Breadcrumb
اليونيسف تحذر من التأثير المميت لشح المياه على الأطفال في غزة، وأول قافلة مساعدات تصل القطاع مباشرة من الأردن
حذرت كاثرين راسل المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، من أن عدم توفر مياه آمنة سيؤدي إلى وفاة مزيد من الأطفال قريبا بسبب الأمراض. وقالت إن "الحصول على كميات كافية من المياه النظيفة هو مسألة حياة أو موت. الأطفال في غزة لديهم بالكاد قطرة ماء للشرب".
وأضافت راسل، في بيان صحفي: "يضطر الأطفال وأسرهم إلى استخدام المياه من مصادر غير آمنة شديدة الملوحة أو التلوث. ومن دون مياه صالحة للشرب، سيموت عدد أكبر من الأطفال بسبب الحرمان والمرض في الأيام المقبلة".
وفي محاولة للهروب من القصف المستمر الذي أثر بشكل كبير على شبكات إنتاج المياه ومعالجتها وتوزيعها في القطاع، لاذ أكثر من 1.4 مليون شخص من سكان غزة المُهجرين إلى الملاجئ أو بالقرب من المرافق التي تديرها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا).
تضاعف الأمراض بين الأطفال
وقالت اليونيسف إن الأطفال المهُجرين مؤخرا في جنوب محافظة رفح لا يحصلون إلا على ما بين 1.5 و2 لتر من الماء يوميا، وإن خدمات المياه "على شفا الانهيار".
وأضافت اليونيسف في بيانها أن الحد الأدنى الذي يجب أن يحصل عليه الفرد من المياه للبقاء هو ثلاثة لترات في اليوم، مشددة على أنه رغم ما يثير القلق من نقص مياه الشرب، فإن مئات الآلاف من المُهجرين - نصفهم من الأطفال - ما زالوا "في حاجة ماسة" إلى الغذاء والمأوى والأدوية والحماية.
وتعرض ما لا يقل عن 50% من مرافق المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية للأضرار أو للتدمير في غزة، حيث حذرت اليونيسف من أن تأثير هذا الوضع على الأطفال مثير للقلق بشكل خاص لأنهم أكثر عرضة للإصابة بالإسهال والأمراض وسوء التغذية.
وأوضحت اليونيسف أنه تم تسجيل ما يقرب من 20 ضعف المتوسط الشهري لحالات الإسهال المبلغ عنها بين الأطفال دون سن الخامسة، بالإضافة إلى زيادة حالات الجرب والقمل وجدري الماء والطفح الجلدي وأكثر من 160 ألف حالة من التهابات الجهاز التنفسي الحادة.
الحاجة للمزيد
وأفادت اليونيسف بأنها وشركاءها قاموا منذ بداية الأزمة بتوفير الوقود لتشغيل الآبار ومحطات تحلية المياه ونقل المياه بالشاحنات، وإدارة النفايات والصرف الصحي، إلى جانب المياه المعبأة وحاويات المياه لأكثر من 1.3 مليون شخص.
وأكدت أيضا أنه تم توزيع أكثر من 45 ألف عبوة مياه بالإضافة إلى ما لا يقل عن 130 ألف مجموعة من مستلزمات النظافة الأسرية، بما في ذلك منتجات الصحة والنظافة الصحية الخاصة بالدورة الشهرية ومئات الآلاف من قطع الصابون.
وشددت على الحاجة إلى مولدات لتشغيل مرافق المياه والصرف الصحي، إلى جانب الأنابيب البلاستيكية لإصلاح السباكة المكسورة، مشيرة إلى أن تلك المولدات مازالت ممنوعة من دخول غزة.
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف إن "القصف المستمر والقيود المفروضة على المواد والوقود تمنع التقدم الحاسم".
قافلة مساعدات من الأردن
وفي تطور آخر، قال برنامج الأغذية العالمي إن قافلة مكونة من 46 شاحنة، نظمها البرنامج والهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية يوم الأربعاء، نقلت أكثر من 750 طنا متريا من المواد الغذائية الضرورية إلى غزة، وهي المرة الأولى التي تصل فيها قافلة مساعدات مباشرة من الأردن إلى القطاع منذ بدء تصاعد الأعمال العدائية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وقال ممثل برنامج الأغذية العالمي والمدير القطري ومنسق حالة الطوارئ في فلسطين، سامر عبد الجابر "إن إنشاء ممر عبر الأردن سيعزز تدفق المساعدات، ويزيل بعض الضغط والازدحام الذي نواجهه حاليا".
وأضاف أن ذلك "سيسمح أيضا بتأمين المزيد من الإمدادات وتوفير المزيد من الشاحنات على الطريق. نحن ممتنون جدا لكل من جعل هذا ممكنا. إنها خطوة مهمة نأمل أن تمنحنا طريقة مستدامة وموسعة، لإيصال المساعدات بشكل أسرع إلى عدد أكبر من الأشخاص في غزة".
وقال البرنامج في بيان صحفي نشره اليوم الأربعاء إن إيصال المواد الغذائية من الأردن إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم سيزيد حجم وسرعة وصول الغذاء إلى قطاع غزة، حيث يواجه الملايين خطر الموت جوعا.
وأوضح أنه في الأسابيع الماضية، قام بنقل المساعدات من الأردن إلى غزة عبر ممر العقبة - نويبع/مصر، ونسق عمليات النقل الجوي للإمدادات الإنسانية المشتركة بين الوكالات من الأردن إلى المستودعات في العريش لنقلها في النهاية إلى غزة.
وأعرب عن الأمل في أن تمهد هذه الخطوة الأولى الهامة الطريق أمام ممر مساعدات أكثر استدامة عبر الأردن، بما يسمح بإيصال المزيد من المساعدات على نطاق أوسع، بشكل لم يكن ممكنا حتى الآن عبر معبر واحد فقط، من مصر. ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار وفتح جميع المعابر الحدودية لتقديم الإغاثة ووضع حد للمعاناة.