Breadcrumb
مؤتمر جدة يعتمد التزامات عالمية قابلة للتنفيذ لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات
وعقب اعتماد الالتزامات في المدينة الساحلية السعودية، قال وزير الصحة في الدولة المضيفة فهد الجلاجل إن الوثيقة النهائية للمؤتمر توفر "لبنات بناء أساسية" للدول الأعضاء والهيئات الدولية للتحرك بشكل كبير ضد مقاومة مضادات الميكروبات، وتبني على الإعلان السياسي بشأن مقاومة مضادات الميكروبات الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر في نيويورك.
وتسلط الالتزامات الضوء على دور الأمانة المشتركة الرباعية بشأن مقاومة مضادات الميكروبات، والتي تتألف من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، ومنظمة الصحة العالمية، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان. كما دعت إلى إنشاء "جسر للتكنولوجيا الحيوية" جديد يهدف إلى تعزيز البحث والتطوير والابتكار لإيجاد حلول للتهديد العالمي.
كما أعلن الوزير الجلاجل عن إنشاء مركز تعليمي بنهج الصحة الواحدة – أي صحة البشر والحيوانات والكوكب - لمقاومة مضادات الميكروبات، ومركز إقليمي للوصول إلى مضادات الميكروبات والخدمات اللوجستية في المملكة العربية السعودية لتعزيز التعاون العالمي وتحسين الوصول إلى مضادات الميكروبات الأساسية والتشخيصات.
وفي ترحيبها باعتماد التزامات جدة، قالت جاكلين ألفاريز، رئيسة قسم المواد الكيميائية والصحة في برنامج الأمم المتحدة للبيئة، إن الوثيقة الختامية هي مثال على التعددية الناجحة "وفوائد العمل المشترك بين القطاعات المختلفة".
وأضافت: "التزامات جدة تجمع كل من لديه دور، معا من أجل العمل".
وقالت السيدة ألفاريز إن الوثيقة تعترف بأن البلدان لديها قدرات مختلفة لمعالجة مقاومة مضادات الميكروبات، وتشير على وجه التحديد إلى البلدان النامية وكيف يمكنها المشاركة.
وأوضحت في حوار مع أخبار الأمم المتحدة قائلة: "لا يمكننا أن نترك أحدا خف الركب - وهذا يعني أنه يجب علينا ضمان أن يتمكن الجميع من النمو معا وعدم توسيع الفجوة بين البلدان".
وشددت المسؤولة في برنامج الأمم المتحدة للبيئة على الحاجة إلى زيادة التمويل، "ليس فقط بالطريقة التقليدية، بل وأيضا من خلال خلق الفرص لتطوير مزيد من البحوث، وخلق حلول خضراء ومستدامة، من شأنها أن تسمح للجميع بالشعور بأن لديهم فرصا بينما يحمون أنفسهم".
وقالت إن مؤتمر جدة واجتماع الجمعية العامة رفيع المستوى في أيلول/ سبتمبر ركز على الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية لمشكلة مقاومة مضادات الميكروبات، "والتي لم تتم مناقشتها بشكل شامل بعد".
الكفاح مستمر
سارع أصحاب المصلحة في المؤتمر إلى البناء على الزخم السياسي العالمي والتجمع خلف مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات. وبينما كان المؤتمر يقترب من نهايته، اجتمعوا بالتوازي في فندق ريتز كارلتون في جدة لحضور الجمعية العامة الثانية لمنصة شراكة أصحاب المصلحة المتعددين لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات، لرسم طريق للمضي قدما وتحويل الالتزامات الجديدة إلى واقع عملي.
تعد المنصة واحدة من هياكل الحوكمة الثلاثة التي أنشأتها الأمانة الرباعية المشتركة بشأن مقاومة مضادات الميكروبات وتستضيفها منظمة الأغذية والزراعة، وتجمع 250 عضوا "من مستوى القاعدة الشعبية إلى المستوى العالمي".
ولفهم غرضها بشكل أكبر، تحدث فريق أخبار الأمم المتحدة إلى منسقة المنصة، نيليا موتريوك، التي أوضحت أن مقاومة مضادات الميكروبات كان يُنظر إليها سابقا على أنها قضية فنية يجب مناقشتها بين الأطباء والبيطريين، ولكن "كل شيء تغير" مع أول اجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة بشأن التهديد العالمي في عام 2016.
وأضافت: "يمكن أن يساعد الاجتماع رفيع المستوى في الجمعية العامة حقا في بناء الزخم وتسليط الضوء على قضية تنموية".
وقالت السيدة موتريوك إن المنصة هي آلية فريدة من نوعها "متعددة القطاعات ومتعددة التخصصات ومتعددة المستويات ومتعددة الأبعاد لا تتحدث فقط، بل تقوم" بالعمل عبر طيف الصحة الواحدة، بهدف "كسر الصوامع (العمل الفردي المنعزل) وبناء الجسور وإنشاء بيئة حاضنة لجميع الجهات الفاعلة والأبعاد والعمليات التي تعمل معا".
ويتم ذلك من خلال 13 مجموعة عمل تركز على الإجراءات والتوصيات العالمية والإقليمية والقطاعية وحتى الخاصة بالموضوع.
وقالت السيدة موتريوك "إن ما يميز مجموعات العمل هذه النهج التصاعدي الذي يقوم مجتمع من أصحاب المصلحة المتعددين بتجميع معارفهم وتقييم احتياجاتهم، ومن ثم يخبرنا بالأولويات التي يتعين معالجتها".
وقالت جونشيا سونغ، المسؤولة الفنية لمنظمة الأغذية والزراعة بشأن مقاومة مضادات الميكروبات، لأخبار الأمم المتحدة إن معظم التوصيات التي قدمتها إحدى مجموعات العمل هذه تم دمجها في الإعلان السياسي الأخير للجمعية العامة.
قالت السيدة سونغ إن المشاركين في مناقشات اليوم ركزوا على كيفية تنفيذ التزامات جدة والإعلان السياسي من خلال "مناقشات تفاعلية للغاية" وسعوا إلى التوصل إلى حلول وإجراءات ملموسة على جميع المستويات لهذا الغرض.
ويأتي الاهتمام المتزايد بمقاومة مضادات الميكروبات قبيل الأسبوع المخصص لزيادة الوعي بهذه الأزمة الصحية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية العالمية الملحة، حيث من المقرر أن يبدأ أسبوع التوعية العالمي بمقاومة مضادات الميكروبات يوم الاثنين الموافق 18 تشرين الثاني/ نوفمبر تحت شعار: "التثقيف. المناصرة. العمل الآن".