Breadcrumb
الأمم المتحدة تؤكد أهمية دور الشباب والمساواة بين الجنسين في تحقيق السلام والأمن في العالم
قالت وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام، روزماري ديكارلو إن الالتزامات المتعلقة بالمساواة بين الجنسين يتم تجاهلها في العديد من المناطق في العالم، مذكرة بأن النساء يتحملن وطأة التراجع العالمي عن حقوق الإنسان. وشددت على أن الشباب يستحقون فرص تشكيل مستقبلهم.
جاءت تصريحات ديكارلو أثناء إحاطتها أمام جلسة لمجلس الأمن عقدت اليوم الثلاثاء لمناقشة دور المرأة والشباب في صيانة السلام والأمن.
وأوضحت المسؤولة الأممية أن النزاع المسلح يؤدي إلى تفاقم العقبات الهيكلية التي تحول دون تحقيق المساواة الكاملة للمرأة، وأن "الفشل أو الانهيار المؤسسي، والإفلات من العقاب، وانعدام الأمن، يفضي إلى تعريض النساء لمخاطر متفاقمة".
وأضافت أن أكثر من نصف حوادث العنف السياسي المسجلة ضد المرأة في جميع أنحاء العالم تقع في البلدان المتضررة من الصراعات.
وقالت ديكارلو إن "التخلص من عدم المساواة الهيكلية بين الجنسين هي مسألة تتعلق بالإنصاف والحق، ولكنها أيضا وسيلة قوية لتحسين فرص نجاح عمليات السلام والعمليات السياسية".
وأشارت إلى دور النساء اليمنيات على سبيل المثال، في تعزيز عمل الأمم المتحدة المستمر لإعادة إطلاق مفاوضات رسمية رفيعة المستوى، عبر جهود الوساطة المجتمعية التي قمن بها بهدف إطلاق سراح السجناء أو تحقيق وقف إطلاق النار المحلي.
وقالت إن الدول الأعضاء يمكن أن تحدث فرقا من خلال الالتزام بتدابير محددة وموجهة لتعزيز القيادة النسائية، بما في ذلك دورها كوسيط، مشيرة إلى أنه "في عمليات السلام التي تقودها الأمم المتحدة، نضمن تمثيل المرأة بقوة".
"فرصة ضائعة"
وتحدثت وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام عن دور الشباب مؤكدة أنهم " ليسوا بالغين في طور التكوين، بل هم بشر كاملون لديهم آمال وتطلعات وأفكار وطاقة للمساهمة الآن".
واستشهدت بما جاء في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بشأن الشباب والسلام، والذي أفاد بأن مشاركة الشباب في عمليات السلام لا تزال في حدها الأدنى، مضيفة أن هذا الأمر "هو فرصة ضائعة".
وقالت إنه وفقا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فإن العنف الانتخابي يعيق مشاركة 82 في المائة من الشباب في 65 دولة، واصفة تلك الإحصائية بأنها "مؤلمة".
وشددت على أهمية خطط العمل الوطنية للشباب والسلام والأمن في لعب دور فعال لإضفاء طابع مؤسسي على المشاركة الهادفة للشباب، فضلا عن الجهود الإقليمية التي تعزز تلك الإجراءات الوطنية.
وأشارت إلى دعم الأمم المتحدة مؤخرا للاستراتيجية الإقليمية العربية للشباب والسلام والأمن التي أطلقتها جامعة الدول العربية، مضيفة أنه بمساعدة الذكاء الاصطناعي، تمكن بناة السلام الشباب من 14 دولة عربية من تطوير خطة عمل لمنطقتهم.
تحويل الرؤى إلى واقع
وتطرقت ديكارلو إلى مطالبة الشباب بدور في بناء السلام البيئي، قائلة إنه غالبا ما تكون الشابات في الخطوط الأمامية للتعامل مع الموارد الشحيحة والدفاع عن البيئة.
