Breadcrumb
بدعم من مفوضية شؤون اللاجئين، قصص نجاح وأمل في مصر
أحيت الأمم المتحدة هذا الشهر، اليوم العالمي للاجئين في الثاني من حزيران/يونيو. أُقيم أول احتفال بهذا اليوم على مستوى العالم لأول مرة عام 2001، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين لاتفاقية عام 1951 المتعلقة بوضع اللاجئ. وكان ذلك اليوم يعرف من قبل بيوم اللاجئ الأفريقي.
بمناسبة اليوم العالمي، تُنظم مجموعة متنوعة من الأنشطة في العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم بهدف دعم اللاجئين. ويقود هذه الأنشطة أو يشارك فيها اللاجئون أنفسهم، إضافة إلى المسؤولين الحكوميين، والمجتمعات المضيفة.
مراسلنا في مصر خالد عبد الوهاب يلقي الضوء في التقرير التالي على ما تقدمه المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مصر من خدمات للاجئين:
"اللاجئون بحاجة إلى تضامننا الآن أكثر من أي وقت مضى" هذا هو شعار اليوم العالمي للاجئين هذا العام. وحسب إحصائية المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مصر لهذا العام فإن عدد اللاجئين بها يبلغ 675 ألف لاجئ من اثنتين وستين دولة.
يمثل السودانيون القطاع الأكبر منهم. وتقوم المفوضية بتقديم خدمات متنوعة لهم بداية من التسجيل والتوثيق مرورا بالخدمات الاجتماعية والاقتصادية وخدمات الدعم النفسي وغيرها، كما تقول الأستاذة نوار رفاعة المشرفة بقسم الإعلام بالمفوضية بمصر:
"أهم الخدمات التي تقدمها المفوضية في مصر التسجيل والتوثيق لطالبي اللجوء بالإضافة للخدمات القانونية من خلال الخبراء، وهناك أيضا مساعدة مالية محدودة للاجئين الأكثر احتياجا. كما نقدم الرعاية الصحية الأولية ورعاية الطوارئ والرعاية المتخصصة للأمراض المزمنة بالتعاون مع وزارة الصحة والشركاء المحليين، وهناك منحة تعليمية مقدمة للأسر التي لديها أبناء يدرسون في المدارس الحكومية مثل اللاجئين السوريين والسودانيين والجنوب سودانيين واليمنيين".
وقد أطلقت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مصر خطة استجابة للاجئين، بالتعاون مع وزارة الخارجية والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة لدعم اللاجئين، تضيف الأستاذة نوار رفاعه:
"المفوضية الآن بصدد إطلاق خطة استجابة للاجئين بالشراكة مع وزارة الخارجية والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، تنشد من خلالها تلقي تمويل قدره 313.5 مليون دولار لتغطية برامج مقدمة من أكثر من 28 شريكا لدعم اللاجئين. كما تدعم المفوضية الجهات الحكومية التي تقدم خدمات للاجئين كالمرافق الصحية والتعليمية بهدف تحسين الخدمة المقدمة للاجئين".
ومنذ اندلاع النزاع المسلح في السودان وقعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اتفاقية شراكة مع الهلال الأحمر المصري بقيمة 38 مليون جنيه بهدف تقديم المساعدة الإنسانية للأشخاص الذين يعبرون الحدود من السودان. ومن هؤلاء هدى مرجي التي خاضت رحلة معاناة استغرقت سبعة أيام.
تحدثنا السيدة مرجي عن تجربتها قائلة:
"كانت رحلتي من السودان إلى مصر شاقة جدا وتحمل في طياتها الكثير من التعب والعناء والمشقة، حيث انتقلت من أم درمان ثم إلى مسقط رأسي بولاية النيل الأبيض ومنها إلى مصر.
