Breadcrumb
رائدة أعمال سودانية: الحرب لن تكسر عزيمتنا والمرأة السودانية قادرة على النهوض مجددا
قالت رائدة أعمال سودانية إن الانتهاكات الفظيعة التي تتعرض لها النساء السودانيات خلال الحرب الدائرة حاليا لن تكسر عزيمتهن، مؤكدة أن المرأة السودانية قادرة على النهوض مجددا.
آلاء حمدتو هي أم لثلاث بنات والرئيسة التنفيذية ومؤسسة شركة سولار فوود (Solar Food)، وهي شركة ناشئة للتكنولوجيا النظيفة ورائدة في صناعة الأغذية المجففة في السودان. تنتج سولار فوود مجموعة متنوعة من المنتجات الغذائية المجففة العضوية من خلال التجفيف بالطاقة الشمسية، وتعبئتها بطريقة صديقة للبيئة تلبي احتياجات كل من سوق التجزئة والجملة.
تقول آلاء حمدتو إن الفكرة الأساسية لمصنعها يتمحور حول تقليل المهدر الزراعي في السودان، مشيرة إلى أن 40% من المنتجات الزراعية في السودان يتم إهدارها. وأوضحت أن رؤيتها كانت ترك تأثير جيد على حياة الناس، والذي يمكن تحقيقه من خلال مساعدة المزارعين أصحاب الملكيات الصغيرة، مضيفة "أحاول أيضا نشر مفهوم التجفيف الشمسي ومدى فائدته للناس".
آلاء حمدتو كانت ضمن خمس نساء شاركن في حلقة نقاش بعنوان: "المرأة والسلام والأمن: كيفية تعزيز الاستقرار في البلدان المتضررة من الصراعات من خلال تمويل رائدات الأعمال"، عقدت ضمن فعاليات المنتدى العالمي لريادة الاعمال والاستثمار، الذي نظمه مؤخرا مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو) في العاصمة البحرينية المنامة.
وأشارت إلى أنها كانت مندهشة بالنساء القويات اللائي شاركن في حلقة النقاش من فلسطين وأفغانستان والعراق والتجارب والمآسي التي مررن بها، مشيرة إلى أن هذا الأمر كان مخففا بالنسبة لها أن تقابل "نساء يعانين من نفس المظالم والمشاكل. كان جميلا أن تتاح لنا فرصة أن نتكلم عن مشاكلنا كنساء أثناء الحرب".
الحرب تعصف بأحلام السودانيين
كغيرها من آلاف السودانيين والسودانيات، تأثرت آلاء حمدتو بالحرب الدائرة في بلادها حيث تم تدمير مصنعها الذي أسسته في 2017 في المنطقة الصناعية في الخرطوم بحري وعن ذلك تقول: "استطعنا أن نطور منتجاتنا من منتج واحد إلى أكثر من 22 منتجا، وصنعنا لنا اسما معروفا في دول كثيرة. كنا نصدر منتجاتنا إلى سبع دول، بما فيها المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر. ولكن للأسف جاءت الحرب، وبين يوم وليلة، تدمر المصنع تماما في ولم يكن أمامنا أي خيار سوى الهروب والنجاة بحياتنا".
لا تعتقد آلاء حمدتو أن الحرب الدائرة في بلادها هي حرب أهلية وإنما هي، حسبما تقول، "حرب على الموارد. حاولوا أن يصبغوها بصبغة الحرب الأهلية".
وتشير إلى أن السودان كان مرشحا لأن يكون سلة غذاء العالم، ودعت العالم إلى أن يركز انتباهه مع الحرب في السودان "لأننا نحن بحاجة للسلام والاستقرار كي نتمكن من أن نغذي العالم وعلى العالم ألا يأخذ مواردنا دون أن نحصل نحن السودانيين على شيء". وتضيف: "حياة السودانيين مهمة. أحلام السودانيين مهمة. لقد واجهنا انتهاكات فظيعة. الشعب السوداني فقد كل شيء".
العودة إلى السودان والبدء من جديد
بعد الحرب، فرت آلاء إلى مصر، لكنها قررت بعد ذلك العودة إلى السودان، موضحة أنها اختارت العودة مرة أخرى إلى السودان لإنشاء مصنع تجفيف آخر في مدينة كسلا في شرق السودان، ولكنها وصفت بيئة العمل في السودان بأنها صعبة للغاية، مشيرة إلى أن التضخم، وندرة المعدات، وحواجز الاتصالات، وانقطاع التيار الكهربائي المتكرر، والتهديدات الأمنية مثل التفجيرات والطائرات المسيرة تمثل كلها تحديات أمام سعيها لإنشاء مصنع تجفيف جديد.
ولكن على الرغم من كل هذه التحديات، تقول آلاء إن الشعب السوداني أظهر صمودا ملحوظا، وتضيف: "نحن نعلم أنه لن يأتي أحد لإنقاذنا، والأمر متروك لنا للنهوض مرة أخرى".
عقبات أمام رواد ورائدات الأعمال
طوال حياتهم واجه رائدات ورواد الأعمال من جيل الشباب في السودان جملة من المصاعب حسبما تقول آلاء حمدتو وتضيف: "ما حدث لنا الآن أمر مؤلم ومؤسف للغاية، ولكن لا خيار أمامنا ولا نملك رفاهية التقاعس وندب الحظ أو حتى مجرد التفكير فيما حدث. تعلمنا أيضا أنه لا أحد سيساعدنا وأننا بحاجة إلى أن نساعد أنفسنا بأنفسنا، وكيف نستطيع النهوض مرة أخرى. هناك نساء كثيرات مؤهلات من خلفيات مهنية ممتازة، من المهندسات والطبيبات ممن خسرن كل شيء وكن متواضعات بما يكفي لأن يبدأن من الصفر ويمتهن مهنا صغيرة كي يتمكن من البقاء على قيد الحياة".
وتتابع آلاء قائلة: "يسألني الناس عن حالتنا النفسية فنقول لهم إن ذلك رفاهية. نحن كسودانيين نشأنا في حكومية قمعية ثم بعد ذلك جاءت الثورة ثم جاءت جائحة كوفيد- 19 ثم حدث انقلاب عسكري ثم بعد ذلك اندلعت الحرب وبسبب كل ذلك تولدت لدينا قدرة على الصمود".
رسالة للمرأة السودانية
وفي الختام، وجهت آلا حمدتو رسالة إلى المرأة السودانية، حيث قالت: "أقول للمرأة السودانية أنك قادرة وقد أثبت أنك قادرة. أقول لك إن التهجير والعنف اللذين حدثا لك ليسا الأصل في الوضع في السودان. فالنساء السودانيات عبر التاريخ كن قائدات ومحاربات وكن ملكات، وأول برلمانية في الشرق الأوسط كانت امرأة سودانية. هذا هو أصلنا وليس الكبت الذي حدث لنا أثناء النظام السابق والحالة التي تحدث لنا الآن، وأنا متأكدة من أننا سنتمكن من النهوض مرة أخرى".