ودعت إلى الاعتراف بأدوار الشباب والشابات كمدافعين عن البيئة، وقادة مجتمعيين، وناشطين، وعاملين في التعبئة، وبناة للسلام.
وفي ختام إحاطتها شددت دي كارلو على أن المساواة بين الجنسين وتحقيق تطلعات الشباب أمران ضروريان لتحقيق السلام والأمن المستدامين في جميع أنحاء العالم، مضيفة أن أجندتي المرأة والسلام والأمن، والشباب والسلام والأمن، "لا تقدم لنا مجرد رؤية، بل خارطة طريق. ويتعين علينا جميعا أن نفعل المزيد لجعل الرؤية التحويلية لهذه البرامج حقيقة واقعة".
قصة أماني
وتحدثت سيما بحوث، المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة أمام الجلسة حيث قدمت أمثلة لنساء فقدن حياتهن في مناطق الصراعات والحروب وشكلت وفاتهن "تذكيرا مؤلما آخر بواقع الحرب بالنسبة للنساء والفتيات، وبالضرر غير المتناسب الذي لحق بالنساء أثناء الحروب والصراعات التي ليست من صنعهن".
ومن بين هؤلاء، أماني المعالجة النفسية في مدينة رفح في قطاع غزة التي كانت تبلغ من العمر 34 عاما وكانت متخصصة في مساعدة المرضى على معالجة صدمة العيش في الصراع، والتي نشرت الهيئة قصتها في تشرين الثاني/نوفمبر العام الماضي.
وقالت بحوث إن أماني قُتِلت مع أطفالها الأربعة في 7 أيار/مايو، وهي واحدة من أكثر من 10,000 امرأة قتلن في الأشهر السبعة الماضية، مضيفة أنه "بالأمس فقط، قُتل عشرات النساء والأطفال بشكل مروع في رفح، في منطقة آمنة، بينما كانوا نائمين في خيام في مخيم للنازحين".
وأضافت بحوث "من أجلها (أماني) ومن أجلهن، نطالب بوقف دائم لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن، والسعي الحازم لتحقيق السلام وحل الدولتين. هذه الحرب يجب أن تتوقف".
مشاركة هادفة وكاملة للشابات
وشددت المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة على أن الشابات والفتيات يواجهن تمييزا مزدوجا، يزداد حدة أثناء النزاع، وهو التمييز على أساس جنسهن وأعمارهن.
وقالت إن ما يجب القيام به هو التأكد من العمل على تحطيم هياكل السلطة والأعراف الضارة التي تعيق مشاركة الشابات والفتيات الكاملة والهادفة، والتي تقلل من صوتهن ومساهمتهن الحاسمة كقادة، داعية إلى حماية تعليم النساء والفتيات، واستقلاليتهن، وحريتهن في اتخاذ القرار بشأن جميع خياراتهن في الحياة.
وحددت بحوث ثلاثة مجالات ذات أولوية تتطلب "اهتمامنا وجهودنا والتزامنا الجماعي"، أولها أنه يجب جعل الشابات في قلب عملية صنع القرار الفعلية.
ودعت كذلك إلى مكافحة الانقسام والكراهية والمعلومات المضللة، وأن يتم تمثيل الشابات بشكل أفضل بكثير على طاولة السلام وفي البرلمانات.
وأكدت أن "الشابات هن قادة الغد وصانعات التغيير اليوم. علينا أن نتعامل معهن بهذه الصفة، بما يستحققنه من التزام وإلحاح. وفي هذا المشهد المعقد من الصراعات والأزمات والتحديات، يتعين علينا أن نعترف بتطلعاتهن في كل مكان، باعتبارها تطلعات عالمية".
وختمت إحاطتها بالقول "دعونا نتمسك برؤية لمستقبل تصبح فيه كل فتاة كل ما يمكنها أن تكونه، وتكون فيه آمالها في مستقبل سلمي وحيوي هي نجمة الشمال التي نهتدي بها، ونتصرف فيه أخيرا وفقا لمسؤوليتنا المشتركة بتصميم وإخلاص".