Breadcrumb
صنع في الوطن العربي: حِرف تقليدية تعانق الحداثة في المعرض العربي للأسر المنتجة
شكّل المعرض العربي للأسر المنتجة، الذي أقيم مؤخرا ضمن فعاليات المنتدى العالمي لرواد الأعمال والاستثمار بالبحرين منصة فريدة لأصحاب الحرف والمشاريع المنزلية لعرض إبداعاتهم وتبادل الخبرات. فمن زراعة الفطر المحاري في المنزل إلى صناعة الدمى التقليدية، ومن فن النقش الذهبي إلى صناعة السفن، قدم المعرض فسيفساء غنية من المواهب العربية.
المنتدى العالمي لرواد الأعمال والاستثمار نظمه مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا التابع لمنظمة (اليونيدو) في البحرين. أخبار الأمم المتحدة كانت حاضرة في المعرض وتحدثت إلى بعض المشاركين والمشاركات في المعرض العربي الذين أضاءوا المعرض بحرفهم وإبداعاتهم.
الفن لحماية البيئة
من دولة الكويت شاركت سهيلة العطية وهي فنانة مزجت بين الفن واهتمامها بمجال حماية البيئة فهي تستغل قصاصات الأقمشة في إنتاج أعمال فنية ونماذج من اللوحات والملابس تحتوي على تفاصيل دقيقة بالرسم بالقماش والتطريز اليدوي.
وقد ألفت كتابا في هذا المجال يوثق الأعمال التي أنجزتها وتعريفا عن هذا الفن وتفاصيله. تقول سهيلة إن اهتمامها بمجال حماية البيئة هو الذي ألهمها للدخول في هذا المجال وتضيف قائلة:
"حماية البيئة تشغل بالي باستمرار ففضلت أن استخدم الأقمشة والمنسوجات كنموذج لإعادة التدوير. هناك أيضا البلاستيك والأخشاب وكلها فرص يمكن استغلالها في تمكين الإنسان والبحث عن مصدر للرزق وأيضا حماية وتنمية المجتمع في تدريب الطلبة وتدريب النساء. بعض الأمور تكون بسيطة التكلفة وبمجهود بسيط يمكن أن توفر مصدرا للرزق الوفير".
وتقول إن حرفة الخياطة متوارثة في عائلتها وقد أضافت هي لمسات فنية لشغفها بالفن والرسم "فدمجت الخياطة بالفن التشكيلي وصارت هوية خاصة بالنسبة لي. والحمد لله تميزت فيها في الوسط الفني العربي".
وأوضحت أن مشاركتها في المعرض العربي كان بمثابة فرصة جيدة لها لتبادل المعلومات والمعرفة، مشيرة إلى أنها شاركت في أكثر من 100 معرض في الكويت وقد نظمت هي أربعة معارض شخصية وشاركت في معارض مشتركة في 15 بلدا عربيا.
زراعة الفطر المحاري
علي محمد من البحرين صاحب مشروع متخصص في زراعة الفطر المحاري في المنزل بهدف الاستهلاك كغذاء. يقول إن الناس في البحرين استحسنوا فكرته التي قال إنه ظل يعمل عليها منذ عامين.
تتمحور فكرة المشروع في زراعة الفطر المحاري في المنزل بطريقة مبسطة باستخدام علبة تحتوي على كل المواد والإرشادات التي يحتاجها الفرد كي يتمكن من ذلك. ويوضح السيد علي أن نمو الفطر بحاجة إلى درجة حرارة تتراوح بين 20 – 25 درجة مئوية ويحتاج كذلك إلى الرطوبة.
يقول علي إن الفطر المحاري يعد من أسهل أنواع الفطريات التي يمكن زراعتها ولكنه ليس موجودا بكثرة في المنقطة العربية نسبة لغلاء سعره وبسبب الثقافة الغذائية.
ويعدد علي محمد الفوائد الصحية للفطر المحاري، مشيرا إلى أنه يحتوي على مواد تساهم في "حماية الناس من خطر الإصابة بمرض السرطان" حسب قوله، فضلا عن احتوائه على فيتامينات متعددة "وبه نسبة عالية من البروتين مثل اللحم تقريبا".
ودعا علي محمد إلى ضرورة نشر ثقافة أكل الفطر في الدول العربية.
دُمى بلباس مغربي
فاطمة الزهراء شابة من المغرب صاحبة مشروع "يطو" المتخصص في صناعة الدمى باللباس المغربي التقليدي. كلمة "يطو"، مثلما تشرح فاطمة، هو اسم مغربي بربري "ويسهل نطقه لجميع الأشخاص".
