Breadcrumb
قوة استثنائية ولغة الفرح والأحلام المشتركة، احتفالية أممية بأول يوم عالمي لكرة القدم
"لعبة جميلة تتجاوز الحدود والمناطق، واللغات والأديان، والنوع والسياسة". هكذا وصف رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، دينيس فرانسيس كرة القدم أثناء كلمته في الفعالية التي أقيمت في مقر المنظمة الدولية للاحتفال باليوم العالمي لكرة القدم للمرة الأولى.
وأمام سفراء وممثلي الدول الذين حضروا الفعالية مرتدين قمصان منتخبات بلادهم لكرة القدم، تحدث فرانسيس عن "القوة الاستثنائية" لكرة القدم في جمع الناس من جميع الثقافات والخلفيات والتوقعات معا.
وقال رئيس الجمعية العامة إن تلك "الجاذبية التوحيدية هي قوة نحتاج إلى الاستفادة منها، لتحقيق السلام والتقدم والرخاء والاستدامة بشكل هادف".
ولفت إلى أنه عندما تدمر الحرب والصراع حياة الناس في أوكرانيا، وفي قطاع غزة، وفي السودان، وفي هايتي وأماكن أخرى، فإن "هذا بالضبط هو سبب حاجتنا لكرة القدم. والسبب الذي يجعلنا نتبنى أي أداة لديها القدرة على مداواة الجروح، وجسر الفجوات، ورفع معنويات الناس حتى في مواجهة الشدائد، أي أداة أثبتت قدرتها على تعزيز الاحترام والتضامن والعمل الجماعي".
ودعا إلى استخدام هذا الحدث من أجل إحلال السلام والعمل على تحقيق الأهداف المشتركة بما فيها خطة عام 2030 وما تتضمنه من أهـداف التنمية المستدامة.
واغتنم رئيس الجمعية العامة الفرصة لدعوة جميع أطراف أي صراع مستمر لاحترام الهدنة أثناء الألعاب الأولمبية والبارالمبية التي تقام هذا العام في باريس، واستخدام فترات التوقف هذه لتحقيق سلام دائم ومستدام.
كرة القدم من أجل أهداف التنمية
وبموجب قرار اعتمدته الجمعية العامة في مطلع أيار/مايو 2024، أصبح 25 أيار/مايو من كل عام يوما عالميا لكرة القدم، حيث يصادف ذلك التاريخ في 2024 الذكرى المئوية لأول بطولة دولية لكرة القدم في التاريخ مع تمثيل جميع المناطق، والتي أقيمت في 25 أيار/ مايو 1924 خلال الألعاب الأولمبية الصيفية التي أقيمت في باريس.
ماهر ناصر، مدير شعبة التوعية بإدارة الأمم المتحدة للتواصل العالمي الذي أدار النقاش في الفعالية للاحتفال بأول يوم عالمي لكرة القدم، والتي أقيمت في 22 أيار/مايو، قال إن قرار الجمعية العامة يقر بالامتداد العالمي لكرة القدم وتأثيرها في مختلف المجالات، بما في ذلك التجارة والسلام والدبلوماسية، وأن كرة القدم تخلق مساحة للتعاون.
وأشار إلى أن إدارة الأمم المتحدة للتواصل العالمي أطلقت مبادرتها العالمية الخاصة بكرة القدم عام 2022 التي تحمل اسم "كرة القدم من أجل أهداف التنمية"، "وهي مبادرة قائمة على العضوية توفر منصة لمجتمع كرة القدم في جميع أنحاء العالم للمشاركة في أهداف التنمية المستدامة والترويج لها".
وأوضح أن المبادرة أصبحت تضم الآن 282 عضوا بما فيهم خمسة اتحادات قارية لكرة القدم.
"حلم جماعي"
جاء اعتماد القرار الدولي لتحديد يوم عالمي لكرة القدم بمبادرة من البحرين وليبيا وطاجيكستان.
الممثل الدائم لطاجيكستان لدى الأمم المتحدة، السفير جونبيك حكمت أكد أن اليوم العالمي "ولد من حلم جماعي دافع عنه العديد منكم في هذه القاعة".
ووصف كرة القدم بأنها "نسيج ممزوج بالعاطفة والمهارة والروح الإنسانية التي لا تنضب ويتجاوز الحدود والثقافات واللغات. وأضاف أن كرة القدم تنطق بلغة عالمية، "لغة الفرح والأحلام المشتركة والتصميم الذي لا يتزعزع".
ودعا سفير طاجيكستان إلى ضمان توسيع نطاق الوصول إلى كرة القدم، لتصل إلى من هم في أمس الحاجة إليها، والعمل على تمكين المدربين، والاستثمار في البنية التحتية، وتنشئة الجيل القادم من نجوم كرة القدم.
وأضاف "دعونا نجدد التزامنا بتسخير القوة الاستثنائية لهذه اللعبة الجميلة. دعونا نضمن معا أن تظل كرة القدم قوة من أجل الخير للأجيال القادمة".
فرص مستقبلية
رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، جياني إنفانتينو تحدث أمام الحاضرين عبر كلمة مسجلة بالفيديو حيث أكد أن الفيفا والأمم المتحدة عملا معا في العديد من المشاريع، "مما أدى إلى تغيير حياة الملايين إلى الأفضل"، مضيفا أنه مع اعتماد يوم عالمي لكرة القدم، "أصبح لدينا الآن سبب آخر للقيام بذلك. وأنا متأكد من أنه ستكون هناك فرص أخرى في المستقبل".
وأعلن إنفانتينو عن نية الفيفا تنظيم الأسبوع العالمي لكرة القدم في الفترة ما بين 21 و25 أيار/مايو، مؤكدا أنه سيكون أسبوعا "لإظهار حبنا لكرة القدم، ولعبها، ومشاهدتها، والاستمتاع بها، والفوز أو الخسارة معا".
تعزيز قيم كرة القدم
وبعدما شاهد الحاضرون كلمة رئيس الفيفا المسجلة، كانت هناك كلمات أخرى للاعبين ولاعبات بمن فيهم حارس المرمى السابق للمنتخب الإيطالي، جيانلويجي بوفون الذي أكد أن هذه الاحتفالية بكرة القدم هي "رسالة مهمة لتوحيد الشعوب من جميع أنحاء العالم".
وقال بوفون الذي يشغل حاليا منصب رئيس وفد المنتخب الوطني الإيطالي لكرة القدم، إن الاتحاد الإيطالي لكرة القدم مستمر في تعزيز قيم هذه الرياضة لصالح السلام والتنمية المستدامة.
وشاهد الحاضرون كذلك كلمة سجلتها الأمينة العامة للاتحاد الفرنسي لكرة القدم واللاعبة السابقة، لورا جورج. جورج قالت إنها كانت محظوظة للعب كرة القدم في مختلف الأعمار والمستويات، وهي تجربة علمتها "التكاتف والصمود والتواضع".
وأكدت أنهم في الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، يستخدمون كرة القدم لمشاركة القيم والخبرات مع الاتحادات الأخرى للعبة، مؤكدة أن "كرة القدم هي أفضل مكان للشمول".