Breadcrumb
مشاركات عربية في اليوم الثاني لقمة المستقبل: تحديات وإصلاح وحلول
مـيثاق المستقبل، الذي يشمل اتفاقين مهمين آخرين هما الـميثاق الرقمي الدولي وإعـلان الأجيال المقبلة، يغطي مجالات جديدة تماما بالإضافة إلى قضايا لم يكن من الممكن الاتفاق عليها منذ عقود. ويهدف في المقام الأول إلى ضمان قدرة المؤسسات الدولية على العمل في عالم تغير بشكل هائل منذ إنشاء تلك المؤسسات.
الإمارات العربية المتحدة
قالت وزيرة الدولة للتطوير الحكومي والمستقبل في دولة الإمارات العربية المتحدة عهود بنت خلفان الرومي، إن على القادة التركيز على الفرص التي يتيحها التعاون الدولي من أجل مستقبل أفضل للعالم أجمع في ظل التحديات المتزايدة.
وأضافت أن الوضع العالمي الحالي يحتم توحيد الجهود والاتفاق على حلول ملموسة والالتزام بها، إلى جانب الاستعداد لمواجهة أية تحديات ناشئة، والعمل على إعادة التأكيد على أهمية مـيثاق الأمم المتحدة ومبادئ العمل الدولي متعدد الأطراف، مشددة على أن قـمة المستقبل "فرصة تاريخية" لهذا الغرض.
وأشارت إلى مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ من خلال مسبار الأمل والذي "شكل نموذجا ناجحا للتعاون الدولي وتوسيع المعرفة العالمية في مجال الفضاء، وفتح المجال أمام آفاق وفرص علمية جديدة للشباب وللمنطقة بوجه عام".
وقالت السيدة الرومي إن مؤتمر المناخ الثامن والعشرين (COP28) الذي استضافته بلادها جسد قدرة العمل الدولي متعدد الأطراف "على تحقيق نتائج فاعلة وجريئة من أجل مستقبل أفضل للبشرية في اتفاق الإمارات الذي اعتمدته 198 دولة".
كما أكدت أن الإمارات تؤمن بأن الاستعداد من أجل المستقبل يتطلب توظيف التقنيات الناشئة بشكل عام والاستفادة منها، وخاصة الذكاء الاصطناعي، وبطريقة تعزز مبادئ التسامح والشمولية والتعاون. وشددت على أهمية الأخذ بأصوات الشباب والنساء وكافة فئات المجتمع في عمليات التخطيط وصنع القرارات، بما في ذلك في المناطق التي تعاني من أوضاع صعبة.
يشارك في فعاليات القمة اليوم نحو 137 مسؤولا رفيعا ومندوبا وممثلا للدول والمنظمات. من بين الدول العربية المشاركة في اجتماع اليوم لبنان وسوريا والأردن وفلسطين وليبيا والسعودية والإمارات وجيبوتي والمغرب والجزائر وموريتانيا.
المملكة العربية السعودية
وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان قال في كلمة بلاده أمام قمة المستقبل إن المملكة العربية السعودية حرصت على المشاركة الفعالة في المفاوضات وصياغة ميثاق المستقبل "إيمانا منها بما يمثله من فرصة لتغيير واقعنا نحو الأفضل، وتأكيدا على أهمية تطوير العمل متعدد الأطراف ليكون أكثر فاعلية وتأثيرا في معالجة تحديات الحاضر والمستقبل".
وأعرب عن أمله في أن يعيد ميثاق المستقبل المجتمع الدولي إلى مبادئه الأساسية وقوانينه وأعرافه الجامعة، بعيدا عن الحروب والتوترات الجيوسياسية التي ضاعفت من فجوات التنمية بين الدول، وأضعفت الروابط بين الشعوب، وأضرت بمصداقية المؤسسات الدولية.
ونبه بن فرحان إلى أن "حاجة المؤسسات الدولية الملحة للإصلاحات الجذرية يظهر بوضوح من خلال فشلها في إنهاء الكارثة الإنسانية بفلسطين وعجزها عن محاسبة سلطات الاحتلال الإسرائيلية على تجاوزاتها".
وأضاف أن استمرار الإخفاقات الدولية في إحلال السلام حول العالم، وتحديدا حل الصراع في الشرق الأوسط، سيضع ميثاق المستقبل على المحك، مضيفا أن "الأمن والاستقرار هو الأساس المتين لأي تعاون لتحقيق التنمية".
وقال وزير الخارجية السعودية: "نتطلع إلى أن تسهم جهودنا المشتركة في إرساء قيم عالمية مشتركة مع الحفاظ على السيادة الوطنية والهوية الثقافية الأصلية في جو يسوده الاحترام المتبادل للمضي قدما في بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة".
جيبوتى
محمود علي يوسف، وزير الخارجية والتعاون الدولي في جيبوتي قال إننا نعيش لحظة من الأمل والفرصة، محذرا من مخاطر تآكل التعددية وتكاليف التقاعس عن العمل.
وأكد ضرورة التوصل إلى إجماع بشأن مجموعة من التدابير التي يمكن أن تعزز الحوكمة العالمية الملائمة للمستقبل، مشيرا إلى أن بلاده جيبوتي والدول الأفريقية شاركت رؤيتها لنهضة أفريقيا وخريطة الطريق لتحقيقها.
ودعا محمود علي يوسف إلى إصلاحات جريئة وتحويلية في البنية المالية الدولية لمعالجة أوجه عدم المساواة وعبء الديون غير المستدام على البلدان الأفريقية، والذي قال إنه تفاقم بسبب ممارسات التجارة غير العادلة فضلا عن القيود السياسية المرتبطة بها.
وسلط الوزير يوسف الضوء على ضعف تمثيل أفريقيا في المؤسسات المالية الدولية. وقال إنه وبرغم أن العدد الأكبر من البرامج في صندوق النقد الدولي هي برامج أفريقية، إلا أن أفريقيا لا تمتلك سوى 6.5% من حصة التصويت.
وحث على إعادة الالتزام الجماعي بميثاق الأمم المتحدة، مؤكدا أهمية منع الصراعات وحل النزاعات سلميا. ودعا الوزير الجيبوتي إلى تسريع إصلاح مجلس الأمن لجعله أكثر تمثيلا، ومعالجة الظلم الذي تواجهه أفريقيا والمناطق الأخرى. واختتم يوسف كلمته بالتأكيد على أهمية مبادئ الميثاق في المشهد العالمي اليوم، حيث تستمر الأزمات والتهديدات الجديدة.
الأردن
وزيرة التخطيط والتعاون الدولي في الأردن، زينة طوقان قالت إنه "بينما نعمل بشكل جماعي على اللحاق بالركب وتسريع التقدم، لا يمكننا أن ننسى الفئات الأكثر ضعفا، وخاصة في البلدان والمناطق التي مزقتها الصراعات".
وأضافت: "لقد أصبحت الكارثة الإنسانية في غزة، نتيجة للحرب البربرية التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني، تفوق التصور". وحذرت من أن الدمار الشامل والنزوح القسري دليل على وحشية هذه الحرب التي تخلق جيلا ضائعا محروما من السلام والأمل والفرص، مضيفة أن السلام العادل والدائم هو الطريق الوحيد لإنهاء هذا الصراع بشكل دائم.
وأوضحت أنه من المهم تجديد الالتزامات بميثاق الأمم المتحدة لضمان عدم وجود معايير مزدوجة في الالتزام بالقانون الدولي، فضلا عن القانون الدولي الإنساني.
وشددت على أنه يجب السعي لتنشيط وتعزيز عمل الجمعية العامة والتركيز على إصلاح مجلس الأمن على نحو يعكس حقائق العصر وعمله ودوره في تعزيز السلم والأمن الدوليين بما يضمن فعالية هذه الهيئات وقدرتها على الوفاء بولايتها.
وأكدت على أهمية اتخاذ خطوات ملموسة من أجل استعادة البلدان والشعوب الثقة في النظام متعدد الأطراف والتعاون الدولي. وقالت طوقان: "لدينا الآن فرصة لتحقيق نظام متعدد الأطراف أكثر كفاءة وشمولا يعكس حقائق اليوم ويحقق المستقبل، ويعزز التمويل من أجل التنمية".
لبنان
بهية الحريري عضوة البرلمان اللبناني تحدثت أمام القمة نيابة عن رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، حيث نقلت في مستهل الكلمة اعتذاره "عن عدم تمكنه من الحضور بسبب الظروف القاهرة والمدمرة التي تستهدف السكان الآمنين من شعب لبنان" كما قالت.
وأضافت أن رئيس الوزراء اللبناني يعمل مع الفريق الحكومي على رفع "الجهوزية لمواجهة تداعيات العدوان على كافة المستويات الإنسانية والدبلوماسية والصحية والمعيشية والأمنية ومتابعة عمليات النزوح واستهدف الأحياء السكنية بعد المجزرة التي طالت ما يزيد على 3000 آلاف من المواطنين اللبنانيين في بيروت والجنوب والبقاع".
وقالت الحريري إن الشعب اللبناني يواجه خطرا شديدا بعد تدمير مساحات من الأراضي الزراعية واستهداف الكثير من المباني السكنية في معظم المناطق اللبنانية وتضرر القطاعات الاقتصادية وتهديد السكينة المجتمعية "وخصوصا بعد أن طلبت الكثير من الدول من مواطنيها مغادرة لبنان".
وذكرت أن قمة المستقبل تُعقد في وقت دقيق حيث إن البشرية قاطبة بحاجة ماسة إلى الحوار والمراجعة والتبصر في المسائل الكبيرة التي تهدد السلم والأمن الدوليين. وأكدت ضرورة العمل لاستعادة الثقة في النظام العالمي.
المزيد لاحقا عن المشاركة العربية في اليوم الثاني لقمة المستقبل.