تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الرئيس التركي يدعو إلى فرض تدابير قسرية على إسرائيل لحماية الفلسطينيين

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن موقف إسرائيل أظهر مرة أخرى أنه من الضروري للمجتمع الدولي أن يطور آلية لحماية المدنيين الفلسطينيين.

وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، شدد أردوغان على أنه "في بيئة لا يتم فيها تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2735، ينبغي إدراج التدابير القسرية ضد إسرائيل على جدول الأعمال".

وأضاف: "كما أوقف تحالف الإنسانية هتلر قبل سبعين عاما، فلابد أن يوقف تحالف الإنسانية (رئيس الوزراء الإسرائيلي) نتنياهو وشبكة القتل التابعة له. ونعتقد أن سلطة الجمعية العامة في تقديم توصيات بشأن استخدام القوة، كما هو موجود في قرار الاتحاد من أجل السلام لعام 1950، يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار بالتأكيد في هذه العملية". وقال إن ما يحدث في فلسطين هو مؤشر على انهيار أخلاقي هائل.

مثال دراماتيكي

وشدد الرئيس التركي على أن السلام والأمن الدوليين أصبحا في غاية الأهمية بحيث لا يمكن تركهما لتصرفات "الخمسة المتميزين" في إشارة إلى الأعضاء الخمسة دائمي العضوية في مجلس الأمن، مضيفا أنه "من أكثر الأمثلة دراماتيكية على ذلك، المذبحة التي ما زالت مستمرة في غزة منذ 353 يوما".

وقال أردوغان: "مات مئات الأطفال في غزة حتى الآن لأنهم لم يتمكنوا من العثور على لقمة خبز يابسة، أو رشفة ماء أو طبق حساء، وما زالوا يموتون". وأوضح أن بلاده ليست لديها أي عداء تجاه شعب إسرائيل، مؤكدا على أن بلاده ضد معاداة السامية "بنفس الطريقة التي نعارض بها استهداف المسلمين لمجرد معتقداتهم".

لكنه قال: "إن مشكلتنا هي مع سياسات المذبحة التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية".

وأعرب أردوغان عن سعادته برؤية ممثل فلسطين في المكان الذي يستحقه بين الدول الأعضاء- في إشارة إلى أنه في مقعد وفق الترتيب الأبجدي للدول الأعضاء بعد قرار من الجمعية العامة منح فلسطين امتيازات إضافية- مضيفا "أتمنى أن تكون هذه الخطوة التاريخية هي المرحلة الأخيرة على الطريق نحو عضوية فلسطين في الأمم المتحدة".

دعوة لإنهاء الصراعات

وتحدث الرئيس التركي عن دول وقضايا أخرى حيث قال إنه من المؤسف أن سوريا في العام الرابع عشر من الصراع، لا تزال بعيدة عن الاستقرار. وأعرب عن أمله في أن تتقدم العملية السياسية وأن تتحقق المصالحة الوطنية على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254.

وقال عن العراق إنه بينما يواصل "جار تركيا" كفاحه ضد الإرهاب، فإنه يتخذ خطوات حاسمة نحو التنمية وإعادة الإعمار وإعادة الاندماج مع المنطقة، داعيا المجتمع الدولي إلى دعم هذه الجهود التي يبذلها العراق.

وبشأن الوضع في ليبيا، دعا أردوغان جميع الدول إلى الوقوف بصدق إلى جانب ليبيا خلال هذه الفترة الحساسة والمساهمة في إرساء الثقة بين الأطراف.

وبالنسبة للسودان، قال الرئيس التركي: "إننا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لإنهاء الصراعات في السودان. إننا جميعا مسؤولون عن تقديم المساعدات الإنسانية لملايين السودانيين النازحين بسبب الصراعات".

وأكد كذلك أن بلاده تدعم جهود أفريقيا من أجل السلام والاستقرار والتنمية مع الشعوب الأفريقية، وعلى أساس مبادئ الشراكة المتساوية والاحترام المتبادل. وفي موضوع آخر، أكد أردوغان أن بلاده تدعم عملية السلام بين أذربيجان وأرمينيا، معربا عن أمله في أن تكتمل هذه العملية بأخبار طيبة في أقرب وقت ممكن.

أولمبياد باريس

وتحدث الرئيس التركي عما وصفه الهجمات على مؤسسة الأسرة، قائلا "لقد كشف العار الذي حدث في افتتاح دورة الألعاب الأولمبية لعام 2024 عن أبعاد التهديد الذي نواجهه كبشرية".

وأضاف أنه تم استخدام حدث رياضي تابعه أطفال أبرياء ومئات الملايين من الناس من جميع الأعمار والأديان، للدعاية لإزالة التعريف أو الإشارة إلى نوع الجنس. وأوضح أن هذه المشاهد جرحت بعمق ليس فقط العالم الكاثوليكي، والعالم المسيحي، بل وأيضا المسلمين وكل من يحترم المقدس.