Breadcrumb
"التخفيف من ألم ووجع المرأة الفلسطينية"، تجربة موظفة في الأونروا تقدم الدعم في مراكز الإيواء
تتنقل منى الزريعي، التي تعمل أخصائية اجتماعية ومرشدة نفسية لدى وكالة الأونروا، بنشاط بين أرجاء أحد مراكز النزوح التابع للوكالة في دير البلح- وسط قطاع غزة- وهدفها محدد وهو "محاولة التخفيف قدر المستطاع من ألم ووجع ومعاناة المرأة الفلسطينية".
تلتقي الزريعي كل يوم عشرات الفلسطينيات اللاتي في حاجة لدعم نفسي واجتماعي في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة في ظل الحرب الدائرة هناك منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر والتي أدت إلى مقتل وإصابة وفقدان أثر 5% من السكان، من بينهم أكثر من 30 ألف قتيل.
حرب تضررت منها النساء بشكل خاص حيث أظهرت بيانات هيئة الأمم المتحدة للمرأة أن تلك الحرب تقتل وتصيب النساء بشكل غير مسبوق ووصفتها بأنها "حرب أيضا على النساء".
الهيئة قالت كذلك في مطلع آذار/مارس الجاري إنه في كل يوم م تستمر فيه الحرب في غزة، بالمعدل الحالي، سيتواصل قتل 63 امرأة في المتوسط، وإن ما يقرب من 9 من كل 10 نساء أفدن بأنهن يجدن صعوبة أكبر في الحصول على الغذاء مقارنة بالرجال.
وفي ظل تلك الأوضاع الصعبة، تبذل منى الزريعي ما بوسعها كمسؤولة عن تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لدى وكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا)، من أجل المساهمة في جهود "توفير السبل والإمكانيات كي تعيش المرأة الفلسطينية الموجودة في مراكز الإيواء والنزوح في وضع أفضل".
احتياجات خاصة
منى الزريعي ورفاقها موجودون باستمرار وسط النازحين في مراكز الإيواء التابعة للوكالة التي تقدم خدمات الدعم النفسي الاجتماعي بما في ذلك خدمات الإسعافات الأولية النفسية الاجتماعية واستشارات الدعم النفسي الاجتماعي وجلسات التدخل والتعامل مع الإجهاد النفسي والأنشطة الجماعية والترفيهية.
وتكتظ مراكز الإيواء في غزة بمئات آلاف الأشخاص الذين نزح بعضهم أكثر من مرة في ظل استمرار التصعيد. وضع زاد من محنة النساء والأطفال في القطاع، ورصده مسؤولو الأمم المتحدة الذين يزورون غزة بمن فيهم منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، جيمي ماكغولدريك الذي زار القطاع مؤخرا.
والتقى ماكغولدريك أثناء الزيارة مجموعة من النساء في مخيم في منطقة المواصي تم إنشاؤه من قبل المجتمع المحلي. وقال إن النساء اللاتي التقاهن تحدثن عن مسألة الخصوصية، ومشاكل النظافة بسبب نقص المياه النظيفة، وعدم وجود المنتجات الصحية النسائية.
وقال أيضا إن النساء تحدثن عن تعرضهن للعنف من أزواجهن والتحرش الجنسي أثناء توجههن ليلا إلى الحمامات المشتركة في أماكن النزوح المكتظة.
صعوبات وتحديات جمة
وبينما يحتفل العالم في الثامن من آذار/مارس باليوم الدولي للمرأة والذي تتم فيه الدعوة هذا العام إلى الاستثمار في المرأة لتسريع وتيرة التقدم، قالت منى الزريعي إن المرأة الفلسطينية تواجه صعوبات وتحديات جمة.
ومن بين تلك التحديات ما ذكرته خبيرات أمميات مستقلات بشأن "ادعاءات ذات مصداقية حول حدوث انتهاكات صارخة" ومتواصلة لحقوق الإنسان تتعرض لها نساء وفتيات فلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية. كما دعا عدد من الخبراء الأمميين المستقلين في الأسابيع الماضية إسرائيل أن تنفذ فورا وقفا لإطلاق النار، وأن تتخذ تدابير إنسانية ملموسة تعطي الأولوية لاحتياجات النساء والفتيات الفلسطينيات.
تأدية الرسالة
ورغم كل الظروف والمصاعب، شددت على أنها وزملاءها يحاولون تأدية رسالتهم على أكمل وجه من خلال فريق كبير موجود على مستوى المدارس ومراكز الإيواء التابعة للأونروا.
يذكر أن الأونروا قدمت حتى 2 آذار/مارس خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في مناطق الوسط وخان يونس مع فرق صحية مؤلفة من أطباء نفسيين إلى جانب مشرفين لمساعدة الحالات الخاصة المحالة من المراكز الصحية والملاجئ.
واستجابت الفرق إلى الاحتياجات في المراكز الصحية والنقاط الطبية من خلال الاستشارات الفردية وجلسات التوعية ودعم الحالات التي تتعرض للعنف القائم على النوع الاجتماعي. كما تم تقديم الرعاية الصحية للنساء بعد الولادة والنساء الحوامل.