تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

لماذا تتقلص الرواتب؟ الإجابة تعود جزئيا إلى التقدم التكنولوجي والأتمتة والذكاء الاصطناعي

قالت منظمة العمل الدولية إن الاتجاه العالمي لتقلص رواتب العمال في الاقتصادات، التي تعتمد بشكل كبير على الصناعة، قد يكون مدفوعا – بشكل مؤقت على الأقل - بالابتكارات التكنولوجية في مكان العمل مثل الأتمتة (استخدام الحاسبات والأجهزة الآلية)  والذكاء الاصطناعي.

وقالت سيليست دريك، نائبة مدير عام المنظمة، إن حصة دخل العمال العالمية تتقلص، "مما يعني أنه على الرغم من مساهمة العمال في الاقتصاد العالمي المتنامي، فإنهم يأخذون حصة أصغر من هذا النمو"، مؤكدة على ضرورة تغيير هذا الاتجاه، "لأنه يزيد من عدم المساواة، مما سيكون له تأثير غير متناسب على العمال".

فجوة بتريليونات الدولارات

وفي تقريرها الصادر اليوم الأربعاء بعنوان "التوظيف العالمي والتوقعات الاجتماعية: تحديث سبتمبر 2024"، استشهدت المنظمة ببيانات من 36 دولة تشير إلى أن إجمالي الدخل انخفض عالميا بنسبة 0.6 نقطة مئوية بين عامي 2019 و 2022 "وظل ثابتا منذ ذلك الحين".

ويمثل هذا الانخفاض في الدخل عجزا سنويا يبلغ نحو 2.4 تريليون دولار، وهو ما يتماشى مع الانخفاض الحاصل بين عامي 2004 و2024 الذي بلغ 1.6 في المائة.

وقالت منظمة العمل الدولية إن ما يقرب من 40 في المائة من هذا الانخفاض حدث خلال السنوات الثلاث لجائحة كوفيد-19 من عام 2020 إلى عام 2022، فيما أشارت إلى بيانات أخرى تظهر أنه في حين زاد الناتج الإنتاجي على مدى العقدين الماضيين، فإن الدخل لم يواكب تلك الزيادة.

زيادة مرحب بها

وقال ستيفن كابسوس، رئيس وحدة إنتاج وتحليل البيانات لدى المنظمة، إن إنتاج العمال في الساعة على مستوى العالم زاد بنسبة 58 في المائة من عام 2004 إلى عام 2024. وبينما رحب بهذا الاتجاه الإيجابي، أكد أن دخل العمال زاد بنسبة 53 في المائة فقط خلال نفس الفترة، "لذا، هناك فجوة قدرها خمس نقاط مئوية بين مقدار نمو الإنتاجية ومقدار نمو دخل العمال خلال تلك الفترة - وهذا ما يؤدي إلى هذا الانخفاض في حصة دخل العمال".

في ضوء هذه النتائج، أكد التقرير أنه بدون تدخل سياساتي من قبل الحكومات، فإن الاختراقات في الذكاء الاصطناعي التوليدي "يمكن أن تمارس المزيد من الضغوط الهبوطية" على حزم الأجور.

وشدد السيد كابسوس على أهمية أن تسعى البلدان إلى الحد من مثل هذه التفاوتات بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة المتفق عليها دوليا، مشيرا إلى توقعات النمو الاقتصادية العالمية البطيئة.

وتتضمن التوصيات التي قدمتها منظمة العمل الدولية للحكومات للتغلب على هذا الاتجاه نحو تزايد التفاوت بحلول عام 2030 - بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة - تقديم الحماية الاجتماعية الشاملة للعمال ووضع حد أدنى لائق للأجور. 

وبالإضافة إلى ذلك، قالت السيدة دريك، نائبة مدير عام المنظمة، إنه ينبغي للدول أن تسعى إلى تعزيز السياسات الداعمة لحرية تكوين الجمعيات والاعتراف بالمفاوضة الجماعية، "حتى يتمكن العمال وأصحاب العمل من التفاوض بشأن كيفية تقاسم مكاسب الإنتاجية".

البطالة بين الشباب

ومن بين العناصر الرئيسية الأخرى التي وجدها التقرير الجديد أن مستوى الشباب العاطلين عن العمل في جميع أنحاء العالم انخفض بشكل متواضع فقط من 21.3 في المائة على مستوى العالم في عام 2015 إلى 20.4 في المائة هذا العام.

وتشهد الدول العربية أعلى نسبة بطالة بين الشباب تصل إلى الثلث، ومن ثم أفريقيا حيث لا يستطيع حوالي ربع الشباب إيجاد فرص عمل - وهو رقم لم يتغير منذ عقدين من الزمان. هذا وقد بقيت معدلات البطالة العالمية بين الشابات – التي بلغت حوالي الثلث - أعلى من ضعف معدلات البطالة بين الشباب التي بلغت حوالي الثمن.