Breadcrumb
بعد نزوحها 6 مرات، أسرة فلسطينية تقيم في مأوى مؤقت من القماش تعيش على المعلبات وتكافح لتأمين مياه الشرب
خيمتان من قماش مهترئ وبطاطين بالية تتجاوران في بلدة الزوايدة في غزة، هما مأوى الشاب الفلسطيني فايز الزعيم (31 عاما) وأسرته المكونة من ستة أشخاص.
نزح فايز وعائلته من حي الشجاعية شرق مدينة غزة ما بين ست وسبع مرات منذ اندلاع الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر. رحلة نزوح حملته وعائلته ما بين النصيرات وخان يونس ورفح، ثم انتقل الآن إلى بلدة الزوايدة في وسط قطاع غزة.
فايز قال لمراسلنا في غزة زياد طالب، إنه "وضع صعب للغاية"، فكل رحلة نزوح تكلف الفرد ما بين 400 و500 شيكل (ما بين قرابة 106 و132 دولارا أمريكيا).
وبعد الوصول، تبدأ معاناة البحث عن قوت اليوم والمياه الصالحة للشرب، والتي تبدأ "في السادسة صباحا حتى فترة الظهيرة، للحصول على غالون من المياه العذبة، ونعود في بعض الأحيان دون الحصول على تلك المياه".
أما بالنسبة لغسيل الملابس والاستحمام، فهم "يستعملون مياه البحر" الذي يطل عليه المخيم المؤقت الذي يعيشون فيه مع نازحين آخرين في خيام تمتد على مد البصر.
من بيت جديد إلى خيام النزوح
وداخل الخيمتين، يعيش فايز مع عائلته بمن فيهم رضيعته التي ولدت حديثا، على ما ندر من طعام توفره التكيات، وما يحصلون عليه من أطعمة معلبة، فشراء الطعام بات أمرا لا يقوون عليه في ظل الأسعار الباهظة، "فكيلو البندورة والبطاطا وصل إلى 20 شيكل" (أكثر من خمسة دولارات).
أما إذا كانت هناك فرصة لطهي الطعام، فلا يوجد لديهم موقد، بل يشعلون نارا صغيرة باستخدام مخلفات قابلة للاشتعال، فالحطب أصبح غالي الثمن.
وقال فايز "كنت أعيش في بيت اشتريته حديثا، ولكن لم أقض فيه أكثر من ثلاثة أشهر قبل اندلاع الصراع. هُدِم البيت أثناء نزوحي من الشجاعية. والآن هذا هو الأثاث المتوافر لدي؛ مجموعة من الصحون".
ويجاور تلك الأطباق البسيطة، جوالات وأكياس تحوي ما تبقى من أغراض فايز وعائلته، مكدسة على الأرض إلى جانب "الفرشات" التي ينامون عليها داخل الخيمة.
أما الحمام، فهو عبارة عن مكان ملحق بإحدى الخيمتين، ومحاط بأقمشة بلاستيكية ومحفور بأرضه بئر.
"ديدان وجرذان"
وروى فايز كيف أنه في أحد الأيام اضطر للسير ليلا إلى المستشفى بعد مرض أحد أبنائه، لكنه التقى صديقا بالصدفة ليكمل معه الرحلة إلى المستشفى.
وأضاف "إذا أردت أن أنقل أحد أفراد أسرتي إلى المستشفى ليلا، فعلي أن أدفع ما بين 50 و60 شيكل (ما بين 13 و15 دولار)".
عندما زار مراسلنا فايز، كانت إحدى الخيمتين خاوية، فهم كانوا يبحثون عن فأر وجدوه في خيمتهم ذلك الصباح. فايز قال إن في هذا المكان "حشرات لم أرها في حياتي. وهناك ديدان وجرذان".
ويقدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن عدد الأشخاص الذين اضطروا إلى النزوح في غزة يقدر بـ1.7 مليون شخص، غالبيتهم نزحوا عدة مرات.
ووفقا لوكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا)، تتسبب العملية العسكرية في رفح والتحديات التي يواجهها إيصال المساعدات الإنسانية والتحديات في معبر كرم أبو سالم في نقص كبير في الوقود، ما يؤثر على عمليات الإغاثة وعمل مرافق المياه والصرف الصحي والصحة وغيرها من المرافق الحيوية في مختلف أنحاء قطاع غزة.
ويشير أحدث تقرير للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي في غزة إلى إلى أن 96 بالمئة من السكان يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، مع وجود ما يقرب من نصف مليون شخص في ظروف كارثية.