تقول إنها بدأت هذا المشروع المنزلي بالشراكة مع أختها وأمها في سنة 2022. كانت الأسرة تنتج منتجات داخل المنزل خلال فترة الحجر الصحي أثناء جائحة كورونا وبعد أن رفع الحجر الصحي بدأت الأسرة تبيع منتجاتها في الأسواق "ثم فكرنا في إنشاء تعاونية مع أمي وأختي. نبيع منتجاتنا في مختلف المدن المغربية".
وتشير فاطمة الزهراء إلى أنها حصلت على دعم من الحكومة المغربية الأمر الذي مكنها من شراء طابعة ثلاثية الأبعاد. وتضيف: "العمل مع أفراد الأسرة أفضل بكثير حيث يكون هناك تعاون وتفاهم بين الجميع".
الحقائب التقليدية العمانية
التقينا أيضا بالسيدة دينا الزين من سلطنة عمان وقد شاركت في المعرض ممثلة لوزارة التنمية الاجتماعية في بلدها.
دينا الزين متخصصة في صناعة الحقائب التقليدية العمانية والإكسسوارات على طريقة نقش الذهب العماني، وهي تصنع كذلك مجسمات للملابس العمانية. تقول إنها تسوق منتجاتها للفنادق داخل سلطنة عمان، ولكنها تطمح في تسويق منتجاتها خارج السلطنة أيضا.
صناعة السفن تقليد كويتي راسخ
كامل غضبان القلاب من الكويت متخصص في صناعة السفن الكبيرة وكذلك السفن الصغيرة التي تستخدم لأغراض الزينة.
نسبة لتعذر إمكانية صناعة السفن الكبيرة، يقول القلاب إنه اتجه لصناعة السفن الصغيرة باستخدام الحديد والألمنيوم والألياف الزجاجية.
ويوضح أن صناعة السفن تقليد مهم وشائع في الكويت "حتى شعار الكويت موجود به سفينة". يقول القلاب إن هذه الحرفة صعبة، ولكن برغم ذلك "لازمني التوفيق والحمد لله".
صناعة الفضيات في عُمان
نادية بنت سعيد الرواحية من سلطنة عمان وهي تعمل مع برنامج الأسر المنتجة الذي ترعاه وزارة التنمية الاجتماعية في سلطنة عمان وحرفتها هي صناعة الخناجر والمشغولات الفضية والتحف والهدايا الحرفية. تقول إنه تم ترشيحها عن طريق جامعة الدول العربية للمشاركة في المعرض العربي.
تقول السيدة نادية إن صناعة الفضيات هي حرفة عمانية شائعة وتشرح ذلك بالقول: "نبدأ أولا بصهر الفضة ومن ثم نشكلها ثم بعد ذلك نبدأ بصياغتها. من منتجاتنا الحلي العمانية والتقليدية والتحف والهدايا. نعمل أيضا على الفضة المطلية بالذهب كحلية نسائية".
وأعربت عن أملها في أن تستفيد من التبادل التجاري مع الأسر الأخرى المشاركة في المعرض العربي.
"صناديق المبيت" تقليد بحريني قديم
الحرفي علي مطر من مملكة البحرين متخصص في صناعة "صناديق المبيت" وفن الأعمال الخشبية.
يقول إن صندوق المبيت معروف في مملكة البحرين وكان يستخدم قديما لوضع الملابس وتجهيزات العروس من الملابس والذهب ولذلك سموه بصندوق المبيت.
يصنع علي أيضا الأدوات القديمة مثل المباخر والفوانيس والأسلحة التي تستخدمها الفرق الشعبية في "فن العرضة البحرينية" والأبواب القديمة والعديد من الأدوات القديمة التي كانت تستخدم في البحرين.
المؤسسات الصغيرة دور مهم في مكافحة الفقر
يشار إلى أن الأمم المتحدة تحيي يوم المؤسسات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة في 27 حزيران/يونيو من كل عام. وموضوع احتفال هذا العام هو الاستفادة من قوة ومرونة تلك المؤسسات للتعجيل بتحقيق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر في أوقات الأزمات المتعددة.
وفقا لموقع الاحتفال باليوم، تمثل المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة 90% من الأعمال و 60% - 70% من العمالة و 50% من الناتج المحلي الإجمالي في جميع أنحاء العالم. كما تعد العمود الفقري للمجتمعات في كل مكان، فهي تسهم في الاقتصادات المحلية والوطنية وفي صون سبل العيش، ولا سيما بين العاملين الفقراء والنساء والشباب والفئات المهددة.
تمتلك الشركات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة القدرة على تحويل الاقتصادات، وتعزيز خلق فرص العمل، وتعزيز النمو الاقتصادي العادل إذا تم منحها الدعم الكافي. ويهدف الاحتفال بهذا اليوم تسليط الضوء على دورها المحوري واستكشاف الفرص لتحقيق مزيد التقدم.