تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الأمين العام: الوضع في غزة إدانة للجمود في العلاقات الدولية

جدد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة دعوته لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية وإطلاق سراح جميع الرهائن على الفور وبدون شروط. وأكد أن ذلك هو السبيل الوحيد لتوسيع نطاق الإغاثة الإنسانية في غزة.

وأثناء مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن قال الأمين العام إن شيئا لا يمكن أن يبرر الهجمات الإرهابية المروعة التي شنتها حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وأن لا شيء يمكن أن يبرر أيضا العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني في رد إسرائيل العسكري.

وأضاف أن الوضع في غزة يعد إدانة للجمود الذي وصلت إليه العلاقات الدولية. ووصف مستوى الموت والدمار بأنه صادم وأشار إلى امتداد الحرب عبر المنطقة وتأثيرها على التجارة الدولية.

رجل فلسطيني يطهو لأطفاله أمام منزلهم المدمر في حي الرمال، غرب مدينة غزة.
© UNICEF/Omar Al-Qattaa

وحذر غوتيريش من أن العمليات الإنسانية في غزة "على أجهزة الإنعاش" تعمل بالكاد فيما يعمل عاملو الإغاثة تحت ظروف لا يمكن تصورها بما في ذلك التعرض لإطلاق الرصاص الحي والعراقيل المتعددة والقيود التي تفرضها إسرائيل بالإضافة إلى انهيار النظام العام.

وانتقل غوتيريش إلى الحديث عن رفح، أقصى جنوب قطاع غزة، التي يوجد بها مركز جميع العمليات الإنسانية في غزة. وقال إن تنفيذ عملية هجومية واسعة النطاق على المدينة سيكون مدمرا لمليون وخمسمئة ألف مدني فلسطيني يقيمون بها، يتشبثون بأطراف الحياة.

وأشار إلى دعواته المتكررة للوقف الإنساني لإطلاق النار والإفراج الفوري عن جميع الرهائن بدون شروط. وقال إن ذلك يجب أن يكون أساسا لخطوات حاسمة لا رجعة فيها باتجاه تحقيق حل الدولتين بناء على القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.

انقسام عالمي

وفي كلمته أمام المؤتمر، قال الأمين العام إن الحوكمة العالمية في شكلها الحالي تعزز الانقسامات وتؤجج السخط. وأضاف أن العالم يواجه تحديات وجودية إلا أن المجتمع الدولي منقسم أكثر من أي وقت مضى خلال الخمسة والسبعين عاما الماضية.

وقال: "إذا أوفت الدول بالتزاماتها بموجب مـيثاق الأمم المتحدة، سيعيش كل شخص على وجه الأرض في سلام وكرامة". ولكن الحكومات تتجاهل هذه التعهدات ليدفع ملايين المدنيين ثمنا رهيبا وتضطر أعداد غير مسبوقة على النزوح. 

الحرب في أوكرانيا

وتطرق الأمين العام إلى الحرب في أوكرانيا وقال إن الغزو الروسي لأوكرانيا قبل عامين هو انتهاك واضح لميثاق الأمم المتحدة ولا مكان له في أوروبا القرن الحادي والعشرين. واستنكر المعاناة الناجمة عن ذلك والخسائر في الأرواح، مشيرا إلى الآثار المدمرة على الاقتصاد العالمي وخاصة بالنسبة للدول النامية.

وشدد على الحاجة الماسة لتحقيق السلام العادل والدائم لأوكرانيا وروسيا والعالم، يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي الذي ينص على الالتزام باحترام السلامة الإقليمية للدول ذات السيادة.

كما أكد الأمين العام للأمم المتحدة ضرورة أن يعزز المجتمع الدولي، هيكل السلم والأمن العالمي لمعالجة التحديات والتهديدات التي لم تكن موجودة عند صياعة ميثاق الأمم المتحدة، مثل أزمة المناخ والذكاء الصناعي أو "الأسلحة السيبرانية".