تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

زيلينسكي يتهم روسيا بالتخطيط لشن هجمات على المنشآت النووية الأوكرانية

اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بالتخطيط لمهاجمة منشآت بلاده النووية، وأكد أن "أي ضربة صاروخية أو بطائرة مسيرة، وأي حادث خطير في نظام الطاقة، يمكن أن يؤدي إلى كارثة نووية، ويجب ألا يأتي يوم كهذا أبدا".

في كلمته أمام المناقشة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الأربعاء، قال زيلينسكي إنه تلقى تقريرا مثيرا للقلق من المخابرات الأوكرانية مفاده أن "بوتين يبدو أنه يخطط لشن هجمات على محطات الطاقة النووية لدينا وبنيتها التحتية، بهدف فصل المحطات عن شبكة الكهرباء"، مضيفا أن روسيا تحصل على صور ومعلومات مفصلة بمساعدة "أقمار صناعية لدول أخرى". ودعا زعماء العالم إلى القيام بدورهم من خلال الضغط على "المعتدي" لضمان السلامة النووية.

وأضاف: "يمكن أن يصل دخان الحرائق في المدن التي مزقتها الحرب إلى دول أخرى. وإذا تسببت روسيا، لا قدر الله، في كارثة نووية في إحدى محطات الطاقة النووية لدينا، فإن الإشعاع لن يحترم حدود الدولة، ومن المؤسف أن العديد من الدول قد تشعر بالآثار المدمرة. كثيرون قلقون، لكن الفهم الأعمق للحرب يوجد دائما في المنزل الذي يتم تدميره".

"خطة لكسر الروح الأوكرانية"

قال زيلينسكي بما أن روسيا "لا تستطيع هزيمة مقاومة شعبنا في ساحة المعركة، فإن بوتين يبحث عن طرق أخرى لكسر الروح الأوكرانية"، بما في ذلك من خلال استهداف البنية التحتية للطاقة في البلاد - والتي تم تدمير 80 في المائة منها بحسب قوله.

وأضاف: "هذه هي الطريقة التي يستعد بها بوتين للشتاء - على أمل تعذيب ملايين الأوكرانيين والأسر العادية - والنساء والأطفال والمدن والقرى العادية. يريد بوتين تركهم في الظلام والبرد هذا الشتاء، وإجبار أوكرانيا على المعاناة والاستسلام".

لا سلام بدون أوكرانيا

قال الرئيس الأوكراني إن خطة "صيغة السلام" التي اقترحها لإنهاء الحرب تؤكد على ضرورة استعادة السلامة النووية، وضمان الأمن الغذائي، وإعادة الأسرى والنازحين الأوكرانيين، والحفاظ على سلامة أراضي أوكرانيا وسيادتها، وسحب القوات الروسية من أوكرانيا، وإنهاء الحرب.

وقال إنه لا يمكن أن يكون هناك "سلام عادل بدون أوكرانيا"، وشكر ما يقرب من مائة دولة ومنظمة دولية دعمت صيغة السلام هذه. وقال إن قمة السلام الأولى التي عقدت في حزيران/يونيو من هذا العام كانت أشبه بالجمعية العامة للأمم المتحدة لأن "الجميع متساوون"، مضيفا أن هذا هو ما "تكرهه روسيا أكثر من أي شيء آخر ولا تستطيع السيطرة عليه، ولهذا السبب تقول روسيا إن صيغة السلام لا تناسبها".

وأعرب زيلينسكي عن الأسف لاستحالة "حل مسائل الحرب والسلام بشكل حقيقي وعادل" في الأمم المتحدة لأن الكثير في مجلس الأمن يعتمد على حق النقض (الفيتو). وأضاف: "عندما يمارس المعتدي حق النقض، تصبح الأمم المتحدة عاجزة عن وقف الحرب. ولكن صيغة السلام يمكنها ذلك لأنها لا تحتوي على حق النقض. ولهذا السبب فهي أفضل فرصة للسلام - الجميع متساوون، وهي فعالة وشاملة".

وأضاف الرئيس الأوكراني أن البدائل للخطة تتجاهل مصالح ومعاناة شعبه و"تمنح بوتين المساحة السياسية لمواصلة الحرب". وقال: "إن أي محاولات موازية أو بديلة للسعي إلى السلام هي في الواقع جهود لتحقيق الهدوء بدلا من إنهاء الحرب، حيث إن المبادرة العالمية - صيغة السلام - موجودة بالفعل منذ عامين".

وقال إنه إذا سعى أحد في العالم إلى بدائل لأي من نقاط صيغة السلام المقترحة أو حاول تجاهل أي منها، "فمن المحتمل أن يعني ذلك أنهم يريدون القيام بجزء مما يفعله بوتين - والنقطة التي يتجاهلونها تكشف عن الرغبة التي يخفونها".

وقال: "عندما يحاول الثنائي الصيني البرازيلي أن ينمو إلى جوقة من الأصوات - مع شخص في أوروبا، وشخص في أفريقيا، ليقدموا شيئا بديلا عن السلام الكامل والعادل، فإن السؤال الذي يطرح نفسه - ما هي المصلحة الحقيقية؟ يجب على الجميع أن يفهموا - لن تعززوا قوتكم على حساب أوكرانيا".

أشار زيلينسكي إلى أن روسيا، وهي دولة أكبر من أوكرانيا بعشرين مرة من حيث المساحة، "لا تزال تريد المزيد من الأراضي - وهو أمر مجنون - وتستولى عليها يوما بعد يوم، بينما تريد تدمير جارتها". 

وقال إن روسيا وجدت "أصدقاء مميزين للغاية لذلك - كوريا الشمالية وإيران، وهو اختيار كاشف"، مضيفا أن جميع الدول المجاورة لروسيا في أوروبا وآسيا الوسطى تشعر الآن أن الحرب قد تأتي إليها أيضا.