Breadcrumb
في ظل تحديات غير مسبوقة، الأونروا مستمرة في خدمة النازحين في غزة
برغم التحديات الكبيرة، تواصل وكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) جهودها في توفير الخدمات الإغاثية المنقذة للحياة لأكثر من مليون ونصف المليون نازح في المناطق الواقعة جنوب وادي غزة، في ظل ظروف صعبة قيدت من حركة العاملين في الوكالة الأممية والمنظمات الإغاثية الدولية المختلفة.
مراسلنا في غزة، زياد طالب زار مدرسة دير البلح الإعدادية التابعة للأونروا، وسط غزة، والتي تحولت إلى مركز لإيواء النازحين، ووقف بنفسه على عملية تجهيز وتوزيع الحصص الغذائية للنازحين من قبل موظفي الوكالة والمتطوعين.
يقول يوسف صقر، وهو مرشد مساند في المدرسة إن الأونروا تقدم خدمات متنوعة ومتكاملة للنازحين في مركز الإيواء، على رأسها خدمات الإغاثة بالإضافة إلى الخدمات الصحية والاجتماعية والنفسية.
وقال إن عمله بصفته مرشدا مساندا يركز على الجانب النفسي، حيث يعمل على توعية الأهالي بشأن مختلف الموضوعات المهمة وعقد جلسات تنشيط للأطفال بشكل يومي.
وأكد صقر على الحاجة الماسة للخدمات الإغاثية، مشيرا إلى أن انقطاع المساعدات يؤدي إلى معاناة تفوق التصور في مراكز الإيواء لأن الناس يعتمدون بصورة كلية على المعونات التي توفرها وكالة الاونروا.
وأضاف: "ليس بإمكان الناس شراء أي مستلزمات بسبب انعدامها، وحتى وإن توفرت تكون باهظة الثمن. نشكر الأونروا على الخدمات التي توفرها للناس، وندعو الجميع إلى مضاعفة الجهود كي تستمر المساعدات في الوصول إلى الجميع".
ومع استمرار القصف والنزوح - الذي يطال أيضا موظفي الأونروا- إلا أن فرق الوكالة ما زالت تعمل بتفان لتوفير الإغاثة لسكان قطاع غزة الذي يعتمد أكثر من مليونين من سكانه على مساعدات وخدمات الأونروا للبقاء على قيد الحياة.
وتدير الوكالة مراكز إيواء تؤوي أكثر من مليون شخص توفر لهم الإغاثة الإنسانية الضرورية والرعاية الصحية الأولية.
انتشار الأمراض بين الأطفال
تعمل إنعام رابح مشرفة اجتماعية في مدرسة دير البلح الإعدادية وهي تقدم الخدمات الصحية والاجتماعية لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن.
تقول السيدة إنعام إن حصص المساعدات التي تصل إلى المدرسة غير كافية، مشيرة إلى انتشار التهاب الكبد الوبائي وغيره من الأمراض بشكل كبير بين الأطفال خلال الأسبوعين الماضيين لعدم توفر مستلزمات النظافة والأدوية والملابس والأغطية الأمر الذي يضاعف معاناة الناس في مركز الإيواء.
يشار إلى أن أكثر من 150 من موظفي وكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) قتلوا خلال الحرب، فيما لحق الدمار بالعشرات من المقرات والمستودعات التابعة للوكالة في مختلف محافظات قطاع غزة.
وتعد الأونروا هي الذراع الرئيسي للجهود الإنسانية في قطاع غزة. ولا تمتلك أي جهة أخرى قدرة مماثلة للوكالة على توفير المساعدات بالحجم والنطاق اللازمين لتلبية احتياجات 2.2 مليون شخص في القطاع.
وكان عدد من المانحين قد علق تمويله للأونروا بعد ادعاءات بتورط 12 من موظفيها في هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر على إسرائيل. وقد سارعت الوكالة بفصل 9 من الموظفين، بسبب خطورة الادعاءات. ويُجري مكتب الأمم المتحدة لخدمات الرقابة الداخلية- وهو أعلى جهة تحقيق في المنظمة- بالتحقيق في هذه الادعاءات.
وناشد أمين عام الأمم المتحدة الحكومات التي علقت تمويلها للأونروا، إعادة النظر في ذلك وضمان استمرار عمليات الوكالة. وإذا لم يُستأنف تمويل الأونروا، فستُضطر إلى وقف عملياتها بأنحاء المنطقة- بما في ذلك غزة- بنهاية شباط/فبراير.