Breadcrumb
دعوات أفغانية للمجتمع الدولي بعدم الاعتراف بطالبان ما لم تلغ القيود على النساء
طالبت نساء أفغانيات المجتمع الدولي بعدم الاعتراف بحركة طالبان ما لم تقم بإلغاء القيود المفروضة على النساء والفتيات، وحذرن من أن سجل طالبان في مجال حقوق المرأة يبرهن على أنه لا يمكن الوثوق بها لتحسين الوضع الحالي.
جاء ذلك في تقرير أصدرته بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما) اليوم الخميس، يستعرض وجهات نظر النساء في جميع أنحاء أفغانستان بشأن وضعهن الحالي وأولوياتهن.
وأشارت النساء الأفغانيات إلى أن الاعتراف بطالبان قبل تحقيق تقدم ملموس في مجال حقوق المرأة يعد بمثابة السيناريو الأسوأ، وأعربن عن خيبة أمل عميقة تجاه الدول الأعضاء التي تتجاهل- في جهودها لإشراك سلطات الأمر الواقع- خطورة أزمة غير مسبوقة في مجال حقوق المرأة وما يرتبط بها من انتهاكات للقانون الدولي، استنادا إلى المعاهدات التي صدقت عليها أفغانستان.
وذكر التقرير أن طالبان- ومنذ سيطرتها على السلطة في آب/أغسطس 2021- أصدرت أكثر من 50 مرسوما يحد بشكل مباشر من حقوق المرأة وكرامتها. ولم يتم إلغاء أي من هذه المراسيم. وترتكز رؤية طالبان لأفغانستان على الحرمان الهيكلي من حقوق المرأة ورفاهيتها وشخصيتها، وفقا للتقرير.
تفاقم أزمة حقوق المرأة
وأعربت النساء عن فزعهن وقلقهن عندما طلب منهن النظر في إمكانية الاعتراف بسلطات الأمر الواقع. ذكر حوالي الثلثين (67 في المائة) أن الاعتراف سيكون له تأثير كبير على حياتهن. وفي ظل الظروف الحالية، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تفاقم أزمة حقوق المرأة وزيادة خطر قيام سلطات الأمر الواقع بتعزيز وتوسيع القيود الحالية التي تستهدف النساء والفتيات.
ذكرت 32 في المائة من النساء أن الاعتراف الدولي يجب أن يحدث فقط بعد إلغاء جميع القيود، فيما أشارت 25 في المائة منهن إلى أن الاعتراف يجب أن يتم بعد إلغاء بعض أشكال الحظر المحددة المفروضة على النساء والفتيات. بينما قالت 28% منهن إن الاعتراف لا ينبغي أن يحدث على الإطلاق- تحت أي ظرف من الظروف.
وفي تموز/ يوليو 2023، وجد سؤال مماثل أن 96% من النساء أكدن أن الاعتراف يجب أن يحدث فقط بعد تحسين حقوق المرأة أو أنه لا ينبغي أن يحدث على الإطلاق.
خشية من الاعتقال والوصم والعار
في أعقاب التقارير الأخيرة عن التطبيق التعسفي والصارم لمرسوم الحجاب، لا سيما في كابول، وصفت النساء الكيفية التي تسبب بها تطبيق هذا القرار في زيادة التحرش في الأماكن العامة والحد من قدرتهن على مغادرة منازلهن. تخشى النساء الاعتقال والوصم والعار طويل الأمد المرتبط باحتجازهن لدى الشرطة.
شعر أكثر من نصف النساء (57%) بعدم الأمان عند مغادرة المنزل دون محرم. وعلى وجه الخصوص، تفاقمت المخاطر التي تهدد أمنهن ومستويات القلق لديهن كلما تم الإعلان عن مرسوم جديد يستهدفهن على وجه التحديد.
وأشارت 1 في المائة فقط من النساء إلى أن بإمكانهن إحداث تأثير جيد أو كامل على عملية صنع القرار على مستوى المجتمع - وهو انخفاض مطرد من 17 في المائة في يناير/كانون الثاني 2023.
انخفض تأثير النساء على عملية صنع القرار في الأسرة بشكل كبير من 90 في المائة في كانون الثاني/ يناير 2023 إلى 32 في المائة في كانون الثاني/ يناير 2024.
وأشار التقرير إلى أن غياب البنية التحتية العامة للنساء بغرض التجمع ومشاركة وجهات نظرهن وتجاربهن، والمشاركة في القضايا التي يعتبرونها مهمة، تسبب في حرمانهن من المشاركة في عملية صنع القرار أو التأثير عليها.
صور نمطية لدى الأولاد الذكور
وواصلت النساء ربط افتقارهن إلى الحقوق والآفاق التعليمية والوظائف بالانخفاض في التأثير داخل الأسرة. وصفت النساء الآثار الجنسانية للقيود التي تفرضها سلطات الأمر الواقع والتحولات المحافظة المصاحبة في المواقف الاجتماعية على الأطفال.
ويبدو أن الأولاد، وفقا للتقرير، يستوعبون تبعية أمهاتهن وأخواتهن، اجتماعيا وسياسيا، مما يعزز الاعتقاد بأنهن يجب أن يبقين في المنزل في وضع العبودية. وكانت تصورات الفتيات لآفاقهن تغير قيمهن وفهمهن لحياتهن المستقبلية المحتملة.
ومنذ آب/أغسطس 2022، يشير التقرير إلى أن هيئة الأمم المتحدة للمرأة والمنظمة الدولية للهجرة وبعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان أجرت مشاورات ربع سنوية مع نساء أفغانيات متنوعات تهدف إلى وضع المرأة في قلب عملية صنع القرار. تظل هذه المشاورات واحدة من الفرص القليلة المتاحة للنساء للتعبير عن آرائهن ووجهات نظرهن.