تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

أمين عام اتحاد الغرف العربية: الشباب قادر على تحقيق المعجزات ومستقبل المنطقة يكمن في إطلاق طاقاتهم

قال الدكتور خالد حنفي، الأمين العام لاتحاد الغرف العربية إن القطاع الخاص العربي يساهم بنسبة 75% من الناتج المحلي الإجمالي ويعد محركا أساسيا للتنمية والتوظيف في المنطقة، مشيرا إلى دور الاتحاد في معالجة الكثير من القضايا الملحة مثل مكافحة الفقر وتمكين المرأة.

الاتحاد العام للغرف العربية، وفقا للدكتور خالد حنفي، هو منظمة أسسها القطاع الخاص العربي عام 1951، "إدراكا من العرب آنذاك بأن القطاع الخاص له دور هام جدا في الإنتاج وفي التنمية وفي التوظيف".

يمثل الاتحاد القطاع الخاص في كافة الدول العربية البالغ عددها 22 دولة، ويعمل على صياغة القوانين والاتفاقات المتعلقة بالاقتصاد والاستثمار. يسعى الاتحاد إلى ربط مجتمع الأعمال العربي وتعزيز العلاقات مع نظرائه عالميا، مما يؤثر على قرارات الحكومات المتعلقة بالتجارة. كما يضم الاتحاد غرفا مشتركة في دول مثل الولايات المتحدة وأوروبا مما يسهل الوصول إلى الأسواق ويعزز التعاون.

أثناء وجوده في مقر الأمم المتحدة للمشاركة في فعاليات تتعلق بالتنمية المستدامة، قال الدكتور خالد حنفي في حوار مع أخبار الأمم المتحدة: "نتطلع إلى أنه من خلال التجارة والاقتصاد والأعمال يمكن أن يحقق القطاع الخاص العربي ما لا يمكن تحقيقه من قبل أطراف أخرى لأن إيماننا بأن الاتفاقات التي تبرمها الدول قد لا تتحقق على الأرض".

أهداف التنمية المستدامة

وأوضح الدكتور خالد حنفي أن الاتحاد يساهم بشكل فعال فيما يتعلق بتحقيق أهـداف التنمية المستدامة من خلال التركيز على قطاعات الاقتصاد المختلفة مثل الاقتصاد الأخضر، والاقتصاد البرتقالي (الإبداعي)، والاقتصاد الدائري، ومكافحة الفقر، وتمكين المرأة، وتحقيق المساواة الجنسانية وإشراك الشباب في حماية البيئة.

وقال إن الموضوعات التي يتطرق لها الاتحاد إليها "تلمس في الصميم أهداف التنمية المستدامة"، فمثلا فيما يتعلق بالقضاء على الجوع لدى القطاع الخاص العربي ورواد الأعمال العرب مبادرات كثيرة للتعامل مع الزراعة الذكية مثل استخدام المياه بطريقة مرشدة وهو ما يصب في النهاية في التطرق لمشكلة الأمن الغذائي التي هي أساسا مرتبطة بالجوع.

دعم ريادة الأعمال

يعمل اتحاد الغرف العربية على دعم ريادة الأعمال من خلال تقديم شراكات بين كبار رجال الأعمال وأصحاب المبادرات والمشروعات الصغيرة، مما يسهم في تحقيق تنمية مستدامة.

في هذا الصدد، أشار الدكتور حنفي إلى مبادرة العيش باستقلالية التي تهدف إلى تمكين الأشخاص من ذوي الإعاقة من خلال استيعاب مشروعاتهم وأفكارهم. وقد أقيمت النسخة الثانية من هذه المبادرة ضمن فعاليات المنتدى العالمي لرواد الأعمال والاستثمار الذي نظمه مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) في البحرين في أيار/مايو الماضي.

أشار الدكتور حنفي إلى مبادرة أخرى تسمى بـ "لتعارفوا" وهي مبادرة تسهل التعارف بين الأطراف في أماكن مختلفة وخاصة في المنطقة العربية كي يتعرفوا على نظرائهم في دول أخرى من خلال المشروعات ومن خلال التراث.

مجموعة من الأشخاص ذوي الإعاقة المشاركين في المنتدى العالمي لرواد الأعمال والاستثمار 2024.
UN News/Abdelmonem Makki
مجموعة من الأشخاص ذوي الإعاقة المشاركين في المنتدى العالمي لرواد الأعمال والاستثمار 2024.

 

دور الاتحاد في التصدي للبطالة

كما سلّط الدكتور خالد حنفي الضوء على مساهمة الاتحاد في معالجة مشكلة البطالة في المنطقة العربية، خاصة بين فئة الشباب، من خلال تشجيع ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تستوعب طاقات الشباب وتساهم في الحد من الفقر.

وتطرق حنفي إلى ما وصفها بالبطالة الهيكلية، التي تحدث نتيجة "عدم التوازن بين العرض والطلب في سوق العمل. فمعظم المتعطلين يكونون من المتعلمين". كما أن هناك نوعا آخر من البطالة يُعرف بالبطالة المقنعة، حيث يعمل الأفراد في وظائف لا تتناسب مع مهاراتهم وإمكانياتهم.

أما النوع الثالث من البطالة فهي البطالة الاستخدامية "بحيث أنك تجد في أحوال كثيرة أن هناك من هو مؤهل وقادر على العمل وراغب في العمل ويعمل وليس في حالة بطالة مقنعة لكنه يعمل بأقل من طاقته وقدراته بشكل كبير - أي أنه يؤدي عملا بسيطا لا يتناسب مع ما هو قادر على تقديمه".

وتابع الدكتور خالد حنفي بالقول: "البطالة في المنطقة العربية أطلق عليها بطالة الأفضل لأن البطالة في المنطقة العربية، للأسف، تتركز في فئة الشباب، والشباب أفضل من كبار السن كقوة عمل، وأيضا ضمن الشباب أكثر المتعطلين هم المتعلمون".

وأشار إلى أن التصدي لهذه الأنواع من البطالة يتطلب تعزيز الابتكار والإبداع في المشاريع، مما يمكن الأفراد من تحقيق إنتاجية أعلى. وقال إن القطاع الخاص، وخاصة المشروعات الصغيرة والمتوسطة، يوفر حلا فعّالا لمواجهة هذه التحديات، حيث تساهم ريادة الأعمال في توفير فرص عمل جديدة تلبي احتياجات السوق.

الفائزون الثلاثة في الرالي العربي للابتكار. من اليسار إلى اليمين: يارا حيدر من لبنان، حسن الحراكي من سوريا، عبد الفتاح شحادة من فلسطين.
UN News/Abdelmonem Makki
الفائزون الثلاثة في الرالي العربي للابتكار. من اليسار إلى اليمين: يارا حيدر من لبنان، حسن الحراكي من سوريا، عبد الفتاح شحادة من فلسطين.

 

رسالة للشباب العربي

أشاد الدكتور خالد حنفي بقدرات الشباب العربي على الإبداع، داعيا إلى الإيمان بقدراتهم على التغيير. ومضى قائلا:

"الشباب قادر على تحقيق المعجزات وتغيير الواقع غير المرضي في الكثير من الدول العربية، وبالتالي رسالتي ليست للشباب، ولكن لمن يتعاملون مع الشباب: لا بد أن نؤمن بأن الشباب قادر على التغيير. الآن نعيش في عصر مختلف والشباب العربي قادر على الاتصال بالعالم كله والوصول للمعارف وللمعلومات. أطلقوا طاقات الشباب بشكل كبير وستحدث الكثير من المفاجآت السارة. من خلال تجربتنا مع هؤلاء الشباب في مشروعات ريادة الأعمال والمنافسات المتعلقة بريادة الأعمال اكتشفنا أشياء كثيرة جدا لم نكن نتوقع أنها موجودة".

وأعرب الدكتور حنفي عن اعتقاده بأن "مستقبل المنطقة كله يكمن في إطلاق طاقات الشباب للإبداع والابتكار وريادة الأعمال وفتح المجال العام لهم بحرية أكثر".

Soundcloud