تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي: يجب أن ندين ما يحدث في غزة مثلما نفعل مع أوكرانيا

"هناك لحظات في التاريخ يكون الظلام أكثر قتامة من المعتاد، ويكون الأسود أكثر سوادا، ويصبح الألم واليأس هما الوضع الطبيعي للبشر". هذا هو حال العالم الآن كما وصفه جوزيب بوريل الممثل السامي للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي متحدثا أمام مجلس الأمن الدولي.

كان بوريل يشارك في اجتماع عقده المجلس حول التعاون بين الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. وتُعقد اجتماعات مماثلة بشكل دوري بالمجلس لبحث علاقات التعاون مع مختلف المنظمات الإقليمية.

ذكر بوريل أن حالة العالم في الوقت الحاضر تثير القلق البالغ، ولكنه قال إن هذا الوضع كان من الممكن أن يكون أسوأ لو لم توجد الأمم المتحدة التي تظل- عبر ميثاقها- بوصلة ثابتة للإنسانية.

المسؤول الأوروبي تحدث في خطابه عن الوضع في غزة، وقال إنها ليست سوى جزء من صراع خطير للغاية يستعر بين الفلسطينيين والإسرائيليين على مدى نحو قرن من الزمن. وقال إن بقاء سكان غزة أصبح على المحك. وشدد على ضرورة دخول المساعدات إلى القطاع وقال إن الاتحاد الأوروبي يعمل على مدار الساعة لتيسير ذلك.

وأضاف: "الأزمة الإنسانية في غزة من صنع البشر وليست كارثة طبيعية. وعندما نبحث عن طرق بديلة لتقديم الدعم سواء عن طريق البحر والجو، علينا أن نُذكـّر بأننا نُضطر إلى ذلك لأن الطريقة الطبيعية لتقديم الدعم عبر الطرق يتم إغلاقها بشكل مصطنع. ويُستخدم التجويع كذراع للحرب. وعندما ندين حدوث ذلك في أوكرانيا.علينا استخدام نفس الكلمات، لما يحدث في غزة".

وأضاف أن الأمم المتحدة ووكالاتها في غزة، هي شريان الحياة الأخير للكثيرين. وأشار إلى الادعاءات التي تواجهها وكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا). وذكر أن الاتحاد ينتظر باهتمام "اكتمال تحقيقات الأمم المتحدة المستقلة التي يجريها مكتب خدمات الرقابة الداخلية، والتدقيق الذي سيجريه خبراء الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى نتائج لجنة كولونا التي أنشأها أمين عام الأمم المتحدة".

ولكنه قال إن وكالة الأونروا موجودة لأن هناك لاجئين فلسطينيين، "وإن هؤلاء اللاجئين لن يختفوا إذا اختفت الأونروا". وأضاف أن السبيل الوحيد لإنهاء عمل الأونروا هو جعل هؤلاء اللاجئين مواطنين في دولة فلسطينية تتعايش مع دولة إسرائيل.

وذكر أن الوصول إلى هذا الهدف يتطلب تحقيق حل الدولتين الذي قال إنه كان محل للكثير من الحديث والقليل من الجهد الحقيقي خلال السنوات الأخيرة. وأعرب عن الأمل في أن يحدث ذلك عبر قرار يصدر بالإجماع من مجلس الأمن يدعم حل الدولتين ويحدد المبادئ العامة التي قد تقود إلى هذه النتيجة.

السودان

انتقل المسؤول الأوروبي إلى الحديث عن السودان، وقال إنه "يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم، إذ نزح ما يقرب من 8 ملايين شخص" داخل وخارج الحدود السودانية بسبب الصراع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.

وتحدث عن مخاطر المجاعة في السودان، وقال إن "عدم سماح حكومة الأمر الواقع لوكالات الأمم المتحدة بتوصيل المساعدات عبر تشاد، يجعل الوضع أسوأ".

وأكد أن مساهمات الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء، تمثل ثلث إجمالي الاستجابة الدولية للوضع في السودان. ولكنه قال إن ذلك ليس كافيا ودعا الجميع لتوسيع نطاق المساعدة الإنسانية. وشدد على ضرورة أن تعمل كل الأطراف- وداعميهم- على إسكات البنادق وإنهاء الأعمال العدائية فورا وبدون شروط مسبقة.