Breadcrumb
بو حبيب: العجز عن احتواء الأزمة في لبنان قد يتحول إلى ثقب أسود يبتلع السلم والأمن الإقليميين والدوليين
جاء ذلك في كلمته اليوم الخميس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي حذر فيها من أن الوضع المتأزم في لبنان "ينذر بالأسوأ لكل الشرق الأوسط" في حال استمرار الأمور على حالها. ورحب الوزير اللبناني بالمقترح الأمريكي-الفرنسي الذي يهدف "لإتاحة الفرصة لإرساء الهدوء طويل الأمد، بما يعطي استقرارا على الحدود ويعيد النازحين إلى منازلهم"، مطالبا باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لوضعه موضع التنفيذ.
وقال السيد بو حبيب: "بقدر ما يؤسفنا عجز الأمم المتحدة عن حمايتنا من العدوان الإسرائيلي، فسنبقى متمسكين بدور المنظمة الأممية كخط دفاع في وجه الاحتلال والبطش والعنف والدمار".
لبنان ملتزم بالقرار 1701
وأكد أن لبنان ملتزم بتطبيق قـرار مجلس الأمن رقم 1701 "الذي أثبت قدرته على إرساء استقرار نسبي" في الجنوب اللبناني منذ نهاية حرب تموز/يوليو 2006 وحتى 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وشدد على أن القرار ليس مجرد وثيقة أو إطار عمل، "بل يمثل التزاما من المجتمع الدولي بالحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي".
وقال إن بلاده تعول على دعم المجتمع الدولي لتعزيز انتشار الجيش اللبناني جنوب الليطاني، وتوفير ما يحتاجه من عتاد ومساعدته لزيادة عديده بعد أن باشرت الحكومة بفتح الباب لحملة تجنيد جديدة، على الرغم من الأزمة الاقتصادية التي تضرب البلاد، "كالتزام واضح منها بالقرار 1701، بحيث لا يكون سلاح دون موافقة حكومة لبنان، ولا تكون هناك سلطة غير سلطة حكومة لبنان".
وشدد السيد بو حبيب على أن أهم بنود القرار 1701 إظهار حدود لبنان "المعترف بها دوليا والمرسمة بين لبنان وفلسطين عام 1923، والمؤكد عليها في اتفاقية الهدنة اللبنانية الإسرائيلية الموقعة عام 1949 بإشراف ورعاية الأمم المتحدة".
وقال إن ذلك يتم من خلال استكمال عملية الاتفاق على النقاط 13 الحدودية المختلف عليها، وبموجب ذلك تنسحب إسرائيل من كافة المناطق اللبنانية التي لا تزال تحتلها. وأضاف أن لبنان ملتزم بالتفاوض لحل النزاعات بالطرق السلمية، وأثبت قدرته على أن يكون "شريكا موثوقا في بناء التفاهمات كما حصل في أكتوبر 2022 في ترسيم الحدود البحرية" بينه وبين إسرائيل.
على إسرائيل اختيار السلام
وقال وزير الخارجية اللبناني إن إسرائيل "تجنح أكثر فأكثر نحو التطرف"، مشيرا إلى اتساع رقعة الحرب لتطال العمق اللبناني والنموذج "القبيح والمقزز" في تحويل أجهزة إلكترونية مخصصة للاستخدام المدني "إلى قنابل موقوتة"، والتدمير "الممنهج" الذي تتعرض له القرى الحدودية اللبنانية، "والعقاب الجماعي للسكان وحرق الأراضي الزراعية بالفوسفور الأبيض وجعلها غير قابلة للاستثمار لسنوات طويلة".
وقال: "من على هذا المنبر نجدد تحذيرنا من العدوان المتزايد واللعب بالنار ومحاولة جر الشرق الأوسط برمته إلى الانفجار الكبير. كما نكرر مجددا رفضنا للحرب وحقنا المشروع في الدفاع عن النفس وفقا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وذلك بالتزامن مع السعي الدؤوب من خلال اتصالاتنا أو لقاءاتنا لتجنب الوقوع في شباك التهور الإسرائيلي الساعي إلى استمرار الحرب وتوسيعها".
وأكد بو حبيب أن عودة النازحين الإسرائيليين إلى "بلداتهم أو مستوطناتهم لن تتحقق بالحرب والقصف والقتال وتهجير أوسع للبنانيين، فأقصر الطرق إلى عودتهم هي بالوقف الشامل والفوري لإطلاق النار، وفقا للبيان الأميركي-الفرنسي".
وقال إن لبنان والدول العربية اختاروا السلام "بصورة واضحة لا لبس فيها" من خلال مبادرة السلام العربية الصادرة في بيروت عام 2002، "والآن على إسرائيل، كل إسرائيل، حكومة وشعبا أن تريد فعلا السلام وتختاره بدلا من الحرب، وأن تتخطى هواجسها الأمنية".
الدبلوماسية ليست سهلة
وجدد الوزير دعوة بلاده لإيجاد حل مستدام وتطبيق كامل ومتوازن لقرار مجلس الأمن 1701، وإظهار الحدود البرية المعترف بها دوليا، بما يجنب لبنان والمنطقة مزيدا من الحروب والخراب.
وقال: "إن الوقت ينفد. من الأهمية بمكان أن نجد مسارا سياسيا دبلوماسيا للخروج من هذه الأزمة المتفاقمة. والسبيل الوحيد للمضي قدما هو التوصل إلى حل سياسي".
وقال السيد بو حبيب إن الدبلوماسية ليست دائما سهلة، "ولكنها الطريق الوحيد لإنقاذ الأرواح والأبرياء والأوطان، ولبنان مصمم على السير على هذه الطريق". وشدد على أن بلاده ترى في المبادرة الأمريكية-الفرنسية "فرصة لالتقاط الأنفاس وفتح ثغرة في كوة هذه الأزمة لعل إسرائيل تلتقطها"، وأضاف: "على الدبلوماسية أن تنجح. لا خيار آخر لدينا".