Breadcrumb
سفير جيبوتي لدى الأمم المتحدة يحذر من التأثير المدمر للهجمات على الملاحة في البحر الأحمر
وفي كلمته أمام المناقشة العامة للدورة الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، نبه دواله إلى أن تلك الهجمات "تعطل بشكل مثير للقلق حركة المرور البحرية والتدفقات التجارية"، وقد تسببت الأزمة بالفعل في زيادة هائلة في تكاليف النقل البحري وهو ما ينعكس في مؤشر أسعار السلع الاستهلاكية.
ودعا إلى إيجاد حلول تخفف من حدة التوتر الإقليمي الناجم عن تدهور الوضع في البحر الأحمر، وتكثيف الجهود الدبلوماسية بهدف التوصل إلى نتيجة إيجابية لعملية السلام في اليمن.
وأعرب عن قلق بلاده كذلك من التدهور المستمر للوضع في السودان، قائلا "نشعر بالحزن إزاء الخسارة المأساوية للأرواح وتدمير البنية الأساسية والكارثة الإنسانية المدمرة".
وأشار إلى أن بلاده عقدت مؤخرا، بالشراكة مع الأمم المتحدة، خلوة للوسطاء بهدف نهائي يتمثل في تنسيق المبادرات المختلفة الرامية إلى إنهاء الصراع في السودان، داعيا القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى الوفاء بالالتزامات التي تم التعهد بها في جدة والمفاوضات اللاحقة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وآمن وسريع ودون عوائق.
وقال دواله: "ندعو القادة السودانيين إلى وضع مصلحة الشعب السوداني في المقام الأول. وندعو الجهات الخارجية المعنية بالصراع في السودان والقادرة على القيام بذلك إلى استخدام نفوذها وممارسة الضغوط البناءة على الأطراف حتى تلتزم بتنسيق الوساطة بهدف نهائي يتمثل في تحقيق تسوية تفاوضية للصراع".
عنف مستمر بلا هوادة
وعبر المندوب الدائم لجيبوتي لدى الأمم المتحدة عن القلق العميق إزاء التدهور المستمر للوضع في الشرق الأوسط وغزة، والضفة الغربية، قائلا "إن العنف مستمر بلا هوادة. إننا نشعر بحزن عميق إزاء استمرار خسارة الأرواح، وخاصة الأطفال في غزة، والعقاب الجماعي للشعب الفلسطيني، والقصف العشوائي المستمر، والاحتلال غير القانوني في شكل حصار كامل".
وأضاف: "لقد أدى الهجوم على لبنان إلى تسريع اندلاع الصراع الإقليمي الذي كنا نخشاه جميعا". وأعرب عن أمله في أن توافق الأطراف على وقف إطلاق النار لمدة 21 يوما والذي دعت إليه الولايات المتحدة وفرنسا، مضيفا "يتعين علينا تجنب حرب شاملة بأي ثمن".
وأكد ترحيب بلاده بالقرار الذي تم تبنيه مؤخرا في الدورة الاستثنائية الطارئة العاشرة للجمعية العامة بأغلبية ساحقة حول فلسطين. وشدد على أن حل الدولتين هو "الحل الوحيد الذي يمكن أن يؤدي إلى السلام والأمن الدائمين. وهذا هو الحل ذاته الذي عرقله إصرار إسرائيل على إبقاء احتلالها للأرض الفلسطينية إلى الأبد".
الصومال وإريتريا
وأثنى المندوب الدائم لجيبوتي لدى الأمم المتحدة على التقدم الذي أحرزه الصومال في إطار جهوده لتحقيق الاستقرار في البلاد، بالإضافة إلى النهج الشامل الذي طورته حكومة الرئيس الصومالي لتعزيز السلام.
وأكد أن التفويض الممنوح للبعثة المستقبلية المقترح أن تحل محل بعثة الاتحاد الأفريقية الحالية في الصومال، "هو تفويض قوي". وحذر من أن "التهديد الأمني الذي تشكله الهجمات الإرهابية لحركة الشباب هو عقبة كبيرة أمام جهودنا المشتركة ويجب القضاء عليه بأسرع ما يمكن".
وعن التطبيع مع إريتريا، قال دواله إن جيبوتي مستعدة لاستكمال عملية التطبيع. وأضاف: " مستعدون لإيجاد تسوية تفاوضية للصراع على أساس القانون الدولي بما في ذلك النزاع الحدودي غير المحلول والقضايا الأخرى العالقة".
الاستثمار في الشباب
وأكد سفير جيبوتي لدى الأمم المتحدة أن بلاده مثل العديد من الدول النامية تواجه تحديات كبيرة ناجمة عن تغير المناخ، لا سيما ارتفاع درجات الحرارة وندرة الموارد المائية وارتفاع مستوى سطح البحر.
وقال إنه في مواجهة هذه التهديدات المستمرة، نفذت حكومة جيبوتي سلسلة من التدابير الطموحة ومتعددة الأبعاد الهادفة للتخفيف من آثار تغير المناخ وتعزيز قدرة البلاد على الصمود. وشدد على أن سكان جيبوتي وأغلبهم من الشباب، يشكلون ذخيرة هائلة وميزة تنافسية ضخمة إذا تم تسخيرهم من خلال الاستثمار في تنمية المهارات والتقنيات الجديدة لتعزيز جودة الوظائف والقدرة التنافسية للقوى العاملة.
ولفت إلى أن اعتماد مـيثاق المستقبل جاء من أجل "رفض العودة إلى نظام قديم خالٍ من العدالة حيث يفعل الأقوياء ما بوسعهم ويعاني الضعفاء، وحيث لا توجد سيادة للقانون وتنتصر القوة على الحق".