تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مساحة على الأرض وأمل يتضاءلان، مسؤولان في الأونروا يصفان "الوضع الكارثي" في غزة

جدد مسؤولان في وكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) التأكيد على أن الوضع في غزة "كارثي" وأن المساحة التي تم حصر الناس فيها في القطاع "ضئيلة للغاية" في ظل تلقي مزيد من أوامر الإخلاء لمناطق في جميع أنحاء غزة على مدار الأسبوعين الماضيين.

جاء هذا خلال الإفادة التي قدمها للصحفيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك اليوم الاثنين كل من لويز ووتريدج المتحدثة باسم الأونروا في غزة، وسام روز نائب المدير الميداني الأول للأونروا واللذين كانا يتحدثان عبر الفيديو من دير البلح وسط غزة.

وقالت ووتريدج إن مئات الآلاف من الناس مجبرون على الانتقال يوميا، مضيفة "ما نراه الآن هو أسر وأمهات وأطفال يجرون أمتعتهم. معظم الناس ينتقلون قسرا. هناك وصول محدود للغاية لأي نوع من المركبات لهذا النوع من النزوح الآن. والناس ببساطة لا يعرفون إلى أين يذهبون".

وأشارت إلى أنه في المنطقة الإنسانية التي أعلنتها إسرائيل في خان يونس والمواصي "يمكن بالكاد رؤية الرمال على الأرض، فالمنطقة مكتظة". وقالت إن الناس يستخدمون الرمال لبناء جدران لمنع مياه البحر من الوصول إلى ملاجئهم المؤقتة.

لا أمان

وأوضحت أنه في ظل هذه الظروف الصعبة التي يعيشها الناس، هناك عقارب وبعوض وجرذان وثعابين، فضلا عن الزيادة في انتشار الأمراض، بما فيها شلل الأطفال حيث تأكدت أول إصابة به قبل أيام.

وأشارت إلى "اليأس" و"الأمل الضئيل للغاية" الذي يسود بين الناس في غزة، والذين عبروا عن أن أملهم الوحيد الآن هو وقف إطلاق النار.

وأضافت المسؤولة الأممية: "هناك دبابات في مناطق كانت تُعرف سابقا بأنها مناطق آمنة. وهذا مجرد دليل آخر على أن قطاع غزة ليس مكانا آمنا. فالناس ليس لديهم مكان يذهبون إليه. ولا توجد وسيلة للعثور على الأمان. كما أن الوصول إلى الموارد الإنسانية محدود للغاية. لأن العمليات الإنسانية تنزح هي الأخرى في ظل أوامر الإخلاء هذه".

"خيارات مستحيلة"

نائب المدير الميداني الأول للأونروا سام روز قال إن سلسة أوامر الإخلاء الأخيرة قلصت المنطقة الإنسانية التي أعلنتها إسرائيل إلى 11 في المائة فقط من قطاع غزة بأكمله.

وقال روز: "إنها في الحقيقة كثبان رملية. إنها مناطق مزدحمة، حيث يتكدس الناس ويفعلون كل ما في وسعهم للعيش". ونبه إلى أن الناس هناك "يواجهون خيارات مستحيلة"، فهم لا يعرفون ماذا يفعلون وما إذا كان يجب عليهم البقاء أم الرحيل.

وحذر من "العاصفة المثالية" التي تخلق البيئة التي يمكن أن ينتشر فيها شلل الأطفال، مشيرا إلى "الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، وقطاع صحي مدمر، وخدمات وظروف مياه وصرف صحي رديئة للغاية، والناس الذين يعيشون وسط القمامة وبـِرك من مياه الصرف الصحي، ويشعرون بالتوتر والقلق وتضعف أنظمتهم المناعية".

تعمل اليونيسف على إدخال 1.2 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال إلى غزة.
© UNICEF
تعمل اليونيسف على إدخال 1.2 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال إلى غزة.

عملية صعبة

وأكد المسؤول الأممي أنهم يوجهون جهودهم الآن نحو إنجاح حملة التطعيم ضد شلل الأطفال، التي ستبدأ يوم السبت المقبل والتي تستهدف نحو 640 ألف طفل، حيث سيتلقى 40 في المائة من هؤلاء الأطفال اللقاحات من الأونروا التي تعد لاعبا رئيسيا في تلك الحملة.

وأفاد روز بأن الحملة تتطلب موارد بشرية ضخمة تضم أكثر من 3000 شخص، ألف منهم من موظفي الأونروا، داعيا إلى هدن إنسانية تسمح بتنفيذ حملة التطعيم بنجاح.

وفي إجابته عن أسئلة الصحفيين عن مدى قدرة الوصول إلى الأطفال باللقاحات في ظل التحديات التي تواجه العمليات الإنسانية داخل غزة، أكد المسؤول الأممي أن "العملية ستكون صعبة للغاية. وسيعتمد نجاحها إلى حد كبير على الظروف على الأرض في ذلك الوقت. سنبذل نحن وبقية النظام المعني بالحملة قصارى جهدنا لتنفيذها، لأنه بدون ذلك، نعلم أن الظروف ستكون أسوأ، للأسف".

وأكد روز على تمسكهم بالأمل لأنه بدون ذلك سيذهب كل شيء إلى غير رجعة. لكنه نبه إلى أن "الأشهر العشرة الماضية أخبرتنا أن الشيء الوحيد الذي يمكننا أن نقوله على وجه اليقين هو أن الغد سيكون أسوأ من اليوم. هذه هي طبيعة البيئة الحالية. إنها طبيعة الوضع الذي نتعامل معه للأسف هنا، ويعيشه سكان غزة يوميا".