وفي تلك الاثناء كنا نتعرض وأسرتي للتفتيش من قبل قوات الدعم السريع والجيش، ولا يستثنون حتى النساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة والحالات المرضية. فالكل للأسف سواء إلى أن وصلنا لمعبر أرقين الحدودي، وكانت الإجراءات من الجانبين المصري والسوداني سهله وميسرة.
وتقدمنا بعدها لمفوضية اللاجئين التي ساعدتنا في التسجيل والتوثيق للإقامة وقدمت لنا الدعم النفسي لإزالة ما خلفه النزاع المسلح من دمار مع إجبارنا على مغادرة منازلنا، كما ساعدتنا المفوضية السامية للاجئين في توفير الحماية لنا والمساهمة المادية لتوفير تكاليف الإقامة".
وتقوم المفوضية بتسجيل كل من يرغب بالتماس اللجوء في مصر ليتمتع بالحماية الدولية ويستفيد من مجموعة الخدمات المقدمة من قبل الحكومة والمفوضية وشركائها، والتي تغطي خدمات التعليم والصحة والحماية. ومن الصومال، التقيت الشاب عبد الله عدن الذي استفاد من المنحة التعليمية التي وفرتها المفوضية.
ودار هذا الحوار بيني وبين الشاب الصومالي الذي بدأ بالقول:
"كنت أدرس في مدرسة حكومية، ولكني من خلال المفوضية ومؤسسة ساويرس حصلت على منحة تعليمية للدراسة في إحدى المدارس الألمانية بالجونة في الغردقة، وأتممت دراستي الفندقية وحصلت على الثانوية الدولية من قسم المطبخ بتفوق".
- وماذا عن الرعاية الصحية والاجتماعية التي تقدمها المفوضية؟
تقدم المفوضية الرعاية الصحية بالتعاون مع مؤسسة كاريتاس التي تخصص عيادات للاجئين للكشف عليهم وتقديم العلاج.
- وهل تقدم المفوضية دعما اقتصاديا لكم لإنشاء مشروع؟
بالتعاون بين المفوضية وهيئة الإغاثة الكاثوليكية يتم توفير فرص عمل وإقامة مشروعات مختلفة تدر عائدا اقتصاديا علينا".
أما أمجد سمير فقد جاء مع أسرته من سوريا منذ أحد عشر عاما عندما كان طفلا ليبدأ مسيرته التعليمية في مصر ويتمنى استكمال تعليمه في أوروبا:
"أتيت إلى مصر مع أسرتي منذ أحد عشر عاما وعمري لم يكن يتجاوز تسع سنوات، وكنت في مدرسة حكومية، وحصلت من خلال المفوضية على منحة تعليمية في مدرسة ثانوية للتعليم المزدوج طبقا للمعايير الألمانية، وكنا ندرس اللغة الألمانية.
- وما الذي تقدمه لكم مفوضية شؤون اللاجئين؟
تقدم المفوضية مساعدات مادية وعينية يتم توزيعها على اللاجئين، كما تقدم المفوضية كل عام عددا من المنح التعليمية يصل إلى 20 منحة متنوعة.
- وما تقييمك للخدمات المقدمة للاجئين، وكيف يتم تطويرها؟
الخدمات جيدة وأتمنى أن يحصل أقراني على نفس الفرصة التي حصلت عليها لتغيير الحياة وأرى أن منحة التعليم المزدوج أفضل ما قدمته لنا المفوضية".
اليوم العالمي للاجئين هذا العام يلقي الضوء على قضيتهم بالتضامن معهم وإبقاء الأبواب مفتوحة أمامهم، وتسليط الضوء على عزيمتهم وإنجازاتهم، والتأمل في التحديات التي يواجهونها، وإيجاد الحلول لمحنتهم وإنهاء الصراعات حتى يتمكنوا من العودة إلى ديارهم بأمان مع تزويد البلدان بالموارد التي تحتاجها لإدماج اللاجئين ودعمهم.
خالد عبد الوهاب - أخبار الأمم المتحدة