تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الكويت: ما يحصل في غزة لا يقبله دين ولا يتفق مع الفطرة الإنسانية السوية

قال ولي عهد دولة الكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح إن الممارسات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني "لا يقبلها دين ولا يقرها قانون ولا تتفق مع الفطرة الإنسانية السوية"، مؤكدا أن السلام من منطقة الشرق الأوسط " لن يتحقق ولن ننعم به إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية".

جاء ذلك في كلمته اليوم الخميس في مقر الأمم المتحدة الدائم خلال المناقشة العامة للجمعية العامة، حيث قال الشيخ صباح إن العالم يشهد ما يتعرض إليه الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية "من عقاب جماعي واستهداف المدنيين العزل وإمعان القوة القائمة بالاحتلال في استهداف مقار المنظمات الدولية والبنى التحتية ومرافق سبل الحياة".

وأكد دعم بلاده للأونروا من خلال التوقيع على وثيقة الالتزامات المشتركة، مضيفا أن ما طال الوكالة "ما هو إلا تأكيد الجانب الآخر لغياب أي رغبة جادة في الوصول إلى السلام الحقيقي".

انتهاكات صارخة في لبنان

وفيما يتعلق بالشأن اللبناني، أكد ولي عهد الكويت إدانة بلاده بأشد العبارات للغارات الجوية والعمليات العسكرية التي شنتها إسرائيل، والتي أودت بأرواح المئات من المدنيين "الذين لا ذنب لهم من هذا التصعيد الخطير للعدوان الإسرائيلي الذي تتسع رقعته يوما بعد يوم، في انتهاك صارخ لكافة الأعراف والقوانين الدولية".

وقال إن "الاحتلال الإسرائيلي" يحاول جر لبنان إلى الصراع القائم بالمنطقة، ويتجاهل الإرادة والمناشدات الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. ودعا في الوقت ذاته إلى تنفيذ قـرار مجلس الأمن رقم 1701 بشكل الكامل.

مبدأ حسن الجوار

وقال الشيخ صباح إن الكويت، إيمانا منها بمبدأ حسن الجوار، عملت على مساعدة جمهورية العراق للنهوض بنفسها. وحث العراق على اتخاذ إجراءات "ملموسة وحاسمة وعاجلة" لمعالجة كافة الملفات العالقة بين البلدين، وفي مقدمتها ترسيم الحدود البحرية، والانتهاء من ملف الأسرى والمفقودين والممتلكات الكويتية، بما في ذلك الأرشيف الوطني.

وجدد دعم الكويت للجهود الرامية إلى استئناف العملية السياسية والوصول إلى تسوية شاملة في اليمن، وخاصة الأممية منها، وعبر عن قلقها إزاء تطورات الأحداث في منطقة البحر الأحمر، مؤكدا احترام بلاده لحق الملاحة البحرية وفقا لأحكام القانون الدولي.

هذا وجدد الدعوة للجمهورية الإسلامية الإيرانية لاتخاذ تدابير جادة لبناء الثقة على الصعيد الإقليمي للبدء في حوار مبني على احترام الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

كما عبر عن قلقه البالغ حيال ما يشهده السودان من أحداث مؤسفة جراء الاشتباكات المسلحة، ودعا إلى وقف القتال بشكل الفوري، واللجوء إلى منطق الحوار والعودة إلى المسار السياسي السلمي بما يحفظ أمن السودان واستقراره ووحدة أراضيه.

التمسك بالنظام الدولي

وشدد ولي العهد الكويتي على تمسك بلاده بالنظام الدولي متعدد الأطراف ومبادئ مـيثاق الأمم المتحدة وأهدافها، "بما يكفل تطوير الحوكمة الدولية وتعزيزها لضمان تحقيق رسالتها السامية في حفظ السلم والأمن الدوليين وخدمة البشرية جمعاء".

وأكد أن المخاطر تحدق بجميع الدول "ولا يوجد من هو بمنأى عن تبعات هذه المخاطر، فلا طريق أمامنا إلا من خلال التعاون والتعاضد نحو الأهداف المشتركة". إلا أنه أشار إلى أن الحديث عن تجديد التضامن الدولي لا يصلح إلا بتوافر إرادة سياسية دولية جادة للإصلاح، وخاصة في مجلس الأمن، "وللأسف نرى أن هذه الإرادة ما زالت مفقودة".

وقال ولي العهد الكويتي إن الابتكارات التكنولوجية والاستخدام الخاطئ للذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي في نشر خطاب الكراهية والتحريض والتجنيد الإرهابي وبث المعلومات الخاطئة والمضللة، "باتت تزعزع وتمس الأمن السيبراني".

وأكد أن مكافحة هذه الآفات تتطلب تعاونا دوليا. وأضاف أنه من غير الموضوعي التطلع إلى مستقبل واعد دون أن تكون هناك محاسبة ومساءلة لكل من تعدى على نصوص ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وقال إن العدالة والمساواة لن تتحقق "في ظل معايير مزدوجة، ولن يكون هناك مستقبل مشرق إلا عند يقين الجميع وتمسكهم بقيم ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي".