تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

برلمان البحر المتوسط: الشباب هم القوة الحقيقية التي يجب أن تقود التغيير في المستقبل

على هامش الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة، نظم برلمان البحر الأبيض المتوسط فعالية في مقر المنظمة الأممية في نيويورك حول الدعم البرلماني في إعادة بناء الثقة في الحوكمة متعددة الأطراف.

عقدت الفاعلية رفيعة المستوى على هامش قمة المستقبل بالشراكة مع المديرية التنفيذية لمكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن، والبعثة الدائمة للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة، والبعثة الدائمة لإيطاليا.

وكان الهدف منها هو" النهوض بالأهداف الاستراتيجية للقمة في تعزيز التعاون البرلماني والحكومي بشأن التحديات العالمية الحاسمة وتنشيط نظام الحوكمة متعدد الأطراف، وتزويد صانعي القرار بالمعلومات الأساسية اللازمة لممارسة الرقابة الوطنية على نتائج القمة، وكذلك تعزيز تنفيذ مـيثاق المستقبل على الصعيدين الوطني والإقليمي".

عمر الهلالي، المندوب الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، يتحدث خلال الفعالية.
UN Photo
عمر الهلالي، المندوب الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، يتحدث خلال الفعالية.

قمة المستقبل

في حوار مع أخبار الأمم المتحدة، أكد إنعام ميارة رئيس برلمان البحر الأبيض المتوسط على أن قمة المستقبل تعتبر منصة حيوية لتعزيز السلم والأمن الدوليين، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لشعوب العالم. وأضاف أن القمة تمثل فرصة للتفكير الجماعي في كيفية تحقيق هذه الأهداف الإنسانية وضمان التوزيع العادل للثروات، قائلا: "نحن بحاجة إلى قمة تفكر في كيفية إرساء السلم والتنمية المستدامة لجميع سكان العالم بالتساوي".

السيد إنعام ميارة، رئيس الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط، يتحدث في الفعالية.
UN Photo
السيد إنعام ميارة، رئيس الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط، يتحدث في الفعالية.

برلمان البحر الأبيض المتوسط

برلمان البحر الأبيض المتوسط هو تجمع برلماني يضم 34 دولة من ضفتي البحر المتوسط، وقد انضم إلى هذا التجمع بلدان مجلس التعاون الخليجي بصفتهم أعضاء ملاحظين. ويسعى البرلمان إلى تعزيز التقارب في وجهات النظر بين الدول الأعضاء، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الأمنية والتنموية.

وأوضح رئيس البرلمان أن الهدف الأساسي هو تبادل الخبرات وتوحيد التشريعات التي تساهم في التنمية الاقتصادية، قائلا: "نحن نعمل على مشاريع قوانين تسعى لتعزيز كرامة مواطني المنطقة والمساهمة في التنمية".

مشروعات تشريعية

تحدث السيد إنعام ميارة عن بعض المشاريع التشريعية التي يعتزم البرلمان إطلاقها على مستوى دول البحر المتوسط. أحد هذه المشاريع يركز على الذكاء الاصطناعي واستخداماته الصحيحة، حيث يتم العمل على إعداد مجموعة من القوانين التي تمرر إلى البرلمانات الوطنية لتطبيقها. 

كما أشار إلى جهود البرلمان في حل النزاعات، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، مؤكدا: "نحن البرلمان الوحيد الذي يجمع ممثلين من فلسطين وإسرائيل لمناقشة هذا النزاع".

رسالة للشباب

وجه رئيس برلمان البحر الأبيض المتوسط رسالة مهمة للشباب العربي، مؤكدا على أهمية دورهم في صناعة المستقبل. وقال: "المستقبل يجب أن نمتلكه، وهذا يتطلب من الشباب الانخراط في أشكال الديمقراطية، من خلال المشاركة في الأحزاب السياسية، والمجتمع المدني".

وأكد على أن التعليم والتكوين هما المفتاح لضمان مستقبل زاهر، مشيرا إلى أن "القوة الشبابية قادرة على فرض مجموعة من الآراء والخطط الاستراتيجية المستقبلية".

قمة المستقبل وإصلاح الأمم المتحدة

في حديثه عن دور الأمم المتحدة ومستقبلها، أكد الرئيس الفخري لبرلمان البحر الأبيض المتوسط، النائب المصري محمد أبو العينين، على ضرورة إصلاح الأمم المتحدة بشكل شامل، بدءا من تعزيز دور الجمعية العامة، وتقوية دورها لتكون أكثر فعالية في اتخاذ القرارات الهامة التي تهم العالم بأسره، وليس فقط مصالح دول بعينها. 

كما شدد على أهمية إعادة النظر في دور مجلس الأمن وتوازن القوى بينه وبين الجمعية العامة.

النائب محمد محمد أبو العينين الرئيس الفخري لبرلمان البحر الأبيض المتوسط ​​
UN Photo
النائب محمد محمد أبو العينين الرئيس الفخري لبرلمان البحر الأبيض المتوسط ​​

 

كما أبدى استياءه من الوضع الحالي لأفريقيا داخل الأمم المتحدة، قائلا: "لا يصح أن أفريقيا بأكملها لا تمثل بشكل حقيقي في الأمم المتحدة". وأشار إلى أن الدول الأفريقية بحاجة إلى تمثيل أقوى يعكس دورها المتنامي في العالم، معتبرا أن غياب هذا التمثيل هو ظلم كبير يجب إصلاحه

رسالة للشباب

وفي حديثه عن دور الشباب، وجه النائب أبو العينين رسالة واضحة وقوية إلى الشباب العربي، مؤكدا أنهم القوة الحقيقية التي يجب أن تقود التغيير في المستقبل. واعترف بأن الشباب لديهم كل الحق في الشعور بالإحباط من المؤسسات الدولية ومن ازدواجية المعايير التي تواجه قضاياهم، وخاصة القضية الفلسطينية.

وأشار إلى أن الحل لا يمكن أن يكون إلا عبر التفاوض السلمي لتحقيق حل الدولتين. قال أبو العينين: "الشباب اليوم هم جيل المستقبل، وعليهم أن يتعلموا من دروس الماضي". وحثهم على التسلح بالعلم والتكنولوجيا، مؤكدا أن التقدم التكنولوجي يجب أن يكون في خدمة البشرية.

وقال إن الشباب قادرون على قيادة هذا التغيير إذا ما تحلوا بالإرادة والعزيمة. "العالم سيستمع إلى الشباب إذا كانوا مستعدين لتحمل المسؤولية وقيادة مسار التغيير". ودعا أبو العينين الشباب إلى المشاركة الفعالة في صناعة مستقبلهم واستخدام إمكانياتهم لخدمة مجتمعاتهم.