Breadcrumb
الفاو تتبني مشروعا لتحسين سبل عيش المزارعين في صعيد مصر
عمل المشروع على تحقيق زيادة إنتاجية المحاصيل لكل وحدة من مياه الري المستخدمة وتحسين وتوليد الدخل والتوظيف في محافظات أسيوط وسوهاج وقنا.
مراسنا في مصر خالد عبد الوهاب يلقي الضوء على المشروع في التقرير التالي.
في 3 محافظات في جنوب مصر هي سوهاج وأسيوط وقنا يتم تنفيذ مشروع "تحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة" بالتعاون بين الحكومة المصرية ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو).
يهدف المشروع إلى زيادة الإنتاجية وتوفير النفقات ليستفيد المزارع من أكبر عائد ممكن. السيد رضوان محمد أحمد رئيس جمعية مزارعي خزام بمحافظة قنا يتحدث عن استفادته من المشروع قائلا:
"استفدنا من المشروع الذي وفر لنا الوقت والجهد وكميات مياه الري وكمية الأسمدة، حيث كان الفدان يلتهم أكثر من ثلاثة عشر جوالا. أما الآن فالتسميد يتم بالتوازي مع الري بالتنقيط من خلال ما يعرف بالسمادات، فقلت الحشائش المعيقة لنمو النبات ومن ثم زادت الإنتاجية من 35 طنا إلى 50 طنا للفدان، وقلت تكاليف الإنتاج إلى الربع. وتساعد منظمة الفاو المزارعين وأسرهم من خلال التمكين الاقتصادي بإقامة مشروعات التصنيع الزراعي كمنتجات الألبان وتربية الطيور، وتنفذ مجموعة من ندوات التوعية لربات البيوت".
وقال محافظ قنا الدكتور خالد عبد الحليم إن المشروع يعمل على زيادة الإنتاج الزراعي عن طريق التحول من ممارسات الري الفردية التقليدية غير الفعالة إلى تقنيات الري الذكية وأنظمة الزراعة الذكية الحديثة.
ومضى محافظ قنا قائلا: "نرحب بالتعاون مع شركاء التنمية، ومن بينهم منظمة الفاو، من خلال مشروع تحديث نظم الري الذي يتم تنفيذه في محافظات سوهاج وأسيوط وقنا. والمشروع يستهدف تطوير أنظمة الري ودعم المزارعين وتشجيعهم على استخدام تلك النظم وتعظيم الاستفادة منها بزيادة إنتاجية المحاصيل، خاصة قصب السكر".
ويتم تنفيذ المشروع من خلال أربعة مكونات من بينها المكون البحثي مع الجامعات وتحديث أنظمة الري وتمكين الشباب والمرأة. بالإضافة إلى المكون الإعلامي، كما يقول الأستاذ خالد شاتيلا منسق المشروع بمنظمة الفاو:
"يضم المشروع أربعة مكونات حيث يهتم المكون الأول بالبحث العلمي مع الجامعات في الصعيد مثل جامعات أسيوط وسوهاج وجنوب الوادي، والمراكز البحثية مثل مركز البحوث الزراعية ومركز بحوث المياه، حيث يتم عمل دراسات بحثية للوصول لأفضل الممارسات في الزراعة والري. ويشمل المكون الثاني آليات تحديث الزراعة والري وانتهاج أساليب جديدة صديقة للبيئة والمناخ. ويعتمد المكون الثالث على منهجية إنشاء تكتلات تستهدف التصنيع الزراعي لتمكين الأسرة اقتصاديا. أما المكون الرابع هو مكون إعلامي يهدف لنشر أفكار المشروع ونجاحاته".
ويرى وكيل وزارة الزراعة بقنا المهندس محمد الجيلاني أن المشروع يدعم المزارعين الذين يتبنون ويمارسون تقنيات الري الحديثة لزيادة إنتاج المحاصيل البستانية والحقلية بشكل مستدام مع استخدام المياه بشكل أكثر كفاءة.
"قامت وزارة الزراعة بتنفيذ حقلين إرشاديين لتعميم تجربة استخدام آليات الري الحديث، خاصة في زراعة قصب السكر كي يستفيد المزارعون. وأظهرت تلك المدارس الحقلية زيادة في إنتاجية المحصول وتوفير استخدام الأسمدة بنسبة 50% وتوفير مياه الري بنسبة 30%".
ويقدم مشروع تحديث تقنيات الري في صعيد مصر الدعم لحوالي أحد عشر ألف مزارع من أصحاب الحيازات الصغيرة في خمس وأربعين قرية مستهدفة تم اختيارها من خلال عملية تشاركية تقودها وزارة الموارد المائية والري ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي بالتعاون مع منظمة الفاو، كما يقول المهندس محمد هريدي مدير عام ري شرق قنا:
"يستهلك فدان قصب السكر حوالي 12 ألف متر مكعب في الرية الواحدة، وحين يستخدم المزارع آلية الري بالتنقيط يقل الاستهلاك إلى 6500 متر مكعب في الرية الواحدة. ولم نستخدم الأسلوب المباشر مع المزارعين لتبني الفكر الجديد حتى لا ينفروا منه، وإنما قدمنا لهم نماذج لمدارس حقلية توضح نتائج استخدام آليات الري الحديث، ومنها توفير الوقت والجهد وتوفير كمية المياه وزيادة الإنتاجية وزيادة تركيز السكر وزيادة سنوات الزراعة بدلا من سنة غرس وثلاث خلفات زراعية تزيد إلى أربع خلفات.
المشروع يتم تنفيذه بالشراكة مع منظمة الفاو بمنحة هولندية قدرها 12 مليون يورو، كمنحة لا ترد، ويعد المشروع فرصة كبيرة للتوسع في استخدام نظم الري الحديثة في صعيد مصر".
وسيستمر تنفيذ المشروع في محافظة قنا حتى عام 2026، كما يقول المهندس محمد لبيب منسق المشروع بمحافظة قنا:
"يعد المؤشر المالي هو الأهم لقياس الأثر، ومن ثم فإننا نستهدف من خلال المشروع بعد تعميم استخدام الري بالتنقيط زيادة إنتاجية الفدان من 30 طنا إلى 50 طنا، ما ينعكس إيجابيا بزيادة دخل الأسرة. ويستمر المشروع إلى شهر أكتوبر من عام 2026 في محافظات أسيوط وسوهاج وقنا. وبدأنا هنا في محافظة قنا بمراكز ابوتشت والوقف وقوص، ونحاول أن نعمم المشروع بالتعاون بين منظمة الفاو وشركائنا في وزارتي الري والزراعة والمبادرة الرئاسية حياة كريمة".
مشروع تحديث تقنيات الري يهدف إلى زيادة الإنتاج الزراعي عن طريق التحول من ممارسات الري الفردية التقليدية غير الفعالة إلى تقنيات الري الذكية وأنظمة الزراعة الذكية الحديثة، ومن المنتظر أن يتم تعميمه بجميع مراكز محافظة قنا بحلول عام 2026.
خالد عبد الوهاب لأخبار الأمم المتحدة