تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الأمم المتحدة ترحب بالإعلان عن عملية لإيصال إمدادات طبية إضافية إلى غزة

رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالإعلان عن عملية لتوصيل أدوية وإمدادات طبية إضافية تمس الحاجة إليها إلى السكان المدنيين في غزة وتوصيل أدوية ضرورية إلى الرهائن المحتجزين هناك.

وفي مؤتمر صحفي عقد في نيويورك اليوم الخميس، قال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك إن دخول هذه الإمدادات الحيوية والمساعدات الإنسانية "أمر مشجع، على الرغم من الحاجة إلى دخول المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة".

وأثنى الأمين العام على الجهود التي بذلتها كل من قطر وفرنسا في هذا الصدد. وكرر دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية والإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن الإسرائيليين.

وحث الأمين العام، على لسان المتحدث باسمه، جميع الجهات ذات الصلة على ضمان وصول المساعدات الإنسانية الكافية إلى القطاع وحيثما تكون هناك حاجة إليها. كما العام عن قلقه المستمر إزاء تصاعد التوترات في المنطقة، ودعا إلى وقف هذا التصعيد بشكل عاجل.

تأخر وصول عمليات الإغاثة الحيوية بسبب العوائق

من ناحية أخرى، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بإنجاز أقل من ربع المهام التي خططت لها الوكالات الإنسانية إلى شمال وادي غزة، في الأسبوعين الأولين من شهر كانون الثاني /يناير الجاري- إما بشكل كامل أو جزئي- بعد أن رفضت السلطات الإسرائيلية البعثات الأخرى. 

وأوضح مكتب أوتشا أن 7 قوافل فقط من أصل 29 قافلة تحمل مساعدات منقذة للحياة قد اكتملت خلال تلك الفترة الزمنية، في حين لم يتم إكمال مهمتين أخريين أيضا بسبب عدم صلاحية الطرق المخصصة أو التأخير المفرط عند نقاط التفتيش. وأضاف المكتب الأممي أن حالات منع وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق الشمال ارتفعت مقارنة بالأشهر السابقة. 

وشدد المكتب على أن حالات المنع هذه تحول دون توسيع نطاق المساعدة الإنسانية وتضيف تكلفة كبيرة إلى الاستجابة الشاملة، مضيفا أن قدرة الوكالات الإنسانية على العمل بأمان وفعالية تظل أيضا "معرضة للخطر الشديد بسبب القيود طويلة المدى التي تطبقها السلطات الإسرائيلية بشأن استيراد المعدات الإنسانية الحيوية إلى غزة".

جاء ذلك في الوقت الذي أشار فيه المكتب إلى استمرار القصف الإسرائيلي المكثف من الجو والبر والبحر في معظم أنحاء القطاع، مما أدى إلى سقوط المزيد من الضحايا المدنيين والدمار، في حين استمرت الجماعات الفلسطينية المسلحة في إطلاق الصواريخ، بشكل عشوائي، من غزة على إسرائيل.

ووفقا لبرنامج الأغذية العالمي، فإن استمرار العنف جعل من المستحيل تقريبا توزيع المساعدات الإغاثية خارج رفح في جنوب القطاع، حيث يعيش الآن أكثر من 1.2 مليون شخص في ظروف مكتظة بشكل خطير تحت أغطية بلاستيكية.

وقالت عبير عطيفة، المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي إن "مستوى وصول المساعدات يكاد يكون كارثي في المناطق الواقعة خارج رفح". وجددت النداءات المتكررة من أجل إتاحة وصول أكبر لوكالات الأمم المتحدة الأخرى التي تعمل على الوصول إلى جميع محافظات غزة الخمس.

طفلة تبلغ من العمر 11 عاماً تجلس على أنقاض منزل في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة.
© UNICEF/Eyad El Baba

 

وضع كارثي على الأرض

ووفقا للتصنيف المتكامل لمرحلة الأمن الغذائي، فإن جميع سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون شخص معرضون لخطر المجاعة الوشيك، حيث وصل 378 ألف شخص بالفعل إلى المرحلة الخامسة من انعدام الأمن الغذائي، والتي تشير إلى النقص الشديد في الغذاء والجوع واستنفاد قدرات التكيف.

وأشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن خط أنابيب المياه في دير البلح - الذي تقترب طاقته من 17 ألف متر مكعب من المياه يوميا - توقف عن العمل وهو في حاجة ماسة إلى الإصلاحات. يأتي هذا في ظل مستويات قياسية بالفعل من الإسهال والأمراض الأخرى الناجمة عن سوء الصرف الصحي والجوع، 

وأضاف مكتب أوتشا: "قدر الشركاء في مجال المياه والنظافة والصرف الصحي أن الإصلاحات قد تستغرق ما يصل إلى أربعة أسابيع، حتى مع السماح بالوصول المستمر والإمدادات الضرورية. لا يعمل حاليا سوى خط واحد فقط من خطوط أنابيب المياه الثلاثة الممتدة من إسرائيل إلى غزة، وهو يقع في الجنوب".

وحتى يوم أمس الأربعاء، ظلت خدمات الاتصالات في غزة مقطوعة لليوم الخامس على التوالي، وهي المرة السابعة التي تتوقف فيها الاتصالات عن العمل في القطاع منذ 7 تشرين الأول /أكتوبر. وأكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن انقطاع الاتصالات يمنع الناس في غزة من الوصول إلى المعلومات المنقذة للحياة أو الاتصال بالمستجيبين الأوائل، ويعيق الأشكال الأخرى من الاستجابة الإنسانية.