Breadcrumb
منظمة الصحة العالمية: فيروس جدري القردة يشكل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا
حالة الطوارئ الصحية العامة التي تثير قلقا دوليا هي أعلى مستوى للإنذار بموجب القانون الصحي الدولي.
وكان مدير منظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس قد دعا إلى عقد الاجتماع يوم الأربعاء الماضي لطلب المشورة بشأن ما إذا كان تفشي جدري القردة يشكل مدعاة للقلق الدولي. وقد أعلنت المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها يوم الثلاثاء أن الوضع يمثل حالة طوارئ صحية عامة.
وقال الدكتور تيدروس في منشور على موقع إكس: "تتوافق نصيحة لجنة الطوارئ التي قُدمت لي مع تلك الصادرة عن المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها التي أعلنت بالأمس حالة طوارئ صحية عامة".
ماذا تعرف عن جدري القردة؟
جدري القردة (إمبوكس) هو مرض فيروسي يسببه فيروس جدري القردة، وهو نوع من جِنْس الفَيْرُوسة الجُدَرِيَّة. ويوجد له فرعان حيويان مختلفان أحاديا السلف، هما: الفرع الحيوي الأول والفرع الحيوي الثاني.
الأعراض الشائعة للمرض هي الطفح جلدي أو الآفات المخاطية التي يمكن أن تستمر من أسبوعين إلى 4 أسابيع وتكون مصحوبة بالحمى والصداع وآلام العضلات وآلام الظهر والوهن وتورم الغدد الليمفاوية.
حاجة إلى استجابة منسقة
انتشرت حالات جدري القردة في العديد من البلدان الأفريقية، ولا سيما جمهورية الكونغو الديمقراطية وبوروندي وكينيا ورواندا وأوغندا.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إن احتمال انتشار المرض بشكل أكبر في أفريقيا يثير القلق. وأضاف قائلا: "بالإضافة إلى الفاشيات الأخرى لأنواع أخرى من جدري القردة، في أجزاء أخرى من أفريقيا، من الواضح أن الاستجابة الدولية المنسقة ضرورية لوقف هذه الفاشيات وإنقاذ الأرواح".
شهد هذا العام بالفعل أكثر من 14,000 حالة إصابة بالفيروس مع 524 حالة وفاة، وهي زيادة كبيرة في الحالات المبلغ عنها مقارنة بعام 2023. وكان الدكتور تيدروس قد أوضح سابقا أن تفشي جدري القردة حدث بسبب فيروسات مختلفة تسمى الفروع الحيوية.
وقال في اجتماع الأربعاء إن هناك انتقالا لما يسمى بالفرع الحيوي الأول في جمهورية الكونغو الديمقراطية العام الماضي، والذي كان سببه "بشكل أساسي الشبكات الجنسية". ويُقال إن هذا الفرع الحيوي أكثر فتكا وأسهل انتقالا من شخص لآخر.
ينتشر الفرع الحيوي الأول في جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ سنوات، في حين كان الفرع الحيوي الثاني مسؤولا عن التفشي العالمي لعام 2022 الذي أُعلن أنه حالة طوارئ صحية عامة دولية.
وقال الدكتور تيدروس الشهر الماضي إنه تم الإبلاغ عن حوالي 90 حالة من الفرع الحيوي الأول في البلدان المجاورة لجمهورية الكونغو الديمقراطية التي لم تبلغ عن حالات جدري القردة من قبل.
وأضاف: "وقف هذه الفاشيات سيتطلب استجابة شاملة ومصممة خصيصا، مع إعطاء الأولوية للمجتمعات مثلما هو الحال دائما".
معالجة دوافع التفشي
وقال الدكتور تيدروس إن منظمة الصحة العالمية تعمل مع حكومات البلدان المتضررة والمراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها وشركاء آخرين "لفهم ومعالجة أسباب هذه الفاشيات". وأضاف: "على سبيل المثال، نوفر آلات لتحليل عينات الدم وتأكيد حالات جدري القردة؛ وندعم المختبرات لإجراء التسلسل الجيني للعينات الفيروسية".
وأوضح أن المنظمة تدعم على الأرض التحقيق في الحالات وتتبع المخالطين وتدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية.
الاستجابة الإقليمية
وأشار الدكتور تيدروس إلى أن المنظمة وضعت خطة استجابة إقليمية تتطلب 15 مليون دولار مبدئيا لدعم أنشطة المراقبة والتأهب والاستجابة.
وقد تم تمويل هذه الاستجابة بمبلغ 1.45 مليون دولار من صندوق الطوارئ التابع لمنظمة الصحة العالمية. وسيتم تخصيص المزيد من الأموال في الأيام المقبلة. وناشد الدكتور تيدروس الحصول على مزيد من الدعم من المانحين.
لقاحات الطوارئ
حاليا، يتم استخدام لقاحين موصى بهما ومعتمدين من منظمة الصحة العالمية لمكافحة تفشي فيروس جدري القردة.
وبموجب الاستخدام في حالات الطوارئ، دعا تيدروس أيضا الشركات المصنعة للقاحات جدري القردة إلى إبداء اهتمام بإنتاج هذه اللقاحات بهدف تسريع الوصول إلى اللقاحات للبلدان ذات الدخل المنخفض التي لم تصدر بعد موافقتها التنظيمية الوطنية الخاصة.
ستسمح قائمة الاستخدام في حالات الطوارئ لشركاء مثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بجمع اللقاحات بهدف توزيعها.
وقال الدكتور تيدروس: "نعمل مع جميع الشركاء لتسهيل الوصول العادل إلى التشخيص واللقاحات والإمدادات اللازمة للرعاية السريرية والأدوات الأخرى".
توصيات منظمة الصحة العالمية
في آب/أغسطس الماضي، أصدر مدير منظمة الصحة العالمية توصيات دائمة بموجب اللوائح الصحية الدولية لرصد حالات جدري القردة.
كان من المقرر أن تنتهي صلاحية هذه التوصيات في غضون خمسة أيام – أي في 20 آب/أغسطس 2024 – ولكن سيتم تمديدها لمدة عام آخر "لدعم البلدان للاستجابة للخطر المزمن لجدري القردة".
وتشمل بعض التوصيات تعزيز حماية المجتمع من خلال تكييف تدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية مع السياقات المحلية، وتوفير التوجيه والموارد لتقديم الرعاية السريرية من بين أمور أخرى.
وقال الدكتور تيدروس إن منظمة الصحة العالمية "ملتزمة في الأيام والأسابيع المقبلة بتنسيق الاستجابة العالمية، والعمل بشكل وثيق مع كل بلد من البلدان المتضررة، والاستفادة من وجودنا على الأرض، لمنع انتقال العدوى وعلاج المصابين وإنقاذ الأرواح".