Breadcrumb
جنوب أفريقيا تقدم مرافعتها أمام محكمة العدل الدولية بشأن اتهامها لإسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة
خاطبت جنوب أفريقيا محكمة العدل الدولية، اليوم الخميس، في إطار ما وصفتها بالمحاولة لوضع حد للقتل الجماعي للمدنيين في غزة. واتهمت إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في القطاع - وهو ادعاء نفته إسرائيل بشدة ووصفته بأنه "لا أساس له من الصحة"
وخلال استعراض القضية، قال الفريق القانوني من جنوب أفريقيا لقضاة محكمة العدل الدولية في لاهاي إن إسرائيل أظهرت "نمط سلوك الإبادة الجماعية" منذ شن حربها واسعة النطاق في قطاع غزة الذي تبلغ مساحته 365 كيلومترا مربعا والذي احتلته منذ عام 1967.
وقال الفريق: "هذا القتل ليس شيئا أقل من تدمير حياة الفلسطينيين. لقد تم ارتكابه عمدا، ولم يسلم منه أحد- ولا حتى الأطفال حديثي الولادة".
عنف غير مسبوق
وشددت المحامية عادلة هاشم من فريق جنوب أفريقيا على أن الإجراءات الإسرائيلية قد عرّضت سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة لمستوى غير مسبوق من الهجمات، جوا وبرا وبحرا، مما أدى إلى مقتل الآلاف من المدنيين وتدمير المنازل والبنية التحتية العامة الأساسية.
وقالت المحامية عادلة هاشم إن إسرائيل منعت وصول المساعدات الإنسانية الكافية إلى المحتاجين وتسببت في خطر الموت جوعا والمرض بسبب استحالة تقديم المساعدة "أثناء سقوط القنابل".
وقالت السيدة هاشم للمحكمة: "يتعرض الفلسطينيون في غزة لقصف متواصل أينما ذهبوا"، مضيفة أن عددا كبيرا من الناس قتلوا لدرجة أنه غالبا ما يتم دفنهم في مقابر جماعية بدون التعرف على هوياتهم. وأشارت إلى أن 60 ألف فلسطيني آخر أصيبوا وتشوهوا.
ومضت قائلة: "إنهم يُقتلون في منازلهم وفي الأماكن التي لجأوا إليها، وفي المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس، وأثناء محاولتهم العثور على الطعام والماء لعائلاتهم. تعرضوا للقتل في حال فشلهم في الإخلاء من الأماكن التي فروا إليها، وحتى إذا حاولوا الفرار عبر الطرق الآمنة التي حددتها إسرائيل".
وذكرت جنوب أفريقيا أن 6000 قنبلة سقطت على غزة في الأسبوع الأول من الرد الإسرائيلي على الهجمات التي قادتها حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر. وقالت السيدة هاشم إن ذلك شمل استخدام قنابل زنة 2000 رطل- 200 مرة على الأقل- في المناطق الجنوبية من القطاع التي تم تصنيفها على أنها آمنة"، وفي الشمال، حيث توجد مخيمات اللاجئين.
وأكدت أن هذه الأسلحة كانت "بعضا من أكبر القنابل المتاحة وأكثرها تدميرا"، مضيفة أن عمليات الإبادة الجماعية "لا يتم الإعلان عنها مسبقا أبدا، لكن هذه المحكمة تستفيد من الأدلة التي تم الحصول عليها خلال الأسابيع الـ 13 الماضية والتي تظهر- بشكل لا جدال فيه- وجود نمط من السلوك والنية ذات الصلة التي تبرر ادعاء معقولا بارتكاب أعمال إبادة جماعية".
التزامات الاتفاقية
واستمع قضاة محكمة العدل الدولية إلى أنه وبسبب هذه الأفعال، انتهكت إسرائيل اتفاقية الإبادة الجماعية، في إشارة إلى المعاهدة العالمية التي وقعها أعضاء الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية لمنع الجرائم ضد الإنسانية.
وشدد جون دوغارد، من فريق جنوب أفريقيا على أن الاتفاقية "مخصصة لإنقاذ الإنسانية"، وأن جميع البلدان التي وقعت على الاتفاقية "ملزمة ليس فقط بالكف عن أعمال الإبادة الجماعية ولكن أيضا بمنعها".
وتستمر الجلسة يوم غد الجمعة، حيث من المقرر أن تستمع المحكمة إلى وجهة النظر الإسرائيلية.