Breadcrumb
أمير دولة قطر: الحرب في غزة أطلقت رصاصة الرحمة على الشرعية الدولية
وأشار الشيخ تميم - خلال كلمته أمام الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء - إلى أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة اليوم من "عدوان سافر هو الأشد همجية وبشاعة والأكثر انتهاكا للقيم الإنسانية والمواثيق والأعراف الدولية".
وقال إن الحرب في غزة "ليست حربا بمفهوم الحرب المعروف والمتداول في العلاقات الدولية، بل هي جريمة إبادة بأحدث الأسلحة لشعب محاصر في معسكر اعتقال لا مهرب فيه".
وأوضح الشيخ تميم أن الضحايا، بمن فيهم الأطفال والنساء، يعانون بشكل لا يمكن تجاهله، ومضى قائلا: "نحن نعارض العنف والتعرض للمدنيين الأبرياء من أي طرف كان، ولكن بعد مرور عام على الحرب ومع كل ما ارتكب فيها لم يعد ممكنا الحديث عن حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها في هذا السياق من دون التورط في تبرير الجريمة".
"القوة لا تلغي الحق"
وأعرب أمير قطر عن أسفه إزاء ما وصفه بـ "فشل مجلس الأمن في تنفيذ قراره بوقف إطلاق النار في قطاع غزة أو امتناعه عن منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة على الرغم من اعتماد الجمعية العامة في شهر أيار/مايو الماضي قرارا يدعم طلب فلسطين لهذه العضوية".
وقال إن حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة "ليس تحقيقا لسيادتها أو تصفية للاحتلال، ولكنه على الأقل يرسل رسالة لحكومة اليمين المتطرفة الضالعة في تحدي الشرعية الدولية بأن القوة لا تلغي الحق"، حسبما قال.
وذكر أن الاحتلال الإسرائيلي قد خلق "نظام فصل عنصري" يجب عدم تجاهله، وأن الحلول المبتكرة لإدارة غزة لا يمكن أن تأتي على حساب حقوق الفلسطينيين. ومضى قائلا: "البعض ما زال يحاول البحث عن تدابير مبتكرة لإدارة غزة بعد الحرب بسلطة أو من دون سلطة... إنها نفس طريقة التفكير التي قادت من كارثة إلى أخرى. إنه النهج الذي يريد تفصيل المنطقة كلها على قياس إسرائيل".
جهود الوساطة القطرية
أكد أمير قطر التزام بلاده بالوساطة السلمية، مستعرضا جهود بلاده في وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين، مشيرا إلى أن جهود الوساطة التي قادتها بلاده - بالشراكة مع جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية - أثمرت عن عقد اتفاق هدنة إنسانية في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي أدى إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح 240 من الأسرى الفلسطينيين و109 من المحتجزين في غزة ورفع مستوى تدفق شحنات الإغاثة.
وقال إن بلاده تواصل جهود التوسط لحل النزاعات بالطرق السلمية "على الرغم من التحديات الجسيمة ومحاولات العرقلة وما نتعرض له من افتراءات".
وأضاف قائلا: "سنواصل بذل الجهد مع شركائنا حتى التوصل إلى وقف إطلاق النار الدائم وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين والتوجه إلى مسار الحل العادل وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وحصول الشعب الفلسطيني على كافة حقوقه المشروعة وفي مقدمتها دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967".
لا يمكن الاستغناء عن الأونروا
على صعيد ذي صلة، قال الشيخ تميم إن بلاده قدمت الدعم الإنساني للسكان المدنيين في قطاع غزة، وأسهمت في إجلاء الجرحى والمرضى ودعمت المبادرات الإنسانية لإيصال المساعدات عبر كل الطرق المتاحة.
وأضاف أن بلاده رفعت من مستوى الدعم إلى وكـالة الأونروا، التي قال إنه لا يمكن الاستغناء عن خدماتها والتي "تعرضت إلى افتراءات لأسباب سياسية متعلقة برغبة حكومة إسرائيل في تصفية قضية اللاجئين من دون حل قضية فلسطين". وأكد أن بلاده "لن تألو جهدا في تقديم مختلف أشكال الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني الشقيق حتى إنهاء هذه الأزمة".
السلام العادل هو مفتاح الأمن
كما تناول الشيخ تميم الأحداث في لبنان واليمن وسوريا وليبيا والسودان.
وقال إن إسرائيل تشن حاليا حربا على لبنان "ولا أحد يعلم إلى أي حد يمكن أن تتدهور هذه الحرب وهو ما سبق أن حذرنا منه مرارا وتكرارا". وأكد أن هذه الحرب لن تجلب الأمن والسلام لشمال إسرائيل أو للبنان وأن مفتاح الأمن هو السلام العادل.
وفي الشأن السوداني، دعا الشيخ تميم كافة الأطراف السودانية إلى وقف القتال، مؤكدا دعمه لكافة الجهود الإقليمية والدولية لإنهاء هذه الأزمة بما يضمن وحدة مؤسسات الدولة وسيادة السودان.