تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

ربع أطفال العالم يواجهون "الفقر الغذائي" المدفوع بعدم المساواة والصراعات وتغير المناخ

قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إن ما يقرب من 181 مليون طفل - أي واحد من كل أربعة أطفال حول العالم - يعانون من فقر حاد في الغذاء، مما يعرضهم لخطر الهزال، وهو شكل من أشكال سوء التغذية الذي يهدد حياتهم.

ويحلل تقرير أصدرته اليوم الخميس الوكالة الأممية للمرة الأولى تأثيرات الحرمان الغذائي وأسبابه بين اليافعين في ما يقرب من مائة بلد، وعبر فئات الدخل. ويعرف الأطفال الذين يعانون من فقر الغذاء بأولئك الذين لا يطعمون سوى مجموعتين أو أقل من المجموعات الغذائية الثماني المحددة.

من جانبها، أشارت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل، إلى أن الأطفال الذين يستهلكون مجموعتين غذائيتين فقط في اليوم، على سبيل المثال الأرز وبعض الحليب، "أكثر عرضة بنسبة تصل إلى 50 في المائة للإصابة بأشكال حادة من سوء التغذية".

وقالت: "الأطفال الذين يعيشون في فقر غذائي حاد هم أطفال يعيشون على حافة الهاوية. في الوقت الحالي، هذا هو الواقع بالنسبة لملايين الأطفال الصغار، ويمكن أن يكون لذلك تأثير سلبي لا رجعة فيه على بقائهم على قيد الحياة ونموهم وتطورهم الدماغي".

مأساة غزة

حذر التقرير المعنون "فقر الغذاء لدى الأطفال: الحرمان من التغذية في مرحلة الطفولة المبكرة" من أنه بينما لا تزال البلدان تتعافى من الآثار الاجتماعية والاقتصادية لجائحة كوفيد-19، فإن آثار تزايد عدم المساواة والصراعات وأزمة المناخ أدت إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتكاليف المعيشة إلى مستويات قياسية.

ومن بين 181 مليون طفل يعيشون في فقر غذائي حاد، يعيش 65 في المائة منهم في 20 دولة فقط. ويوجد حوالي 64 مليون طفل متأثر في جنوب آسيا، و59 مليون طفل في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

وفي الوقت نفسه، أشارت البيانات التي جمعتها اليونيسف إلى أن 9 من كل عشرة أطفال في قطاع غزة يعانون من فقر غذائي حاد، حيث أدت الأعمال العدائية والقيود المفروضة على المساعدات الإنسانية إلى انهيار النظم الغذائية والصحية، مما كان له عواقب كارثية على الأطفال وأسرهم.

الفقر الغذائي بين الأغنياء

وخلص التقرير إلى أن 46 في المائة من جميع حالات الفقر الغذائي الشديد لدى الأطفال تقع بين أسر فقيرة حيث من المرجح أن يكون الدخل المحدود محركا رئيسيا لذلك، في حين أن 54 في المائة - أو 97 مليون طفل - يعيشون في أسر أكثر ثراء نسبيا، حيث تعد البيئات الغذائية السيئة وممارسات التغذية هي الدافع الرئيسي للفقر الغذائي في مرحلة الطفولة المبكرة.

وقالت اليونيسف إن عدة عوامل تؤدي إلى تأجيج أزمة الفقر الغذائي لدى الأطفال، بما في ذلك النظم الغذائية التي تفشل في تزويد الأطفال بخيارات مغذية وآمنة ويمكن الوصول إليها، وعدم قدرة الأسر على تحمل تكاليف الأطعمة المغذية، وعدم قدرة الوالدين على تبني ممارسات تغذية إيجابية للأطفال والحفاظ عليها.

وقالت الوكالة الأممية: "في العديد من السياقات، يتم تسويق الأطعمة عالية المعالجة والمشروبات المحلاة بالسكر الرخيصة وغير الصحية والتي تفتقر للمغذيات، بقوة للآباء والأسر، وهي الوضع الطبيعي الجديد لتغذية الأطفال".

وشددت اليونيسف على أن إنهاء الفقر الغذائي لدى الأطفال يتطلب تحويلا عاجلا للنظم الغذائية لتوفير خيارات أفضل، وتفعيل الحماية الاجتماعية لمعالجة فقر الدخل. كما دعت إلى الاستفادة من النظم الصحية لتقديم الخدمات الأساسية للوقاية من سوء التغذية وعلاجه في مرحلة الطفولة المبكرة.