Breadcrumb
في افتتاح منتدى الشباب بالأمم المتحدة، دعوات لإشراكهم في صنع القرار السياسي
بدأ في مقر الأمم المتحدة في نيويورك اليوم الثلاثاء منتدى الشباب التابع للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والذي يشارك خلاله قادة شباب من جميع أنحاء العالم رؤاهم وأعمالهم على طريق تعزيز التنمية المستدامة.
ويوفر المنتدى الذي افتتح اليوم الثلاثاء ويستمر حتى 18 نيسان/أبريل منبرا للشباب لإجراء حوار مع الدبلوماسيين حول التحديات التي تؤثر على رفاهم.
تتمحور مناقشات المنتدى حول خمسة من أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، وهي القضاء على الفقر، والقضاء على الجوع، والعمل المناخي، والسلام والعدالة والمؤسسات القوية، والشراكات لتحقيق الأهداف.
أمل في أيام أفضل
رئيسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي، باولا نارفايز، قالت في كلمتها الافتتاحية إن تلك القضايا ستتم مراجعتها في المنتدى السياسي رفيع المستوى للمجلس في تموز/يوليو. وأعربت عن التزامها وإيمانها بشباب العالم، الذين يعد حماسهم وتصميمهم حاسمين لبناء مستقبل أفضل وأكثر شمولا للجميع.
وقالت "مُثُلُكم هي موسيقى البشرية التي لا تفقد الأمل في أن تأتي أيام أفضل".
وشددت نارفايز على أن المعركة العالمية ضد الفقر "أصبحت أكثر صعوبة"، حيث إن ثلث البلدان فقط هي التي تسير على طريق تقليصه بحلول الموعد النهائي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في عام 2030.
وأضافت أن 7% من سكان العالم، أي 570 مليون شخص، يعيشون اليوم في فقر مدقع، ويشكل الشباب "جزءا كبيرا" منهم، والذين يعانون من عدم كفاية البنية التحتية لكسر دورة عدم المساواة بين الأجيال.
وقالت نارفايز "نعلم أن الفقر يحد بشدة من آفاق تنمية الشباب، مما يؤدي إلى إدامة هذه الدورة. علينا أن نفعل المزيد من أجل شبابنا، وجزء من الاستجابة هو إشراكهم في القرارات العامة".
طاقة الشباب وإيمانهم
وفي كلمته أمام المنتدى، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن طاقة الشباب وقناعاتهم معدية، وأكثر أهمية من أي وقت مضى.
واغتنم غوتيريش تلك المناسبة للتركيز مرة أخرى على الحرب في غزة، قائلا "لقد حان الوقت لوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن، وحماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق".
وفي عالم "مليء بالتحديات والمآسي والظلم، والكثير منها متصل ببعضه"، أثنى أمين عام الأمم المتحدة على الشباب في جميع أنحاء العالم لمواقفهم والتحدث علنا والعمل من أجل تغيير حقيقي.
وقال غوتيريش "نحن بحاجة إليكم. وأنا ملتزم تماما بإشراك الشباب في عملية صنع القرار السياسي؛ ليس فقط الاستماع إلى وجهات نظركم، ولكن التصرف بناء عليها".
شمل هذا الالتزام إنشاء مكتب جديد للشباب في الأمم المتحدة وضمان أن يكون للشباب دور قوي في الفترة التي تسبق قمة المستقبل في أيلول/سبتمبر، والتي وصفها الأمين العام بأنها "لحظة محورية لتعزيز أهداف التنمية المستدامة، وإعادة تنشيط التعددية".
وحيا الأمين العام الشباب لوجودهم في الخطوط الأمامية للعمل المناخي الجريء. وحث الحكومات على تبني سياسات قوية، بما في ذلك تسريع التحول من الوقود الأحفوري إلى الطاقة النظيفة، ووضع خطط مناخية وطنية جديدة تتماشى مع هدف الحد من زيادة درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية.
وأوضح أن الحكومات تحتاج إلى إشراك الشباب في هذا العمل بشكل هادف، مضيفا أن التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة يجب أن يكون عادلا ومستداما.
القدرة على الحلم
وسلطت سارة باهاراكي، السفيرة العالمية للشباب لدى مؤسسة "ذيرورلد" الخيرية لتعليم الأطفال، الضوء على الوضع في وطنها أفغانستان، الذي فرت منه بعد عودة طالبان إلى السلطة قبل ثلاث سنوات.
وأضافت في كلمتها أمام المنتدى أن سلطات الأمر الواقع منعت الشابات من المشاركة في سوق العمل والالتحاق بالمدارس، لكن الشباب الأفغاني "يرفضون التزام الصمت" ويتعاملون مع الأمر من خلال الاحتجاج والدفاع عن حقوقهم.
وأشارت إلى أنه على الرغم من أهمية التعليم في الحد من الفقر والصراع وأزمة المناخ، إلا أن أكثر من مليوني فتاة محرومات من الالتحاق بالمدارس في أفغانستان وأن هناك ملايين آخرين في حالة من عدم اليقين في أوكرانيا وفلسطين والسودان.
وقالت إنه مع اقتراب الموعد النهائي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بعد ست سنوات فقط، "حان الوقت للعمل واتخاذ القرارات الصحيحة لأننا تأخرنا".
وشددت بهاراكي على ضرورة إشراك الشباب في عمليات صنع القرار، داعية إلى تقديم دعم أكبر من الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني.
وأضافت "ليس فقط لأننا نشكل ما يصل إلى 16% من سكان العالم، أو لأننا الجيل الأكثر تعليما حتى الآن، ولكن لأننا نمتلك القوة، القوة على الحلم بعالم أفضل، (ونمتلك) الشجاعة والإقدام من أجل العمل وتحقيق هذه الأحلام".