تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مع مرور 1000 يوم على غزو أوكرانيا، الأمم المتحدة تشدد على ضرورة إنهاء الحرب

"مرت 1000 يوم من الدمار الواسع منذ أن شن الاتحاد الروسي غزوه الشامل لأوكرانيا - في انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي"، كما قال الأمين العام للأمم المتحدة في كلمة أمام مجلس الأمن قرأتها نيابة عنه وكيلته للشؤون السياسية وبناء السلام.

يوافق يوم الثلاثاء مرور ألف يوم منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، وتزامنا مع ذلك عقد مجلس الأمن الدولي - الذي ترأسه خلال الشهر الحالي المملكة المتحدة - اجتماعا حول الوضع في أوكرانيا قالت فيه المسؤولة الأممية روز ماري ديكارلو، نيابة عن الأمين العام: "مرت 1000 يوم من تفشي الموت والدمار واليأس المستمر بلا هوادة لملايين الأوكرانيين. المعارك المميتة تجتاح أكثر فأكثر شرقي وجنوبي أوكرانيا. وتحولت مدن وقرى وبلدات بأكملها إلى ركام".

ومنذ شباط/فبراير 2022، قُتل 12,164 مدنيا على الأقل منهم أكثر من 600 طفل وأصيب 26,871 شخصا آخر بجراح. ويُرجح أن تكون الأرقام الفعلية للقتلى والجرحى أكبر بكثير من الأعداد المؤكدة حتى الآن.

هجمات مكثفة بالقذائف والمسيرات

وقالت ديكارلو، وهي تقرأ كلمة الأمين العام، إن الأشهر القليلة الأخيرة شهدت زيادة كبيرة في عدد الضحايا المدنيين، وإن الشهر الحالي والماضي شهدا بعض أشد وأوسع الهجمات بالقذائف والمسيرات خلال الحرب.

وأضافت أن روسيا شنت، خلال عطلة نهاية الأسبوع، أحد أكبر هجماتها التي أفادت التقارير بأنها شملت 120 قذيفة و90 مسيرة واستهداف البنية الأساسية للطاقة في جميع المناطق الأوكرانية مما أدى إلى وقوع ضحايا وأضرار جسيمة. وأشارت إلى تقارير إعلامية عن منح القوات الأوكرانية الموافقة على استخدام أسلحة بعيدة المدى مقدمة من شركائها، لتنفيذ ضربات داخل روسيا.

وقال الأمين العام في كلمته الموجهة إلى مجلس الأمن: "سأكون واضحا: على جميع الأطراف ضمان سلامة وحماية المدنيين بغض النظر عن مواقعهم. بأنحاء أوكرانيا، المناطق السكنية تتعرض للهجوم بشكل متزايد. سكان كييف يُجبرون مرة أخرى على الاحتماء من القصف الليلي بالقذائف والطائرات المسيرة".

وأضاف أن أوكرانيا أصبحت الآن أحد أكثر الأماكن الملغمة في العالم، وأن ما يقرب من ربع أراضيها أصبحت ملوثة بالألغام بما يوازي أربعة أضعاف مساحة سويسرا. 

وتطرق الأمين العام إلى التدهور البيئي الناجم عن الحرب، والصدمات التي يعاني منها ملايين الأشخاص المعتمدين على المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة، والنازحين داخليا البالغ عددهم ما يقرب من 4 ملايين وفرار 6.8 مليون شخص من أوكرانيا.

ومثل أي صراع، تتأثر النساء بشكل غير متناسب بالعواقب الاقتصادية والاجتماعية للحرب. كما يُحرم جيل كامل من الأطفال من التعليم الملائم إذ دفعت الهجمات المدارس لتكون على الإنترنت أو تحت الأرض في المخابئ، فيما تُنتهك حقوق الإنسان بشكل منهجي.

البحر الأسود وانعدام الأمن الغذائي

وقال الأمين العام، في الكلمة التي قرأتها وكيلته للشؤون السياسية وبناء السلام، إن البحر الأسود يظل منطقة مشتعلة وإن تجدد الهجمات الروسية على السفن المدنية والبنية التحتية للموانئ وخاصة في أوديسا يفاقم مرة أخرى انعدام الأمن الغذائي العالمي. وأكد عزمه على مواصلة انخراطه مع جميع المعنيين لدعم حرية وسلامة الملاحة في البحر الأسود.

وحذر غوتيريش من أن التدمير المستهدف للبنية الأساسية للطاقة في أوكرانيا، قد يجعل الشتاء المقبل الأكثر قسوة منذ بداية الحرب. وأكد أن الأمم المتحدة تواصل الحشد لدعم جهود إعادة البناء والتعافي الأوكرانية.

وذكر أن التركيز الفوري في الوقت الراهن ينصب على خطة الاستجابة للشتاء، وقال إن عدم توفير الموارد الضرورية سيحرم أكثر المستضعفين من الحماية. وشدد على ضرورة ضمان الوصول الإنساني بدون عوائق لمليون وخمسمئة ألف شخص في المناطق الأوكرانية التي تحتلها روسيا وهي مناطق لا تستطيع الأمم المتحدة الوصول إليها.

المخاطر النووية

وانتقل غوتيريش في كلمته إلى الحديث عن مخاطر وقوع حوادث نووية، قال إنها حقيقية للغاية فيما تتواصل التقارير عن استمرار الأنشطة العسكرية قرب أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا وغيرها من المواقع الحساسة في منطقة الصراع.

وحذر من العواقب الكارثية لمثل هذه الحوادث المحتملة، وشدد على ضرورة أن تعمل جميع الأطراف بشكل مسؤول لضمان السلامة والأمن النوويين.

ما ورد مؤخرا عن نشر آلاف القوات من جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية في منطقة الصراع ومشاركتها في القتال، يثير القلق وفق الأمين العام الذي قال إن ذلك سيصب الزيت على النار ويفاقم هذا الصراع المتفجر ويؤدي إلى تدويله.

وشدد الأمين العام على ضرورة  إنهاء الحرب في أوكرانيا وقال إن تغيير المسار الحالي الخطير سيتطلب جهودا دبلوماسية متضافرة وإرادة سياسية. وقال: "حان الوقت لتحقيق سلام عادل يتماشى مع مـيثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وقرارات الجمعية العامة". 

وأكد استعداد الأمم المتحدة لاستخدام مساعيها الحميدة وإتاحة كل الأدوات والخبرات لدعم الجهود المجدية نحو تحقيق سلام عادل ودائم وشامل.