تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

المفوض العام للأونروا يصف تعرض مدرسة أخرى للقصف في غزة بأنه "يوم آخر من الرعب"

علق المفوض العام لوكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا)، فيليب لازاريني على تعرض مدرسة في شمال غزة اليوم السبت لقصف وورود تقارير عن مقتل العشرات من الفلسطينيين بينهم نساء وأطفال وكبار سن، قائلا إنه "يوم آخر من الرعب في غزة". يأتي هذا في وقت أدان مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة تزايد وتيرة ضربات الجيش الإسرائيلي على المدارس التي لجأ إليها مئات الآلاف من الفلسطينيين النازحين قسرا.

وفي منشور على موقع إكس اليوم السبت، أكد لازاريني أن المدارس ومرافق الأمم المتحدة والبنية التحتية المدنية ليست أهدافا. وشدد على أنه يجب على أطراف الصراع عدم استخدام المدارس والمرافق المدنية الأخرى لأغراض عسكرية أو قتالية، وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية في جميع الأوقات.

وقال لازاريني: "حان الوقت لوقف هذه الأهوال التي تتكشف أمام أنظارنا. لا يمكننا السماح للأمر الذي لا يطاق بأن يصبح قاعدة جديدة. كلما تكرر (هذا الأمر)، فقدنا إنسانيتنا الجماعية".

إدانة تزايد الضربات

بدوره، أدان مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة تزايد وتيرة ضربات الجيش الإسرائيلي على المدارس التي لجأ إليها مئات الآلاف من الفلسطينيين النازحين قسرا، والتي قال المكتب إنها تتم بتجاهل واضح للمعدل المرتفع للوفيات بين المدنيين.

وفي تفاصيل حادث اليوم، قال المكتب في بيان أصدره اليوم السبت إنه في حوالي الساعة 4:30 صباحا بالتوقيت المحلي، أثناء صلاة الفجر، ضربت القوات الإسرائيلية مسجدا داخل مدرسة التابعين في شمال غزة ثلاث مرات على الأقل.

وقال إن التقارير الأولية أفادت بمقتل ما لا يقل عن 93 فلسطينيا، بمن فيهم 11 طفلا و6 نساء، مشيرا إلى أنه يبدو أن غالبية القتلى كانوا داخل المسجد أثناء أداء الصلاة، هذا علاوة على ورود تقارير عن إصابة العشرات بجروح خطيرة، أغلبهم من الأطفال والنساء وكبار السن.

وقال مكتب حقوق الإنسان إن هذه هي الضربة الحادية والعشرون على الأقل على مدارس، تحولت كلها إلى ملاجئ، والتي سجلها المكتب منذ 4 تموز/يوليو. وأسفرت هذه الضربات عن مقتل ما لا يقل عن 274 شخصا، بمن فيهم نساء وأطفال.

"رعب لا يوصف"

وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة إنه على الرغم من تصريحات الجيش الإسرائيلي بأن كافة التدابير تُتخذ لتجنب إلحاق الضرر بالمدنيين، فإن الضربات المتكررة على ملاجئ النازحين في المناطق التي اضطر السكان إلى الانتقال إليها، والتأثير المستمر والمتوقع على المدنيين، تشير إلى الفشل في الامتثال الصارم للالتزامات التي يفرضها القانون الإنساني الدولي، بما فيها  مبادئ التمييز والتناسب والاحتياط في الهجوم.

ولفت الانتباه إلى أن هذه الهجمات المنهجية على المدارس تأتي في سياق نزوح أكثر من 90 في المائة من سكان غزة بينما يواصل الجيش الإسرائيلي تفجير المباني السكنية وتقييد دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية. 

وأضاف أن النازحين يواجهون رعبا لا يوصف بعد عشرة أشهر من الأعمال العدائية، بما في ذلك النزوح القسري المتعدد، والانتشار السريع للأمراض، والحرمان المستمر من الوصول إلى الضروريات الأساسية للحياة. وبالنسبة للعديد منهم، تشكل المدارس الملاذ الأخير للعثور على بعض المأوى والوصول المحتمل إلى الغذاء والماء.

وأفاد المكتب بأنه في معظم الحوادث، يؤكد الجيش الإسرائيلي أن جماعات مسلحة فلسطينية استخدمت المدارس وأنه اتخذ تدابير للحد من الضرر الذي يلحق بالمدنيين، مشددا على أنه رغم أن قيام الجماعات المسلحة بوضع أهداف عسكرية في مكان قريب من المدنيين أو استغلال وجود المدنيين بهدف حماية هدف عسكري من الهجوم يشكل انتهاكا للقانون الدولي الإنساني، فإنه لا ينفي التزام إسرائيل بالامتثال الصارم للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك مبادئ التناسب والتمييز والحذر عند تنفيذ العمليات العسكرية.

وأضاف أن إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، ملزمة بتوفير الاحتياجات الإنسانية الأساسية للسكان الذين هجرتهم قسرا، بما في ذلك المأوى الآمن.