالفعل

قال مدير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في غزة إن القطاع قد يكون أخطر مكان على وجه الأرض في الوقت الراهن. وذكر أن السلطات الإسرائيلية تفرض الكثير من القيود على جهود الإغاثة وترفض الحلول العملية لتحسين الوضع وأن نظام المساعدات يتم استخدامه كسلاح على ما يبدو بما يؤدي إلى عدم كفاية الإمدادات للاحتياجات الهائلة.

جورجيوس بيتروبولوس كان يتحدث إلى الصحفيين في نيويورك عبر الفيديو من رفح جنوب غزة. وقال إن وكالات الأمم المتحدة الإنسانية موجودة في القطاع وتواصل عملها لدعم مليوني شخص عانوا لأكثر من 14 شهرا للبقاء على قيد الحياة لكنها تُمنع من أداء عملها.

وأضاف: "فعالية الاستجابة لا يجب أن تُقاس بعدد الشاحنات التي تصل إلى غزة، بل بما إذا كان الناس بمأمن من الجوع والمطر والمرض وما إذا كانوا قادرين على الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية الملائمة والحماية وحتى مياه الشرب الآمنة".

وأضاف أن الإمدادات التي تصل بالفعل إلى سكان غزة هي جزء ضئيل للغاية مما كان يصل قبل الحرب أو خلال شهورها الأولى. وذكر أن درجة دعم السلطات الإسرائيلية لعمليات الإغاثة الأممية في غزة شبه معدومة.

وقال بيتروبولوس إن إسرائيل تفرض حظرا شاملا على كل شيء تقريبا، مشيرا إلى منع الواردات التجارية وعرقلة دخول المعدات والإمدادات الإنسانية بشكل مستمر، ورفض تنقلات عمال الإغاثة داخل قطاع غزة في أغلب الأحيان.

رفض الحلول العملية

وأضاف: "يبدو أن السلطات الإسرائيلية والجيش غير راغبين في فتح عدة نقاط دخول بشكل متزامن في نفس الوقت وهو أمر مهم نظرا لحجم الإمدادات لدينا. والمعبر الرئيسي إلى جنوب غزة- حيث توجد غالبية سكان القطاع- وهو كرم أبو سالم هو بالضبط المكان الذي ينتظر فيه المجرمون لنهب كل قوافلنا تقريبا".

وقال المسؤول بمكتب الشؤون الإنسانية إن النهب أصبح مسلحا وعنيفا ومنهجيا وإن سائقي الشاحنات يتعرضون، مرارا وتكرارا، للاعتداءات والإصابات وحتى القتل وإن مخازن الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية تتعرض للهجمات.

وأضاف: "نحن غير قادرين على حل مشكلة غياب سيادة القانون في هذه المرحلة، لقد أصبحت المشكلة أكبر من أن نتمكن نحن عمال الإغاثة من حلها. نادينا مرارا بتحسين الوضع مثل منع تهريب السجائر، ولكن لا يبدو أن لتلك الدعوات أي صدى. عندما نثير هذه الأمور مع السلطات الإسرائيلية، فإنها ترفض فعليا كل حل عملي نقترحه".

وقال جورجيوس بيتروبولوس إن السلطات الإسرائيلية "تواصل استهداف الشرطة المدنية داخل غزة" وترفض السماح بالطرق البديلة لقوافل الإمدادات، كما ترفض السماح بواردات القطاع الخاص التي قد تؤدي إلى خفض الأسعار وتثبيط النهب.

التدخل في الأنشطة الإنسانية

وفي الحالات التي تسمح فيها القوات الإسرائيلية بالأنشطة الإنسانية فإن هذه العمليات تواجه تدخلا مباشرا فيها - كما قال بيتروبولوس - مثل صدور أوامر بعدم تسليم الوقود إلى مواقع محددة منها المولدات بالمستشفيات أو أماكن الإيواء والعمل فقط في مناطق معينة لم يصدر بشأنها أوامر بالإخلاء.

وقال: "حيث نحن في غزة يبدو أن نظام المساعدات يستخدم كسلاح ونتيجة ذلك فإن ما نتمكن من توفيره للناس لا يمثل سوى جزء ضئيل مما يحتاجونه. كل يوم يُجبر عمال الإغاثة في غزة على اتخاذ قرارات مروعة: هل نترك الناس للموت جوعا أم بردا، هل نجلب مزيدا من الغذاء لتخفيف الجوع أم ملاءات بلاستيكية لحمايتهم من المطر ليلا".

وذكر أن الناس في غزة منهكون وأن هذا الإنهاك يبدو جليا عليهم سواء في الشوارع أو المستشفيات، ورجح أن تكون المجاعة قد حدثت بالفعل في غزة. وقال إن لجنة مراجعة المجاعة دعت قبل 42 يوما إلى عمل فوري خلال أيام لا أسابيع إلا أن شيئا لم يحدث.

حصار في محافظة شمال غزة

وتحدث عن المناطق المحاصرة في شمال محافظة غزة، وقال إن العمليات العسكرية اشتدت في هذه المناطق قبل 75 يوما حيث يُفرض حصار شبه كامل على جميع الموجودين هناك. ويتراوح عدد سكان المحافظة بين 30 و50 ألف شخص.

وقال إن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية يتلقى تقارير مخيفة عن وقوع أعداد كبيرة من الضحايا وتدمير لا يمكن وصفه لبلدات بأكملها ومجتمعات وأحياء وقصف متواصل لمستشفيات وأماكن إيواء. 

وأفاد بأن الوصول إلى تلك المنطقة توقف منذ 6 تشرين الأول/أكتوبر وأن ما يقرب من 150 طلبا أو محاولة للوصول إلى محافظة شمال غزة قد قوبلت بالرفض من القوات الإسرائيلية.

وأعرب بيتروبولوس عن أمله في أن تفي الدول الأعضاء بالأمم المتحدة بالتزاماتها وفق القانون الدولي الإنساني وأن تستخدم نفوذها لضمان حماية المدنيين وتمكين وصول المساعدات الكافية وفي الوقت المناسب للمحتاجين والتوصل إلى وقف لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن ووقف الفظائع والسماح للعاملين في المجال الإنساني من القيام بعملهم.