تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

وزير خارجية الصين: يجب أن نمارس التعددية الحقيقية، ونعارض الهيمنة وسياسة القوة

أكد وزير خارجية الصين وانغ يي ضرورة اكتشاف سبيل يمكن أن تتعايش فيه الدول الكبرى في سلام وتعمل على بناء نوع جديد من العلاقات الدولية يتسم بالاحترام المتبادل والإنصاف والعدالة والتعاون المربح للجميع، مشددا على أن تحقيق التحديث هو حق مشروع لشعوب جميع البلدان، وليس حكرا على قِلة قليلة.

وفي كلمته في المناقشة العامة للدورة الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد على أنه في عالم اليوم، يرتبط أمن جميع البلدان ببعضها البعض في مواجهة أنواع مختلفة من التحديات والمخاطر العالمية، وأنه "لا يمكن لأحد أن يظل محصنا أو يتمتع بالأمن بمفرده".

وأضاف: "ما تقترحه الصين هو دعم التعايش السلمي ووضع بنية أمنية تضمن الاستقرار الدائم، وتدعم الانفتاح والشمول، وتعزز نموذج التنمية الذي يعضد الرخاء المشترك، ويدعم الانسجام دون تجانس، وتبني نهج للحضارات يعزز التبادل والتعلم المتبادل، وتبني الإنصاف والعدالة، وتطوير هيكل حوكمة يعمل من أجل المنفعة المشتركة".

وقال إنه ينبغي الدفاع عن العولمة الاقتصادية الشاملة والمفيدة للجميع، ومعارضة الأحادية والحمائية بشكل لا لبس فيه، ومساعدة البلدان النامية على تجاوز الفجوة التنموية للحفاظ على حيوية النمو الاقتصادي العالمي.

ودعا إلى الدفاع عن عالم متعدد الأقطاب متساوٍ ومنظم، وأن يكون فيه لجميع البلدان، بغض النظر عن حجمها، مكانها ودورها، مضيفا "يجب أن نمارس التعددية الحقيقية، ونعارض الهيمنة وسياسة القوة، ونجعل العلاقات الدولية أكثر ديمقراطية".

فلسطين ولبنان

وتحدث المسؤول الصيني عن استمرار الصراع في غزة، وبدء القتال مرة أخرى في لبنان.

وقال: "إن قضية فلسطين هي الجرح الأكبر للضمير الإنساني في هذه اللحظة".

وأضاف وانغ يي: "القوة لا يمكن أن تحل محل العدالة. لا ينبغي تجاهل الطموح الذي طالما تمسكت به فلسطين لإقامة دولة مستقلة، ولا ينبغي تجاهل الظلم التاريخي الذي عانى منه الشعب الفلسطيني بعد الآن. ولا ينبغي أن يكون هناك أي تأخير في التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار. إن الحل الأساسي يكمن في حل الدولتين".

وأكد أن بلاده كانت دائما داعما قويا للقضية العادلة للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة، ومؤيدا قويا لعضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة.

وأضاف: "لقد ساعدنا مؤخرا في تحقيق اختراقات في المصالحة الفلسطينية الداخلية، وسنواصل العمل بالتنسيق مع البلدان ذات التفكير المماثل من أجل التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية والسلام الدائم والاستقرار في الشرق الأوسط".

أوكرانيا وأفغانستان

وعن الحرب في أوكرانيا، أكد أن أولوية بلاده هي لعب دور بناء، والمشاركة في الوساطة المكوكية، وتعزيز المحادثات من أجل السلام، وليس صب الزيت على النار أو استغلال الوضع لتحقيق مكاسب أنانية.

وقال كذلك إن قضية أفغانستان تتعلق بالسلام والأمن الإقليميين، ومن المهم مساعدة البلاد على ممارسة الحكم الرشيد، ومحاربة الإرهاب، وتحسين حياة الناس بشكل فعال. وشدد أيضا على أنه لا ينبغي لشبه الجزيرة الكورية أن تشهد حربا مرة أخرى.

دعم التنمية

وتحدث الوزير الصيني عن زيادة المساهمة في التنمية ومساعدة البلدان النامية على الاستجابة بشكل أفضل للمخاطر والتحديات المختلفة.

وأشار إلى إجراءات الشراكة التي حددها الرئيس الصيني لاتخاذها مع أفريقيا لتعزيز التحديث، ومنح أكثر من 40 دولة من أقل البلدان نموا، بما في ذلك تلك الموجودة في أفريقيا، معاملة التعريفة الجمركية الصفرية.

وأكد أن الصين تدعم بقوة البلدان في الدفاع عن حقوقها المشروعة، والحفاظ على العدالة والانفتاح في النظام الدولي، وجعل التنمية العالمية أكثر تنسيقا وفائدة للجميع.

وأعرب عن معارضة بلاده للحصار التكنولوجي ورفض أو فصل أو قطع سلاسل التوريد، مضيفا "لن تجلب العقوبات والضغوط مزايا احتكارية، ولن يؤدي قمع رؤية الآخرين واحتوائهم إلى حل المشاكل في الداخل. لا ينبغي سلب حق شعوب جميع البلدان في السعي إلى حياة أفضل".

وفي هذا الصدد، دعا الولايات المتحدة مرة أخرى إلى رفع الحصار والعقوبات والتصنيف المرتبط بالإرهاب الذي تفرضه على كوبا.

الذكاء الاصطناعي

وتطرق وزير خارجية الصين إلى موضوع الذكاء الاصطناعي قائلا "في مواجهة الذكاء الاصطناعي المزدهر، تلتزم الصين باتباع نهج يركز على الناس، وتطوير الذكاء الاصطناعي من أجل الخير والتركيز بشكل متساوٍ على التنمية والأمن".

وأوضح أن بلاده تدعم دور الأمم المتحدة باعتبارها القناة الرئيسية للحوكمة العالمية، وأنها ملتزمة بتعزيز التعاون الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي.

وعن حقوق الإنسان، قال إن الصين تؤكد على أنه يجب احترام حق جميع البلدان في اختيار مسارها المستقل لتنمية حقوق الإنسان. وأضاف: "لا ينبغي لأي دولة أن تفرض إرادتها على الآخرين أو تتدخل في الشؤون الداخلية للآخرين باسم حقوق الإنسان".

تقدم الحضارة الإنسانية

وأفاد المسؤول الصيني بأن كل خطوة في تنمية الصين هي زيادة في القوة من أجل السلام، وأن التحديث الصيني سوف يساهم بقوة في التنمية المشتركة للجميع. وقال: " لا تهتم الصين فقط بتنميتها الخاصة. نحن مستعدون للتنمية جنبا إلى جنب مع جميع البلدان من خلال توسيع الانفتاح عالي المستوى".

وأشار أيضا إلى أن التحديث الصيني سوف يساهم بقوة في تحسين الحوكمة العالمية، مضيفا أن بلاده كانت دائما من المؤيدين لإصلاح الأمم المتحدة وتطويرها.

وقال إنه يتعين على نظام الأمم المتحدة أن يستجيب للقضية المشروعة للدول النامية، وأن يزيد من تمثيل وصوت أولئك الذين يعيشون في الجنوب العالمي، مضيفا أن "التحديث الصيني سيساهم بقوة في تقدم الحضارة الإنسانية".