Breadcrumb
مؤتمر المناخ (كوب 29): حان وقت تسريع المسار لا التراجع، للوصول إلى صافي الصفر
ومستوى الصفر هو مصطلح يصف تحقيق التوازن بين الكربون المنبعث في الغلاف الجوي والكربون المزال منه.
وقال غوتيريش للمشاركين في الاجتماع: "نحن بحاجة إلى جهد عالمي هائل لتوجيه عالمنا إلى طريق الأمان. أنتم في المقدمة، تساعدون المستهلكين والمستثمرين والمنظمين على فهم ما يبدو عليه صافي الصفر الموثوق به".
نظرا لأن الطقس العنيف يؤدي إلى مآس إنسانية ودمار اقتصادي في جميع أنحاء العالم ومع الجهود المبذولة للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية، عقد غوتيريش اجتماعا رفيع المستوى للجهات الفاعلة من غير الدول لتسليط الضوء على إجراءاتها واستراتيجياتها منذ عام 2022، بما يتماشى مع التوصيات الرئيسية الصادرة في تقرير أطلقه في مؤتمر المناخ السابع والعشرين في شرم الشيخ المصرية.
الطريق إلى الأمان
حدد التقرير حول أهمية النزاهة، 10 توصيات كدليل "إرشادي" لتعهدات صفرية صافية موثوقة وخاضعة للمساءلة. وتوضح التوصيات بالتفصيل ما تحتاج الجهات الفاعلة من غير الدول إلى مراعاته في كل مرحلة من مراحل تقدمها نحو تحقيق طموحات صافي الصفر ومعالجة أزمة المناخ.
ببساطة، يشير صافي الصفر إلى التوازن بين كمية غازات الدفيئة المنتجة والكمية التي تتم إزالتها من الغلاف الجوي. يتطلب تحقيق هذا الهدف التعاون بين الشركات والمؤسسات المالية والكيانات الأخرى التي تعمل جنبا إلى جنب مع الحكومات.
مسار سريع ولا للتراجع
شكر الأمين العام الجهات الفاعلة من غير الدول على أخذ زمام المبادرة في الجهود العالمية نحو تحقيق هدف صافي الصفر، لكنه قال: "الآن، نحن بحاجة إلى أن يتبع الآخرون هذه الجهود". وحث أولا جميع الجهات الفاعلة من غير الدول على وضع خطط انتقالية قوية وخاضعة للمساءلة بحلول موعد انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة الثلاثين للمناخ العام المقبل.
وأكد ضرورة أن تكون الخطط متسقة مع الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية، ورسم مسار إلى صافي الصفر بحلول عام 2050، من خلال المعالم الرئيسية في 2025 و2030 و2035 وما بعدها.
وأضاف السيد غوتيريش "يجب رسم مسار للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري - استنادا إلى العلم. يجب الكشف عن السياسات المتعلقة بالضغط والمشاركة السياسية، والالتزام بإزالة الكربون بشكل عميق عبر سلسلة القيمة بأكملها ".
وشدد أيضا على أن جميع هذه الخطط يجب ألا تعتمد على تعويضات مشكوك فيها، بما في ذلك ما يسمى بانبعاثات النطاق 3، أو الانبعاثات غير المباشرة، مثل تلك الناتجة عن السلع والخدمات المشتراة، أو سفر الأعمال أو التخلص من النفايات.
وقال "حان الوقت الآن لتسريع المسار لا التراجع؛ حان وقت الطموح والشفافية. وليس التمويه الأخضر".
العمل مع الحكومات
ودعا السيد غوتيريش إلى الانتقال من التعهدات الطوعية إلى القواعد الإلزامية. وقال: "إن مستقبل البشرية على المحك. لا يمكن أن يكون العمل، اختياريا. يجب أن يكون الكشف عن خطط الانتقال (التغيير) ذات المصداقية، والتي تتوافق مع 1.5 درجة، إلزاميا على الشركات والمؤسسات المالية".
كما حث الأمين العام للأمم المتحدة الشركات والمؤسسات المالية والمدن والمناطق وغيرها على العمل مع الحكومات بشأن خطط العمل الوطنية للمناخ، أو المساهمات المحددة وطنيا، المقررة بحلول مؤتمر المناخ المقبل.
وقال غوتيريش: "ساعدوا الحكومات على ضمان توفير اليقين السياساتي والتنظيمي بشأن مستقبل 1.5 درجة مئوية، المتوافق مع تغير المناخ. يجب أن نتأكد من تيسير الحكومات لعمل الجهات الفاعلة الأخرى في هذا الصدد، لا أن تُعقـّد عملها في الامتثال لمستقبل متوائم مع 1.5 درجة مئوية".
واجتمع السيد غوتيريش اليوم أيضا خلال مؤتمر المناخ، مع مجموعة من علماء المناخ والجهات الفاعلة في المجتمع المدني، بمن فيهم النشطاء الشباب في مجال المناخ.
ووجه رسالة للشباب قال فيها: "أعول عليكم ويمكنكم أن تعتمدوا علي. إننا بحاجة إلى حركة شبابية قوية للعمل المناخي الآن أكثر من أي وقت مضى. إن أزمة المناخ هي أهم معركة في حياتنا، ويجب أن ننتصر فيها".