Breadcrumb
انخفاض معدل البطالة بين الشباب إلى أدنى مستوياته منذ 15 عاما "ولكن الفرص غير متكافئة"
انخفض عدد الشباب العاطلين عن العمل، على مستوى العالم، إلى أدنى مستوى له منذ 15 عاما، لكن الشباب في آسيا ومنطقة المحيط الهادئ والدول العربية – والشابات على وجه الخصوص – لا يتمتعون بفوائد هذا الانتعاش الاقتصادي الذي أعقب جائحة كوفيد-19، حسبما ذكرت منظمة العمل الدولية، اليوم الاثنين.
ونشرت الوكالة الأممية بيانات جديدة عن اتجاهات سوق العمل في جميع أنحاء العالم أوضحت فيها أن الاتجاهات الديموغرافية، ولا سيما العدد الكبير والمتزايد من الشباب في أفريقيا، تعني أن خلق عدد كاف من الوظائف اللائقة سيكون أمرا بالغ الأهمية من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصاد العالمي.
ونبهت منظمة العمل الدولية إلى أن الأبواب موصدة أمام ملايين الشباب في جميع أنحاء العالم في تطلعاتهم إلى العمل اللائق، مضيفة أنه على الرغم من انخفاض معدل البطالة بين الشباب على مستوى العالم إلى 13 في المائة عام 2023 - وهو أقل من مستويات ما قبل الجائحة مع استمرار الانخفاض المتوقع في عامي 2024 و2025 - إلا أن هذا الانتعاش كان "غير متكافئ"، وفقا للوكالة الأممية.
وقالت سارة إلدر، رئيسة قسم تحليلات التوظيف والسياسات العامة في منظمة العمل الدولية إن معدلات البطالة بين الشباب في بعض المناطق استمرت في الارتفاع، ففي شرق آسيا زادت بنسبة 4.3 في المائة وفي الدول العربية بنسبة واحد في المائة وفي جنوب شرق آسيا والمحيط الهادئ بنسبة واحد في المائة.
نقص الفرص
ومن المثير للقلق، بالقدر نفسه، اكتشاف أن أكثر من واحد من كل خمسة شباب لم يكونوا في عمل أو تعليم أو تدريب خلال العام الماضي. وبالنسبة للشابات، وفقا للسيدة إلدر، فإن هذا التحدي يتضاعف، مشيرة إلى أن اثنتين من كل ثلاث شابات من لم يكن في عمل أو تعليم أو تدريب.
ومن التطورات الرئيسية الأخرى في سوق عمل الشباب أنه أصبح الآن "أصعب من أي وقت مضى" العثور على وظيفة لائقة وآمنة، وفقا لمنظمة العمل الدولية، التي قدرت أن ما يقرب من 65 مليون شاب لم تكن لديهم وظيفة في العام الماضي.
تذكرة لمستقبل أفضل للشباب
وتابعت السيدة إلدر قائلة: "لا يزال معظم العمال الشباب يفتقرون إلى الحماية الاجتماعية ويظلون في وظائف مؤقتة تجعل من الصعب عليهم المضي قدما في حياتهم كبالغين مستقلين"، مضيفة أن واحدا فقط من بين كل أربعة عمال شباب في البلدان منخفضة الدخل من المرجح أن تكون لديه وظيفة منتظمة وآمنة، مقارنة بثلاثة من بين كل أربعة شبان في البلدان الأكثر ثراء.
ووجدت منظمة العمل الدولية أن الضغوط الناجمة عن العثور على عمل تثقل كاهل الشباب، حيث أفاد اثنان من بين كل ثلاثة شباب بأنهم يخشون فقدان وظائفهم. هذا على الرغم من حقيقة أن الباحثين عن عمل من الجيل Z (أي جيل ما بعد الألفية) "هم أيضا أكثر فئات الشباب تعليما على الإطلاق".
وقالت السيدة إلدر: "العمل اللائق هو تذكرة لمستقبل أفضل للشباب. وجواز سفر لتحقيق العدالة الاجتماعية والاندماج والسلام. لقد حان الوقت لخلق الفرص لمستقبل أكثر إشراقا".
وفي نداء موجه إلى العمال الشباب في كل مكان للمطالبة بالتغيير وفرص عمل أكبر من حكوماتهم، نبهت منظمة العمل الدولية إلى التحيز المستمر بين الجنسين في سوق العمل والذي لا يزال يفضل الرجال على النساء.
وأشارت إلى أن معدلات البطالة بين الشباب والشابات في عام 2023 كانت "متساوية تقريبا" (12.9 في المائة للشابات و13 في المائة للشباب) - في حين أن المعدل بالنسبة للشباب كان أعلى خلال سنوات ما قبل الجائحة.
وبنفس القدر من القلق، أشارت منظمة العمل الدولية إلى أنه في عام 2023، كان المعدل العالمي للشابات ممن لم يكنّ في عمل أو تعليم أو تدريب أكبر من ضعف معدل الشباب - حيث بلغ 28.1 في المائة و 13.1 في المائة على التوالي.
ضياع الفرص للملايين
وقال جيلبرت هونغبو، المدير العام لمنظمة العمل الدولية: "الفرص المتاحة للشباب غير متكافئة إلى حد كبير، حيث لا يزال العديد من الشابات والشباب من ذوي الإمكانيات المالية المحدودة أو من الأقليات يكافحون. وبدون تكافؤ الفرص في التعليم والوظائف اللائقة، يفقد ملايين الشباب فرصهم في مستقبل أفضل".
وأكد مدير منظمة العمل الدولية أنه "لا يمكن لأي منا أن يتطلع إلى مستقبل مستقر عندما لا يحصل ملايين الشباب في جميع أنحاء العالم على عمل لائق، ونتيجة لذلك، يشعرون بعدم الأمان وعدم القدرة على بناء حياة أفضل لأنفسهم ولأسرهم".
لمحة عن اتجاهات التوظيف
فيما يلي بعض الاتجاهات طويلة الأمد في سوق العمل للعمال الشباب والتي تم تسليط الضوء عليها في تقرير منظمة العمل الدولية حول اتجاهات التوظيف العالمية للشباب لعام 2024:
- لا توجد وظائف عالية المهارة كافية لإمداد الشباب المتعلم، خاصة في البلدان متوسطة الدخل؛
- كان النمو في الخدمات "الحديثة" وفي وظائف التصنيع للشباب محدودا؛
- سيكون الحفاظ على تنمية المهارات مواكبة للطلبات المتطورة على المهارات الخضراء والرقمية أمرا بالغ الأهمية للحد من عدم التوافق في التعليم.