تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

في ختام زيارة لإسرائيل وفلسطين، مسؤول في اليونيسف يؤكد ضرورة وقف إطلاق النار لحماية الأطفال وإيصال الإغاثة

أكد تيد شيبان نائب المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) الحاجة إلى وقف إطلاق النار، لوضع حد لقتل وتشويه الأطفال وتمكين إيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى غزة والإفراج غير المشروط عن الرهائن.

تحدث تيد شيبان عبر الفيديو من العاصمة الأردنية عمان إلى الصحفيين في نيويورك، اليوم الخميس، في ختام زيارته لإسرائيل والضفة الغربية وغزة. وحث المسؤول الأممي على ضرورة التوصل إلى حل سياسي تفاوضي يعطي الأولوية لحقوق ورفاه الأطفال الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، مؤكدا أنه من خلال السلام فقط يمكن تحقيق الاستقرار.

وقال إن الأطفال والأسر الذين التقاهم في إسرائيل والذين تأثروا بأهوال هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر، طلبوا منه أن يكون صوتا لجميع الأطفال وأن ينقل معاناتهم، مشيرا إلى أن اليونيسف ستعمل مع الوزارات المعنية في إسرائيل لضمان دعم الأطفال الإسرائيليين.

وقال إنه طالب خلال اجتماعاته مع السلطات الإسرائيلية بزيادة إمكانية الوصول للإمدادات الإنسانية والتجارية، ودعا إلى حماية الأطفال وتحسين تدابير الأمن وإجراءات التشغيل بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني وتسهيل حركة الأطفال المنفصلين عن ذويهم.

وفي لقائه مع السلطة الفلسطينية، قال شيبان إنه دعا إلى إعطاء الأولوية للاستثمار في الخدمات الاجتماعية، وخاصة تأمين التعليم، محذرا من "خطر ضياع جيل"، حيث فقد الأطفال في غزة والضفة الغربية شهورا من التعلم في غزة، واستمرت الهجمات المدمرة على المدارس والمستشفيات ومواقع النازحين داخليا، حيث قُتل أكثر من 14 ألف طفل، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية.

موظفو الأونروا يدعمون الأطفال في غزة.
© UNRWA

 

معاناة الأطفال في شمال غزة

في شمال غزة، زار المسؤول الأممي مستشفى كمال عدوان، حيث كانت شدة الأزمة الإنسانية "واضحة بشكل صارخ".

في وحدة العناية المركزة للأطفال في المستشفى – وهي الوحدة الوحيدة المتبقية في المنطقة – رأي شيبان طفلة مصابة بجروح خطيرة وكانت والدتها الناجية الوحيدة من إحدى الغارات. كما التقى بالطفلة فرح البالغة من العمر سبعة أشهر، والتي تعاني من سوء التغذية الحاد والتهابات الجهاز التنفسي، إلى جانب العديد من الآخرين الذين يكافحون سرطان الدم وغيره من الحالات الصحية الخطيرة.

ومنذ زيارته الأخيرة في كانون الثاني/يناير الماضي، قال تيد شيبان إن الوضع ساء بشكل كبير، حيث ارتفع عدد النازحين من 1.7 مليون إلى 1.9 مليون. وتعرضت المناطق التي كانت تعتبر آمنة في السابق للقصف، ولم يبق فيها ملجأ آمن.

وقد أدى تراكم النفايات غير المعالجة والظروف غير الصحية إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض، وخاصة مع لجوء الأسر إلى الحفر في القمامة بحثا عن مواد الطهي.

كما أفاد المسؤول الأممي بانخفاض تدفق المساعدات الإنسانية بشكل كبير، حيث انخفضت عمليات دخول الشاحنات من 100 شاحنة يوميا في آب/أغسطس إلى 15 شاحنة فقط في أيلول/سبتمبربسبب المخاوف الأمنية. وقد أدى هذا إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية ونقص التنوع في الوجبات الغذائية.

نجاح حملة التطعيم

وعلى الرغم من هذه التحديات، قال تيد شيبان إن حملة التطعيم ضد شلل الأطفال الأخيرة نجحت في الوصول إلى أكثر من 560 ألف طفل تحت سن العاشرة، مشيرا إلى أن الحملة برهنت أنه من الممكن تقديم المساعدات الطبية للأطفال في غزة بما في ذلك في الشمال على نطاق واسع.

"الأمهات الفلسطينيات هن البطلات في هذه الحالة، وهن من خرجن ووقفن في طوابير لتطعيم أطفالهن على الرغم من الظروف المروعة التي مررن بها على مدار 11 شهرا". وأكد المسؤول في منظمة اليونيسف الحاجة إلى ضمانات قوية بإمكانية إجراء حملات التطعيم بشكل منتظم. 

 

عوائق الوصول

كما أكد تيد شيبان الحاجة إلى تنسيق أقوى فيما يتعلق بالعمليات الإنسانية وأهمية الحفاظ على الإمدادات الطبية المنتظمة ومنتجات النظافة لتخفيف المعاناة في المجتمعات المتضررة في غزة.

وأضاف قائلا: "زيارتي إلى شمال القطاع كانت مفيدة ليس فقط لرؤية المستوى الهائل من الدمار والمعاناة بأم عيني، ولكن أيضا لرؤية الكيفية التي يعمل بها فريقنا عندما يتجهون شمالا. غادرنا بيت الضيافة الخاص بنا في الساعة 10:00 صباحا، ووصلنا إلى نقطة التفتيش (الإسرائيلية) عند الساعة 10:30، ثم استغرق الأمر خمس ساعات للعبور عبر نقطة التفتيش في وادي غزة بين الجنوب والشمال. وهذا لم يترك لنا سوى ساعات محدودة للغاية للقيام بعملنا على الأرض".

حواجز تعليمية في الضفة الغربية

الوضع في الضفة الغربية متدهور وهو بمثابة "برميل بارود"، وفق تعبير السيد تيد شيبان، مشيرا إلى أن العملية العسكرية (الإسرائيلية) تسببت في تضرر أو تدمير العديد من المنازل، وتزايد العنف والقيود المفروضة على الحركة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، مما أدى إلى خلق حواجز تعليمية جديدة. وأفاد بمقتل 166 طفلا فلسطينيا وطفلين إسرائيليين منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وأضاف قائلا: "الأطفال خائفون في المنازل وخائفون من الذهاب إلى المدرسة، هذا أمر لا يمكن تحمله، يجب أن يكون هناك خفض للتصعيد وضبط النفس".