Breadcrumb
العصابات المسلحة تعصف بهايتي بهجمات منسقة والأمم المتحدة تدعو إلى زيادة الدعم الدولي
ميروسلاف ينتشه مساعد الأمين العام لشؤون أوروبا وآسيا الوسطى والأمريكتين بإدارتي الشؤون السياسية وبناء السلام وعمليات السلام، أحاط مجلس الأمن الدولي بآخر التطورات المتعلقة بهايتي وعمل مكتب الأمم المتحدة المتكامل هناك.
هجمات منسقة واستهداف للطائرات
وتحدث ينتشه عن "سلسلة الحوادث الصادمة" التي وقعت مؤخرا، مشيرا إلى قصف 4 طائرات ركاب بإطلاق نيران مرتبطة بالعصابات مما أدى إلى إصابة أحد أفراد طواقم الطيران. ونتيجة لذلك يستمر إغلاق مطار بورت أو برنس.
وقال المسؤول الأممي إن تلك كانت المرة الثانية خلال العام الحالي التي تستغل فيها العصابات انعدام الاستقرار السياسي لتشديد قبضتها على بورت أو برنس باستهداف المطار. وأضاف: "خلافا لما حدث في آذار/مارس، استهدفت العصابات المسلحة بشكل مباشر طائرات على متنها عدة ركاب أثناء هبوطها وإقلاعها. وعقب إغلاق المطار الدولي، كثفت العصابات المسلحة هجماتها المنسقة والمنظمة بشكل جيد".
وذكر ينتشه أن العصابات المسلحة حاصرت العاصمة وجميع طرق الوصول، وحققت تقدما على الأرض في مناطق استراتيجية، ووفقا لبعض التقديرات أصبحت تسيطر على 85% من مساحة بورت أو برنس. كما تهاجم العصابات الجيوب المتبقية للأمان النسبي.
وفي الثامن عشر من الشهر الحالي، شنت تحالفات العصابات المسلحة هجوما منسقا لفرض السيطرة على ضاحية بيتون فيل، التي يقيم فيها معظم الموظفين الدوليين وتوجد بها مكاتب الأمم المتحدة والبعثات الدبلوماسية.
وقال ينتشه إن المستويات الهائلة لعنف العصابات تؤدي إلى تآكل سلطة الدولة وتمثل تهديدا مقلقا على شعب هايتي والسلام الدولي والأمن في المنطقة، بدون ظهور مؤشرات على تحسن الوضع.
الانتقال السياسي
وأشار المسؤول الأممي إلى أن هايتي تمر الآن بالسنة الثالثة في مرحلة الانتقال السياسي بعد اغتيال رئيسها جوفينيل مويس عام 2021. وأعرب عن القلق البالغ بشأن بطء التقدم على مسار خارطة الطريق في هايتي لاستعادة المؤسسات الديمقراطية.
وقال إن ضمان إجراء الانتخابات العامة العام المقبل، يتطلب إكمال تعيين جميع الأعضاء التسعة للمجلس الانتخابي الانتقالي في هايتي. وأشار إلى دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لجميع الأطراف الوطنية المعنية بتنحية خلافاتها جانبا والعمل بشكل بناء من أجل مصلحة شعب هايتي ومؤسساتها.
ويواصل مكتب الأمم المتحدة المتكامل في هايتي مساعيه الحميدة لدعم العملية السياسية بما في ذلك دعم تطلعات المجتمع المدني في الفترة الانتقالية بالتركيز بشكل خاص على النساء والشباب.
وأكد ميروسلاف ينتشه التزام الأمم المتحدة التام بدعم هايتي خلال هذه الأوقات العصيبة، ولكنه شدد على الحاجة لمزيد من الموارد لتقديم المساعدة والدعم. وأشار إلى أن خطة الاستجابة الإنسانية لدعم هايتي لم تتلق سوى 43% فقط من قيمتها الإجمالية التي تبلغ 674 مليون دولار.
بعثة الدعم الأمني متعددة الجنسيات
بدء انتشار بعثة الدعم الأمني متعددة الجنسيات في الخامس والعشرين من حزيران/يونيو- المُخولة من مجلس الأمن- كان خطوة مهمة في الاستجابة الدولية لطلب هايتي للمساعدة. وقال مساعد الأمين العام ميروسلاف ينتشه إن انتشار البعثة كان ممكنا بفضل مساهمات بأفراد من كينيا- التي تتولى قيادتها- وجزر البهاما وبليز وجامايكا. بالإضافة إلى مساهمات مالية ومعدات ودعم لوجيستي من دول مانحة منها كندا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
ولكنه أشار إلى أن البعثة لا تزال في مرحلة الانتشار، إذ تم إيفاد أكثر قليلا من 400 فرد من بين العدد الأولي المقرر بألفين وخمسمئة، ولذلك فإن البعثة ليست قادرة على إظهار كافة قدراتها.
وقد تلقى صندوق الأمم المتحدة المخصص للبعثة تعهدات بـ96.8 مليون دولار فقط، فيما تتطلب الحاجة مساهمات مالية تفوق ذلك بكثير. وقال ينتشه إن قيام بعثة الدعم الأمني متعددة الجنسيات بتنفيذ ولايتها والوصول إلى قوتها المرجوة يتطلب من المانحين الدوليين والمساهمين بأفراد، تعزيز جهودهم على الفور.
وأشار إلى دعوات من مسؤولين هايتيين لتحويل البعثة متعددة الجنسيات إلى بعثة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة. وقال إن المناقشات الدائرة في مجلس الأمن حول الانخراط الدولي فيما يتعلق بأمن واستقرار هايتي ليخلف بعثة الدعم الأمني يسلط الضوء على الحاجة لأن تضع حكومة هايتي والمجتمع الدولي رؤية طويلة الأمد.
ونقل تشجيع أمين عام الأمم المتحدة لأعضاء مجلس الأمن للحفاظ على النهج الموحد الذي أبداه في اعتماد القرارات الأخيرة بشأن هايتي. وشدد ميروسلاف ينتشه على الحاجة إلى الدعم الأمني الدولي الآن. ودعا إلى تحويل الالتزامات إلى أفعال لمنع مزيد من التفاقم للأمن وسلطة الدولة في هايتي.