Breadcrumb
مسؤول أممي في ختام زيارة لغزة: دمار شامل وسكان منهكون وعملية إنسانية شبه مستحيلة
في ختام زيارة استغرقت يومين إلى غزة، قال نائب المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، كارل سكاو، إن آثار الحرب على المدنيين مدمرة، خاصة في ظل بيئة تشغيلية تجعل من شبه المستحيل على العاملين الإنسانيين تقديم المساعدات الغذائية بالشكل اللازم.
وأثناء تواجده في شمال غزة قال السيد سكاو إنه لم ير "مبنى سليما واحدا"، وسط القصف المستمر والطائرات المسيرة التي تحلق في سماء المنطقة. وأضاف: "الناس هنا مصدومون ومنهكون. أخبرتني امرأة فقدت زوجها أن هذه الحرب مستمرة منذ 250 يوما، ولكن بالنسبة لها تبدو وكأنها 250 عاما".
وقال برنامج الأغذية العالمي إن غياب سيادة القانون وانتشار الصراع في المناطق الجنوبية والوسطى من غزة يجعل من المستحيل على موظفيه تقديم مستوى المساعدات الذي يلبي الطلبات المتزايدة على الأرض. ويخشى برنامج الأغذية العالمي أن يشهد جنوب غزة قريبا نفس المستويات الكارثية للجوع التي تم تسجيلها سابقا في المناطق الشمالية.
وشدد البرنامج على ضرورة استمرار التحسن في تقديم المساعدات في الشمال وتوسيع نطاقها لضمان إمدادات الأغذية الطازجة، مضيفا أن الوصول إلى المياه النظيفة والرعاية الصحية والوقود اللازم للمخابز والإمدادات الطبية ضروري أيضا لتحقيق أمن غذائي مستقر.
وشدد السيد سكاو على أهمية غرس بعض الأمل من خلال دعم المخابز والأسواق والذهاب إلى ما هو أبعد من تلبية الاحتياجات الغذائية للبقاء على قيد الحياة لدعم المياه والصرف الصحي واحتياجات الرعاية الصحية الأساسية.
وقال: "بهذه الطريقة فقط يمكننا المساعدة في استعادة شكل أكثر كرامة من المساعدة التي تتجاوز مجرد تلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية. في زيارتي السابقة في تشرين الثاني/ نوفمبر، كان الأشخاص الذين التقيت بهم غاضبين. والآن أصبحوا منهكين ويريدون فقط أن تنتهي هذه الحرب".
هذا ويواصل برنامج الأغذية العالمي الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار وإتاحة الوصول الآمن والمستدام لتقديم المساعدات المنقذة للحياة.
ظروف قاسية
من جانبه، أكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أنه يجب تسهيل عمليات الإغاثة بشكل كامل، ورفع كافة العوائق، حيث لا تزال الأسر النازحة تواجه ظروفا مزرية وتحديات كبيرة في الوصول إلى الخدمات الأساسية.
وقالت عائلات في دير البلح للوكالة الأممية إن الملاجئ هناك مكتظة وتفتقر إلى البنية التحتية للصرف الصحي. وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق خلال مؤتمر صحفي عقد في نيويورك اليوم الجمعة: "إن عمليات توزيع المواد الغذائية غير منتظمة وقد أبلغ السكان عن مجموعة من المشكلات الصحية مثل التهاب الكبد أ، والأمراض الجلدية، وأمراض الجهاز التنفسي. كما أن الوصول إلى المياه منخفض للغاية".
هذا وقد أفاد شركاء الأمم المتحدة على الأرض أن التكثيف الأخير للعمليات العسكرية أدى إلى خسائر إضافية في أصول المياه والصرف الصحي الرئيسية، بما في ذلك خمسة آبار مياه في جباليا في الشمال، وكذلك في آبار مياه ومحطات تحلية المياه في رفح في جنوب القطاع. وقدّروا أن أكثر من ثلثي مرافق المياه والصرف الصحي والبنية التحتية في غزة قد دمرت أو تضررت بسبب النزاع خلال الأشهر الثمانية الماضية.
استمرار العوائق
قال المتحدث باسم اليونيسيف جيمس إلدر - الموجود حاليا في غزة - إن إحدى شاحنات الوكالة التي تحمل الأدوية ومستلزمات التغذية لعشرة آلاف طفل في غزة، عادت أدراجها يوم الأربعاء على الرغم من حصولها على الموافقات اللازمة. وقال السيد إلدر إن فريق اليونيسف احتُجز لمدة ثماني ساعات عند نقاط التفتيش، وقد استغرق الأمر 13 ساعة للتحرك مسافة 40 كيلومترا فقط.
وفي منشور على منصة إكس، قال إن "صيادين كانا يبحثان عن الطعام لعائلتيهما قُتلا بالرصاص على الشاطئ أمامنا".