Breadcrumb
معلمون وطلاب في غزة يروون تجربتهم مع النزوح وفقدان المدارس
لا يوجد مكان خاو في ساحة أو فصول مدرسة دير البلح الإعدادية التابعة لوكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) في مدينة دير البلح وسط غزة التي يكتظ فيها النازحون الذين فروا من ديارهم التماسا للأمان.
"بعدما كانت قلعة للعلم والتعليم، أصبحت الآن للإيواء"، هكذا وصف أيمن إبراهيم جودة الذي كان يُدرس مادة الرياضيات لطلاب الصف الخامس في مدرسة دير البلح الابتدائية ( أ )، حال مدارس الأونروا الذي تبدل.
كما أن جودة لم يعد يعمل مدرسا في خضم الظروف التي يمر بها القطاع، فقد "انتقل من مهنة التدريس إلى مساعدة النازحين، وتقديم المساعدات العينية والتغذية بالإضافة إلى الإجابة عن استفسارات النازحين الذين ينزحون من مناطق شمال ووسط غزة إلى مدينة دير البلح".
وقال جودة لمراسل أخبار الأمم المتحدة في غزة زياد طالب، الذي زار مركز الإيواء في مدرسة ذكور دير البلح الإعدادية، إن ساحة المدرسة تعج بالخيام التي تؤوي النازحين، بعد أن كانت تلك الساحة مخصصة "لحصص الرياضة التي كان الطلاب يمرحون ويلعبون فيها".
حياة صعبة
عبد الرحمن الشامي، مدرس آخر يعمل في مركز الإيواء في دير البلح، بعد أن نزح من مدينة غزة في أعقاب اندلاع الأعمال العدائية في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وقال الشامي لمراسلنا إن الحياة قبل التصعيد "كانت راقية، وكنا نقدم خدمات تعليمية جيدة". لكنه أضاف أنهم أصبحوا الآن نازحين في تلك المنطقة بعد أن اضطروا للنزوح جنوبا.
وأكد أن "الحياة هنا صعبة ومريرة. نتمنى أن نعود إلى الحياة السابقة والحياة الأفضل".
فقدان المدارس والبيوت
إحدى الفتيات التي نزحت مع أسرتها إلى مركز الإيواء في دير البلح تقول إنها حُرمت من مدرستها ودراستها، بعد أن كانت تتطلع لتحقيق حلمها في أن تكون صحفية عندما تكبر، وهو أمل كان يراودها منذ نعومة أظفارها.
وتحدثت عن الوضع الذي يعيشونه الآن حيث لا تتوافر مياه نظيفة مثلما كان الحال من قبل، علاوة على البرد والأمطار لا سيما أنهم يعيشون في خيمة.
مراهق آخر تحدث عن فقدان مدرسته التي كان يدرس ويلعب فيها، لكنها "دُمرت"، قبل أن ينزح مع أهله إلى دير البلح.
طفلة صغيرة أخرى- تحدث معها مراسلنا- أصبح مركز الإيواء مسكنها هي وأهلها، قالت إنها تتمنى أن يعودوا إلى بيوتهم "وترجع الحياة طبيعية، ونرجع للمدرسة".