"الشباب قوة والسكوت ممنوع"، آمال وتطلعات الشباب من داخل قمة المستقبل
كامل الذي تحدث مع أخبار الأمم المتحدة أثناء انعقاد قـمة المستقبل في مقر الأمم المتحدة جدد التأكيد على أن القمة هي "فرصة تأتي مرة كل جيل. ولذا أردنا أن نتأكد من أن هذه الفرصة يتم استخدامها بشكل صحيح".
لذلك قامت المجموعة بالتفاوض طوال الفترة الماضية على أولويات الأطفال والشباب على مستوى العالم في قمة المستقبل، كما أوضح الدكتور سامح كامل.
وأوضح الرئيس الدولي لمجموعة الأمم المتحدة الرئيسية للأطفال والشباب أن أبرز الرسائل التي يحملونها للقادة المشاركين في القمة والذين حضروا للمشاركة في فعاليات الأسبوع رفيع المستوى، هي "إن الشباب قوة لبلادكم، فاستخدموا هذه القوة لرفع شأن بلادكم".
وأضاف أن "إدماج الشباب بصورة جيدة في صناعة القرار هو مكسب لكل الأطراف". ونبه كامل إلى أن تلك هي المرة الأولى التي تصدر فيها أجندة من الأمم المتحدة أو منظمة دولية تركز على الشباب، "ما يعني أن العالم بدأ يفهم دور الشباب".
المجموعة الرئيسية للأطفال والشباب هي آلية معتمدة من الجمعية العامة للأمم المتحدة، "وهي ذاتية التنظيم لتمكين الشباب من المشاركة بشكل هادف في عمليات محددة بالأمم المتحدة". وتقول المجموعة إنها "جسر بين الشباب ومنظومة الأمم المتحدة" لضمان حقهم في المشاركة المجدية في مختلف الأنشطة.
أصوات متعددة وأهداف مشتركة
ولكن ماذا تعني القمة للشباب الذين حضروا من مختلف المناطق ومنهم من يعمل بشكل وثيق مع المجموعة الرئيسية للأطفال والشباب؟
الشابة اللبنانية تريسي سعد، مؤسسة منظمة "كومينس جيمز" قالت إن القمة تعني أن الشباب والأشخاص الأصغر عمرا يمكنهم خوض غمار السياسة وأن يكونوا مشاركين في صناعة القرار، علاوة على اهتمامها بموضوع السلم والأمن الدوليين.
أما فَي العراقية التي تعيش في نيوزيلندا وأنهت للتو دراسة القانون، فقالت إن أكثر ما دفعها لحضور القمة هو الاهتمام بقضية الذكاء الاصطناعي، مضيفة أن "القمة تناقش أمورا مهمة بالنسبة للأطفال والشباب، وهو شيء يجب الحديث عنه على المستوى العالمي".
ذلك النقاش يعد مهما "ليس فقط لشباب اليوم، ولكن للأجيال المستقبلية"، مثلما أكد لنا كريم الماروق الشاب اللبناني الذي يدرس الطب في ألمانيا.
كريم قال إن قمة المستقبل تضع السياسات فيما يتعلق بالصحة العامة والمنظومات الصحية في المستقبل.
وبالنسبة لشروق البرسيكي الشابة المصرية التي تدرس في الولايات المتحدة، فإن حضور الشابات للقمة هو أمر مهم، مشددة على الحاجة لتمثيل الفتيات والشابات العربيات وخصوصا المصريات في مثل هذه المحافل.
سبل التطبيق
الرئيس الدولي لمجموعة الأمم المتحدة الرئيسية للأطفال والشباب أكد أن العمل لا يتوقف على قمة المستقبل فحسب، "فهناك تحديات كبيرة، كي نبدأ تطبيق مخرجات القمة". وقال: "التنفيذ ليس سياسيا فقط، فالشباب على الأرض قادرون على المساهمة في عملية التنفيذ".
وأشار إلى أن أبرز تحديات التنفيذ هو "عدم إشراك الشباب بالصورة المطلوبة. فتجد الشباب يحضرون بعض الاجتماعات. ولكن ما الدور الفعلي الذي يقومون به؟".
وشدد على أنه عند الحديث عن المستقبل، فيجب أن يشارك الشباب في صناعة القرار، لأن الجيل القادم من صناع القرار هم الشباب والأطفال ومن لم يولدوا بعد، مضيفا "أنه يجب وضع خطة تعد الشباب والأطفال لأن يكونوا في مراكز صناعة القرار".
تحويل الأقوال إلى أفعال
وقد اعتمدت الجمعية العامة مـيثاق المستقبل الذي يتضمن بدوره إعـلان الأجيال المقبلة والمـيثاق الرقمي العالمي.
وتثق الشابة العراقية فَي أنه بالإمكان تحقيق أهداف القمة. أما الشابة اللبنانية تريسي فدعت قادة الدول إلى تحويل الأقوال لأفعال، "وأن يتم إشراك الشباب، وأن يبدأ العمل على شيء مهم بدلا من مجرد التصديق على وثيقة".
وأكد الشاب اللبناني كريم أنهم ماضون قدما في إعلاء صوتهم، "فالسكوت ممنوع. فنحن الأطفال والشباب نمثل المستقبل. ليس مستقبلنا فحسب، وإنما مستقبل أولادنا وأحفادنا أيضا".
رسالة من الشباب إلى أقرانهم
كريم أشار أيضا إلى أنه رغم التباين بين المجتمعات واختلاف مشاكلها، فيجب على الشباب ألا يركنوا إلى اليأس وأن يستمروا في طريقهم، وأن يكون لديهم دوافع وطموح، "فبدون الطموح، لا يوجد مستقبل".
الشابة المصرية، شروق دعت جميع الشباب في كل مكان "إلى عدم التوقف عن السعي وراء تحقيق أحلامهم".
وقالت إن هناك الكثير من الموارد على الإنترنت التي يمكن استغلالها، مضيفة أن انخراطها مع المجموعة الرئيسية للأطفال والشباب أفادها كثيرا بما في ذلك التقديم على الوظائف وحضور مؤتمرات وفعاليات متعددة.
أما تريسي فقالت: "نحن قادرون أيا كانت توجهاتنا أو أهدافنا. فلا تتوقفوا عن السعي".
وأهم شيء هو "أن تبدأ" كما قالت الشابة العراقية، فَي، فهناك الكثير من الأدوات التي يمكن للجميع استخدامها وتطويعها بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها.