تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

وكالات أممية ودولية تدعو زعماء العالم إلى إنهاء الفظائع في الأرض الفلسطينية المحتلة

فيما يجتمع زعماء العالم في نيويورك لحضور المناقشة العامة رفيعة المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة ويلوح خطر تصعيد إقليمي بالشرق الأوسط في الأفق، جدد رؤساء العديد من الوكالات الأممية والدولية مطالبهم بإنهاء "المعاناة الإنسانية المروعة والكارثة الإنسانية في غزة".

وفي بيان صدر اليوم الاثنين، دعا رؤساء "اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات" بشكل عاجل إلى وقف إطلاق نار مستدام وفوري وغير مشروط باعتباره "السبيل الوحيد لإنهاء معاناة المدنيين وإنقاذ الأرواح". 

وأشاروا إلى أن أكثر من 41 ألف فلسطيني قُتلوا في غزة - غالبيتهم من المدنيين "وفي بعض الأحيان أسر بأكملها" - بينما أصيب أكثر من 95 ألف شخص، سيحتاج ربعهم إلى إعادة تأهيل ورعاية متخصصة مدى الحياة. 

وأضافوا أن أكثر من مليوني فلسطيني يفتقرون إلى الضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة، في حين يحوم خطر المجاعة على غزة. وبالإضافة إلى ذلك، تم تقليص الرعاية الصحية في القطاع، وتعرضت كرامة النساء والفتيات وسلامتهن وصحتهن وحقوقهن للخطر بشكل كبير، وتم تأخير عمل العاملين في المجال الإنساني ومنعهم من الوصول وقتلهم "بأعداد غير مسبوقة".

وفي الوقت نفسه، تم استخدام القوة بشكل غير ضروري وغير متناسب في الضفة الغربية، إلى جانب تصاعد عنف المستوطنين والنزوح القسري والقيود التمييزية على الحركة. في حين لا يزال ما يقرب من مائة رهينة في غزة، فيما أبلغ الرهائن المحررين عن "سوء المعاملة، بما في ذلك العنف الجنسي"، وفقا للبيان.

"ازدراء القانون الدولي"

وقال مديرو الوكالات: "إن سلوك الأطراف على مدار العام الماضي يزدري ادعاءهم بالالتزام بالقانون الدولي الإنساني والمعايير الدنيا للإنسانية التي يطالب بها".

وحثوا زعماء العالم على استخدام نفوذهم لضمان احترام القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان الدولي وأحكام مـحكمة العدل الدولية - "من خلال الضغط الدبلوماسي والتعاون في إنهاء الإفلات من العقاب". 

وأضافوا: "لنكن واضحين: إن حماية المدنيين مبدأ أساسي للمجتمع الدولي ولصالح جميع البلدان. ​​إن السماح باستمرار الدوامة البغيضة التي تسببت فيها هذه الحرب في الأرض الفلسطينية المحتلة ستكون لها عواقب عالمية لا يمكن تصورها. يجب أن تنتهي هذه الفظائع".

ودعا رؤساء الوكالات إلى إطلاق سراح جميع الرهائن وكل المعتقلين تعسفيا على الفور ودون قيد أو شرط، وأضافوا أن العاملين في المجال الإنساني يجب أن يتمتعوا بالوصول الآمن وغير المقيد إلى المحتاجين. وأضافوا: "لا يمكننا القيام بوظائفنا في مواجهة الحاجة الساحقة والعنف المستمر".

وأشاروا إلى نجاح الجولة الأولى من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال باعتباره مثلا لما يمكنهم القيام به إذا ما أتيحت لهم إمكانية الوصول، وشددوا على ضرورة تنفيذ الجولة الثانية لضمان الوصول إلى جميع الأطفال في غزة.

جدير بالذكر أن اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات أنشأتها الجمعية العامة، وهي المنتدى الأقدم والأعلى مستوى لتنسيق الشؤون الإنسانية في منظومة الأمم المتحدة، حيث تجمع الرؤساء التنفيذيين لـ 19 منظمة وائتلافا، ويرأسها منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ.