Breadcrumb
الأمين العام يطلق نداء استغاثة لإنقاذ العالم من ارتفاع منسوب البحار
وقال غوتيريش في مؤتمر صحفي في تونغا إن "التغييرات في منطقة المحيط الهادئ ملحوظة منذ زيارتي الأخيرة. وحول العالم، لارتفاع سطح البحار قوة لا مثيل لها تتسبب في إحداث الفوضى في المدن الساحلية وتخريب الاقتصادات الساحلية".
والسبب واضح كما قال الأمين العام، وهو غازات الاحتباس الحراري الناجمة بشكل كبير عن حرق الوقود الأحفوري (مثل النفط والغاز). وفسّر الأمين العام هذه العلاقة بالقول إن البحار امتصت أكثر من 90% من الاحترار العالمي خلال السنوات الخمسين الماضية، وإن المياه تتمدد عندما تسخن والكتل والصفائح الجليدية تذوب في البحار فتضيف إلى حجمها.
تقريران عن ارتفاع منسوب البحار
وقد أصدرت الأمم المتحدة اليوم ورقتين حول ارتفاع منسوب البحار، الأولى من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية حول حالة المناح في جنوب غرب المحيط الهادئ، والثانية هي تقرير من فريق العمل المناخي التابع للأمم المتحدة يلخص المعلومات العلمية بشأن "ارتفاع سطح البحار في عالم يزداد دفئا".
وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن الورقتين تظهران تسارع التغييرات التي تلحق بالمحيطات والآثار المدمرة الناجمة عن ذلك. وأضاف: "شهر بعد الآخر، تحطم درجات حرارة البحار الأرقام القياسية، وتصبح موجات الحرارة البحرية أكثر شدة وأطول أمدا، لتتضاعف وتيرتها منذ عام 1980. ويزيد ارتفاع مستوى البحار تواتر وحدة العواصف والفيضانات الساحلية".
تجتاح تلك الفيضانات المجتمعات الساحلية وتدمر مصائد الأسماك والمحاصيل وتلوث المياه العذبة، وكل ذلك يعرض جزر المحيط الهادئ لخطر جسيم كما قال غوتيريش.
انبعاث الغازات وارتفاع سطح البحر
ويؤكد تقريرا الأمم المتحدة أن مستويات سطح البحر النسبية في جنوب غرب المحيط الهادئ ارتفعت بشكل أكبر عن المتوسط العالمي، وفي بعض المواقع، بأكثر من الضعف عن الزيادة الدولية خلال السنوات الثلاثين الماضية.
وبدون خفض كبير في انبعاث غازات الاحتباس الحراري، يمكن أن تشهد جزر المحيط الهادئ زيادة إضافية تقدر بخمسة عشر سنتيمترا على الأقل في ارتفاع منسوب البحار بحلول منتصف القرن، وأكثر من 30 يوما في العام من الفيضانات الساحلية في بعض المواقع.
ويظهر التقريران أن متوسط ارتفاع منسوب البحار زاد بأكثر من الضعف منذ التسعينيات. وقد ارتفع المتوسط العالمي لسطح البحار بأكثر من 10 سنتيمترات منذ عام 1993.
وأشار الأمين العام إلى المعلومات العلمية التي تفيد بأن ارتفاع درجة الحرارة بمقدار درجتين مئويتين يمكن أن يؤدي إلى فقدان كل الغطاء الجليدي في غرينلاند تقريبا ومعظم الغطاء الجليدي في غرب القارة القطبية الجنوبية.
ويعني ذلك كما أوضح غوتيريش "الحكم على الأجيال المقبلة بزيادة لا تتوقف في منسوب البحار تصل إلى 20 مترا خلال فترة ألف عام". ولكن ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 3 درجات مئوية، وهو المسار الحالي الذي يسير عليه العالم، سيزيد سرعة ارتفاع سطح البحار خلال قرون.
وأكد الأمين العام أن ارتفاع سطح البحار يؤثر على الجميع، مشيرا إلى عواقبه المدمرة على صيد الأسماك والسياحة والاقتصاد الأزرق. وقال إن نحو مليار شخص بأنحاء العالم يعيشون في مناطق ساحلية. وبدون تدابير التكيف والحماية، قد تصل الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الفيضانات الساحلية إلى تريليونات الدولارات.
وشدد غوتيريش على ضرورة أن يتحرك قادة العالم لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بشكل كبير، وقيادة التخلص التدريجي العاجل والعادل من الوقود الأحفوري، وتعزيز استثمارات التكيف المناخي وحماية الناس من المخاطر الحالية والمستقبلية.
دعوة للعمل
وأكد غوتيريش على ضرورة العمل للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية كيلا يتخطى 1.5 درجة مئوية، وأن تفي الحكومات بالوعود التي أعلنتها في مؤتمر المناخ الثامن والعشرين بتقديم خطط عمل مناخية وطنية بحلول العام المقبل.
وقال إن مجموعة الدول العشرين، وهي أكبر المتسببين في انبعاث الغارات والمتمتعة بأكبر قدرة ومسؤولية على القيادة، يجب أن تكون في الصدارة. وأضاف أن على الدول أن تتفق في مؤتمر المناخ المقبل، المقرر أواخر العام الحالي، على تعزيز التمويل المبتكر ووضع هدف مالي جديد.
كما أكد ضرورة أن تفي الدول المتقدمة بالتزاماتها المالية، بما فيها مضاعفة تمويل التكيف إلى أربعين مليار دولار على الأقل بحلول عام 2025، والحاجة إلى مساهمات كبيرة لصندوق الخسائر والأضرار كخطوة تجاه تحقيق العدالة المناخية لدعم الدول الضعيفة.
الأمين العام أكد في مؤتمره الصحفي في تونغا على ضرورة حماية كل شخص على وجه الأرض بنظم الإنذار المبكر بحلول 2027، بما يتطلب بناء القدرات المعلوماتية للدول لتحسين اتخاذ القرارات بشأن التكيف والتخطيط الساحلي.
واختتم غوتيريش كلمته بالقول إن "ارتفاع منسوب البحار هو أزمة من صنع البشر، ستتضخم قريبا لتصل إلى نطاق يمكن بالكاد تصوره، بدون وجود قارب إنقاذ يأخذنا إلى بر الأمان". وشدد على ضرورة أن يعمل العالم ويستجيب لنداء الاستغاثة قبل فوات الأوان.