Breadcrumb
"ذكرى لا تزال محفورة في قلوبنا"، الأمم المتحدة تحيي ذكرى موظفيها الذين قضَوا قبل 21 عاما في بغداد
وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للدعم العملياتي، أتول كاري وضع نيابة عن الأمين العام إكليلا من الزهور أمام راية الأمم المتحدة التي كانت ترفرف فوق فندق القناة قبل 21 عاما حيث كان مقر الأمم المتحدة آنذاك. تلك الراية معلقة الآن في بهو الزوار للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال كاري في كلمته أثناء الفعالية التي أقيمت لإحياء ذكرى 22 موظفا قتلوا في التفجير الانتحاري: "إن ذكرى ذلك اليوم لا تزال محفورة في قلوبنا، تذكرنا بالتضحيات الهائلة التي قدمها أولئك الذين كرسوا حياتهم للسعي إلى تحقيق السلام والأمن والكرامة الإنسانية. كان فندق القناة أكثر من مجرد مكان للإقامة. لقد كان رمزا لالتزامنا بالدبلوماسية والتعاون والتفاهم".
وشدد على أن دروس ذلك اليوم المأساوي عدت بمثابة "إلهام لأفعالنا منذ ذلك الحين". ولفت إلى أنه في السنوات التي تلت تفجير فندق القناة، تضاعفت التحديات العالمية، مضيفا "نتذكر هذا من خلال العمل المستمر لزملائنا في بعض أكثر البيئات خطورة في العالم".
وذكـّر بأن عام 2023 هو العام الأكثر دموية على الإطلاق بالنسبة لموظفي الأمم المتحدة، وأن عام 2024 قد يكون الأسوأ. وأكد أنه "يجب أن نستمر في السعي إلى عالم حيث يفسح الصراع المجال للحوار".
شجاعة وإيثار
القائم بالأعمال المؤقت للممثلية الدائمة للعراق لدى الأمم المتحدة، الدكتور عباس الفتلاوي تحدث في الفعالية قائلا إن تضحيات من فقدوا حياتهم في ذلك اليوم "تذكرنا بالشجاعة المطلوبة لتعزيز القيم الإنسانية اليوم".
وأضاف: "إننا ندرك أن الإرهاب هو عدو للإنسانية، ولابد أن نواجهه بحزم. وأؤكد من جديد على التزام العراق الثابت بدعم الجهود وتخفيف معاناة الضحايا ومواصلة حربنا العالمية ضد الإرهاب".
وأثنى على الشجاعة غير العادية والإيثار الذي يتسم به العاملون في المجال الإنساني في جميع أنحاء العالم، مضيفا أنهم يخاطرون بحياتهم من أجل تقديم الإغاثة والراحة والأمل لمن هم في أمس الحاجة إليها، سواء كانوا يقدمون مساعدات غذائية في مناطق الصراع، أو يستجيبون للكوارث الطبيعية الوطنية، أو يتعاملون مع الجوع والمرض.
أمام عبدول الرشيد الرئيس المشارك للجنة الدائمة للأمن والاستقلال، والذي حضر بصفته ممثلا للناجين من التفجير من بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في العراق (يونامي) فقال إن "ذكرى هذا اليوم الأليم ليست مجرد لحظة حزن على من فقدناهم، بل هي تذكير بمدى التضحيات التي قدمها الناجون والجرحى منهم والذين لا يزالون يحملون آثار تلك الفاجعة على أجسادهم وأرواحهم".
وأكد أن الناجين خرجوا من تحت الأنقاض مصرين على مواصلة المهمة التي جاؤوا من أجلها.
وشدد على أنه لا ينبغي أبدا أن يكون العاملون في المجال الإنساني هدفا لأعمال العنف والهجمات الإرهابية، مضيفا أن "الناجين وأسرهم يمثلون مصدر إلهام لنا جميعا لمواصلة العمل من أجل عالم أكثر أمنا وعدلا واستقرارا".
"حماية إنسانيتنا المشتركة"
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، قال إن الاحتفاء بالعاملين في المجال الإنساني لا يكفي، "بل يجب علينا جميعا بذل المزيد من أجل حماية إنسانيتنا المشتركة والحفاظ عليها".
وطالب بوقف الاعتداءات التي تُشن على العاملين في المجال الإنساني وعلى المدنيين كافة. ولفت إلى أن العاملين في المجال الإنساني يتعرضون، في غزة والسودان وفي أماكن عديدة أخرى، للاعتداء والقتل والإصابة والاختطاف مثلهم مثل المدنيين الذين يزودونهم بالدعم، فضلا عن حملات المعلومات المضللة التي تنشر الأكاذيب التي تودي بالأرواح.
وقال أمين عام الأمم المتحدة: "إن القانون الدولي الإنساني - وهو القانون الذي يحمي المدنيين في وقت الحرب - يُضرب به عرض الحائط وتدوسه الأقدام. وشيوع الإفلات من العقاب يعني أن الجناة لا يخشون قبضة العدالة. وهذا فشل للإنسانية وفشل على صعيد المسؤولية والقيادة".